برشلونة كسر القاعدة، للمرة الأولى منذ سنوات يتخلى عن المدرب في منتصف الموسم بعد صبر طويل وسوء النتائج المتواصل وعجز عن الابتكار والتطوير.
صحيح خسر صدارة الليجا بعد أسبوع واحد من قدومه، لكن بفضل سيلتا فيجو وليفانتي، تعطل ريال مدريد ووجد كيكي نفسه في الصدارة قبل الكلاسيكو، ولديه فرصة لتعميق الفارق والابتعاد أكثر عن ريال مدريد.
ولكن هل تغير الفريق حقًا خلال هذه الفترة؟ وكيف أصبح شكله؟
التجربة المظلومة

سيتين جاء في وقت سيئ للغاية، فالتخطيط الفاشل لإدارة جوسيب ماريا بارتوميو والتعاقد مع صفقات غير مفيدة وبيع لاعبين في مراكز منقوصة، مع موجة الإصابات المتلاحقة ليجد الفريق نفسه دون أهم عناصره الأساسية.
مدرب ريال بيتيس السابق أيضًا وجد فريقًا بلا روح ولا قلب ويلعب خارج أرضه خائفًا حذرًا حتى في بطولة الدوري الإسباني لتصبح مهمته أكثر تعقيدًا.
ورغم ذلك، فهناك العديد من التطور، فبعد أنّ بدأ بالاعتماد على خطة 3-5-2 ولكنها فشلت أمام فالنسيا في "ميستايا" قرر العودة إلى 4-3-3 ومنح اللاعبين فرصًا مختلفة.
نجح في تطوير نيلسون سيميدو بشكل أو بآخر ورأيناه يقدم مستويات أفضل، سيرجيو بوسكيتس هو الآخر تحسن بشكل كبير، أمام ليونيل ميسي فصار يقوم بمهام إضافية بعد أن كان أقل اللاعبين ضغطًا على المنافسين.
النقطة الأبرز هي الضغط العكسي الذي أصبح برشلونة يقدمه بشكل أفضل، أو كما قال جاتوزو مدرب نابولي إن البلوجرانا كان يستعيد الكرة مع فالفيردي بعد 10 ثوانٍ والآن يستعيدها بعد 6 ثوانٍ فقط.
الأهداف المتوقعة
Getty Imagesخلال فترة فالفيردي، كان الفريق يسجل أكثر من الأهداف المتوقعة فعلى سبيل المثال، حينما فاز برشلونة على إشبيلية 4-0 في الدوري الإسباني، كانت الأهداف المتوقعة اعتمادًا على الهجمات تصل إلى 2.4 للبلوجرانا مقابل 3.2 للفريق الأندلسي.
وحينما انتصر 4-1 على سيلتا فيجو، كانت الأهداف المتوقع هي 1.4 فقط، وهذا الأمر تكرر كثيرًا خلال فترة فالفيردي، لكن مع سيتين الأمر أصبح منعكسًا وربما فقط مباراة إيبار هي التي سجل فيها الفريق أكثر من المتوقع.
أمام ليفانتي مثلًا، بلغت الأهداف المتوقعة 3.5 لبرشلونة لكن النادي الكتالوني سجل هدفين فقط وهكذا.
الفريق أصبح يصل أكثر إلى مرمى الخصم، ومع كل مباراة يزداد العدد وربما فقط أمام نابولي تراجع الأمر بشكل سيئ لكن في المجمل هناك تقدم.
السلبية المخيفة
Getty Imagesأكثر شيء تفوق فيه برشلونة خلال فترة سيتين هي الاستحواذ، فلم يعد يتقدم في النتيجة سوى يترك المنافس يسيطر على الكرة بالصورة التي تناسبه كما كان يحدث في عديد المباريات من قبل.
ولكن الأزمة هي أنّ الاستحواذ أحيانًا يكون سلبيًا، مثل مباراة غرناطة التي سيطر فيها برشلونة بالطول والعرض دون فرصًا خطيرة أو مثل مواجهة نابولي الأخيرة.
التمريرات العرضية الكثيرة دون فعالية هي ما تضر بما يقدمه سيتين حتى الآن، ورغم أنّ الرجل لا يُلام بسبب ضعف بعض العناصر وغياب العناصر الأخرى ورحيل البعض في سوق انتقالات يناير ولكنّها أزمة بحاجة إلى حل نهائي.
مواجهة ريال مدريد في الكلاسيكو قد تكون فرصة كيكي سيتين لتجنب عيوب الفريق والاستمرار في النسق التصاعدي لأجل الخروج على الأقل من هذا الموسم بلقب الدوري الإسباني.




