تعود عجلة الدوري الإيطالي هذا السبت للدوران بعد توقف صيفي كان طويلاً على عشاقه، والبداية ستكون مع طرفي الصراع في الموسمين الماضيين، إذ يحل حامل اللقب يوفنتوس ضيفاً على بارما، بينما سيكون على نابولي بدء رحلة البحث عن اللقب من ميدان فيورنتينا.
زيارة أبناء الجنوب إلى فلورنسا أصبحت تجلب للذاكرة ذكريات غير محببة، بعدما تحول الفريق البنفسجي لدابة سوداء لنابولي بسبب المباراة الشهيرة في موسم 2017-2018.
في ذلك الوقت حل نابولي ضيفاً على فيورنتينا ضمن الجولة الخامسة والثلاثين من الدوري الإيطالي وهو في وضع لا يحسد عليه، الفريق في الأسبوع السابق حقق المستحيل وعاد من تورينو بانتصار ثمين برأسية كاليدو كوليبالي في الدقيقة الأخيرة، ليصبح على بعد نقطة فقط من يوفنتوس في الصدارة، ويصبح حلم السكوديتو الغائب من أيام مارادونا في المنال.
الأسبوع 35 كان عنوانه قمة ديربي إيطاليا بين إنتر ويوفنتوس، الأخير حل ضيفاً ثقيلاً على ميلانو وهو يعلم أن إيطاليا بأكملها تساند النيراتزوري أملاً في رؤية بطل جديد للبلاد، ولكن البيانكونيري تغلب على كل الصعاب وخرج فائزاً بشق الأنفس بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل اثنين بفضل هدف جونزالو هيجواين المتأخر وبعض القرارات التحكيمية المثيرة للجدل.

قمة ميلانو مساء السبت أثارت الحبر في الإعلام الإيطالي، ولم يكن هناك حديث إلا عن انتصار يوفنتوس عكس التوقعات وعودته بثلاث نقاط لم تكن في الحسبان، أجواء وصلت لمعسكر نابولي في فلورنسا قبل لقاءه مع الفيولا مساء الأحد، وأثرت كثيراً على حالة لاعبي الفريق قبل المواجهة الحاسمة.
وبدا تأثير ما حدث جلياً على لاعبي نابولي، ست دقائق وتعرض كوليبالي للطرد، وبعد 34 دقيقة تقدم أصحاب الأرض عبر جيوفاني سيميوني، ثم في الشوط الثاني انهار البارتينوبي وتلقى هدفين آخرين، ليسقط بثلاثية نظيفة وتتحطم آماله في لقب الدوري.
هاجم الكثيرون من جمهور نابولي فيورنتينا أكثر من فريقهم لأن الفيولا لم يتضامن معهم ضد يوفنتوس وأخذ اللقاء على محمل الجد، ولكن ماوريتسيو ساري، مدرب يوفنتوس الحالي ونابولي وقتها، كان صريحاً: "السكوديتو خسرناه في تلك الليلة بالفندق قبل المباراة، لا يمكن في الجولة 35 أن يلعب فريقان متنافسان في أوقات مختلفة، في الدقيقة 88 من مباراة يوفي وإنتر خسرنا البطولة".
عثرات نابولي بعد هذا اللقاء تواصلت، واستفاق يوفنتوس من ضربة كوليبالي وتعافى ليتوج مجدداً بلقب سابع على التوالي، ولكن بقت واقعة "الفندق" في فلورنسا لتطارد نابولي وساري، الأخير الذي لم يسلم من سخرية جماهير يوفنتوس حتى في لندن عندما كان في تشيلسي، إذ رفعت له لافتات تتسائل عن مدى جودة الفندق الذي يقيم به.
الآن نابولي سيكون على الموعد في الافتتاح مع فيورنتينا، مباراة تأتي باكراً هذه المرة، ولكن قد تلعب دوراً هاماً في مشوار الفريق ومنافسته على السكوديتو، خصوصاً وأن الجولة الثانية ستشهد الصدام المباشر مع يوفنتوس. فهل يفعلها فيورنتينا مجدداً في ظل المشروع الطموح الجديد ويعرقل نابولي، أم الأخير سيبدأ موسمه بإبعاد أشباح الماضي؟




