كسر القناص المغربي أيوب الكعبي، الملل الذي سيطر على مباراة فريقه أوليمبياكوس اليوناني أمام فيورنتينا الإيطالي، في نهائي دوري المؤتمر الأوروبي وخطف اللقب القاري الأول لبطل اليونان في التاريخ.
وظل التعادل السلبي مسيطرًا على مباراة فيورنتينا ضد أوليمبياكوس "المملة للغاية" على ملعب آية صوفيا بأثينا، حتى نجح أيوب الكعبي في تسجيل هدف الفوز في الدقيقة 117 من اللقاء الذي امتد إلى شوطين إضافيين وحسمه قبل التوجه إلى ركلات الترجيح.
وأصبح أوليمبياكوس أول فريق يوناني يفوز بالبطولة الأوروبية، حيث حقق لقب النسخة الثالثة من دوري المؤتمر، بعد روما الذي حصد اللقب الأول ووست هام بطل النسخة الثانية.
في المقابل، لازالت اللعنة تسيطر على فيورنتينا للعام الثاني على التوالي، بعدما خسر نهائي العام الماضي بسيناريو مشابه، عندما خسر أمام وست هام يونايتد الإنجليزي (2-1)، بهدف قاتل في الدقيقة الأخيرة من اللقاء.
ويرصد جول في السطور التالية أبرز الملامح من مباراة أوليمبياكوس وفيورنتينا في نهائي دوري المؤتمر الأوروبي.
المباريات التالية
أيوب الكعبي .. بطل رواية الإغريق
يستحق أيوب الكعبي أن يكون بطل اللقطة الختامية في تتويج أوليمبياكوس، حيث كان صاحب تأثير كبير في فريقه والسبب الأول في بلوغه النهائي، بفضل 16 هدفًا سجلها في مشوار عملاق اليونان نحو اللقب.
ومع هبوط مستوى اللقاء الذي سيطر عليه الحظر من الفريقين، وبينما كان الجميع يستسلم لفكرة اللجوء إلى ركلات الترجيح لحسم اللقب، تحول الأسد المغربي إلى "بيجاسوس" الحصان الأسطوري المجنح في الأساطير الإغريقية، وسجل الهدف القاتل الذي سيخلد في تاريخ ناديه بل وتاريخ اليونان كافة.
وسجل أيوب الكعبي 34 هدفًا مع أوليمبياكوس هذا الموسم في مختلف المسابقات، منها 11 هدفًا في آخر 9 مباريات لفريقه في مسابقة المؤتمر الأوروبي ليصبح أول لاعب عربي يسجل 11 هدفًا في الأدوار الإقصائية، متخطيًا المصري محمد صلاح في موسم 2017-2018.
وسيخلد هدف الكعبي في النهائي، حيث أصبح ثاني لاعب عربي بعد الجزائري سعيد بن رحمة يهز الشباك في نهائي المؤتمر الأوروبي، والغريب في الأمر أن الضحية كانت واحدة وهو فيورنتينا الإيطالي.
كما أصبح الكعبي رابع لاعب عربي يسجل هدفًا في نهائي أوروبي بعد الثنائي الجزائري رابح ماجر وسعيد بن رحمة، والمصري محمد صلاح.
مينديليبار.. تخصص ألقاب أوروبية
لا شك أن الإسباني خوسيه لويس مينديليبار، مدرب أوليمبياكوس، له فضل كبير في هذا الانتصار، حيث استطاع أن يتغلب على خصمه الإيطالي فينتشينزو إيتاليانو، بسياسة النفس الطويل، واستطاع أن يغلق جميع المنافذ إلى مرماه حتى نجح في لدغ خصمه بسيناريو قاتل.
وابتسم القدر أخيرًا للعجوز الإسباني صاحب الـ63 عامًا، إذ حقق لقبه الثاني في مسيرته، بعدما فاز في العام الماضي مع إشبيلية بلقب الدوري الأوروبي، والغريب في الأمر أن سجل إنجازاته لا يضم سوى بطولتين قاريتين.
وأصبح مينديليبار أول مدرب يحقق لقبين أوربيين لعامين على التوالي، منذ الفرنسي زين الدين زيدان مع ريال مدريد في دوري أبطال أوروبا 17-18، وأول أول مدرب يحقق لقبين أوربيين مختلفين بعد البرتغالي جوزيه مورينيو مع بورتو في 2003-2004.
إيتاليانو لا يتعلم الدرس أبدًا!
للعام الثاني على التوالي، أساء فينشينزو إيتاليانو التعامل مع المباراة النهائية في بطولة دوري المؤتمر الأوروبي، حيث أضاع فرصة حصد لقب أوروبي كان في المتناول.
وكان فيورنتينا الأفضل نسبيًا في الملعب، لكنه لم يقدم الأداء الهجومي الذي يستحق عليه الفوز وغابت الجرأة الهجومية عن لاعبيه، وبدا وكأنه مستسلم لفكرة حسم اللقب بركلات الترجيح فكان العقاب القاسي من أصحاب الأرض.
وكان نهائي الليلة أشبه كثيرًا بنهائي العام الماضي أمام وست هام يونايتد، حيث سيطر التعادل على اللقاء (1-1) قبل أن يتلقى ضربة قاتلة في الدقيقة الأخيرة من اللقاء، ليصبح مصير إيتاليانو مع فيورنتينا على المحك بعدما خسر النهائي الثالث له مع الفريق بمختلف البطولات.