حينما يمر على فريق 100 عام على تأسيسه يحاول دائمًا استغلال الأمر بأفضل صورة ممكنة، يرغب في الاحتفال والاستمتاع مع جمهوره بما حققه طول قرن كامل من الزمان، وأن يكون هذا العام استثنائيًا.
لدينا مثلًا الترجي التونسي الذي حقق دوري أبطال أفريقيا في ذكرى المئوية، وكذلك فالنسيا الذي حصد كأس الملك العام الماضي بالتزامن مع احتفاله بمرور 100 عام على تأسيسه.
أحيانًا تكون هذه الأمور مصادفة ولكن تزامنها في وقت كهذا هو أمر يسعد الجمهور دون شك، ولكن الأسوأ هو حينما تحاول أنّ ترتب احتفالية خيالية ولكن تنتهي بصورة تعيسة.
في 1902 تأسس ريال مدريد، وبعد 100 عام وتحديدًا في 2002 يبتسم له القدر حينما أنهى أول شهر من العام الجديد متأهلًا إلى نهائي بطولة كأس ملك إسبانيا، ليبذل كل ما لديه ويطلب من رابطة الليجا أن يُقام النهائي يوم 6 مارس على "سانتياجو برنابيو" ضد ديبورتيفو لاكورونيا.
6 مارس هو يوم التأسيس قبل 100 عام، ووقتها أقنعت إدارة ريال مدريد نظيرها لاكورونيا بالموافقة على خوض المباراة في "سانتياجو برنابيو" والحشد لفكرة واحدة، هيا نحتفل بالمئوية بحصد لقب جديد يُضاف لخزانة النادي.




ورغم أنّ لقب الكأس قد لا يبدو الأهم بالنسبة للنادي الملكي، لكن عدم تحقيقه منذ 1993، أي 9 أعوام كاملة، جعل قيمته مضاعفة ورغبة كل لاعب في استغلال المئوية بالتتويج بلقب جعل الأمر يبدو ساحرًا.
المباراة انطلقت وجمهور ريال مدريد يعدون الدقائق بغية الاحتفال والسهر حتى الصباح، ولكن لم تمر سوى 6 دقائق فقط حتى سجل سيرجيو جونزاليس، وهو مدرب ريال بلد الوليد الحالي، هدف التقدم للديبور.
الوقت لا يزال طويلًا وهناك فرصة للتعويض خاصة وأنّ كتيبة ريال مدريد تضم أشهر النجوم مثل زين الدين زيدان وروبرتو كارلوس ولويس فيجو وراؤول وماكيليلي ومورينتاس وغيرهم، ولكن قبل دقائق من نهاية الشوط الأول، سجل دييجو هيريرا الهدف الثاني لديبورتيفو لاكورونيا وحطم قلوب جمهور "سانتياجو برنابيو".
الشوط الثاني يبدأ، وينتظر راؤول 12 دقيقة فقط ليسجل هدف تقليص الفارق ويعيد الأمل إلى الجمهور، بيد أنّ الدقائق المتبقية للنهاية تخللها العديد من الضرب والشد وتضييع الوقت والخلافات داخل الملعب، ليطلق مانويل جونزاليس صافرة النهاية معلنًا فوز لاكورونيا باللقب.

وفي "سانتياجو برنابيو" وبدلًا من أن تُعزف أغنية "هالا مدريد" المعتادة، احتفل الفريق الضيف وسط قهرة الملكي وعشاقه.
صحيح صالح ريال مدريد جمهور بحصد التاسعة من دوري أبطال أوروبا في هذا العام، لكن لن ينسى أبدًا كل مشجع تلك الليلة التي ذهب فيها إلى "سانتياجو برنابيو" ليحتفل بالمئوية فوجد فريقه خارجًا مطأطأ الرأس مهزومًا.
