Rui Vitoria Al Nassr SPL 2020-2021Al Nassr Twitter

عقبات كثيرة وغياب الحلول .. هل استحق فيتوريا الإقالة من تدريب النصر؟

أعلن صفوان السويكت رئيس مجلس إدارة النصر السعودي إقالة روي فيتوريا من تدريب الفريق بعد عامين تقريبًا من توليه المهمة.

القرار لم يكن مفاجئًا، بل متوقعًا بقوة ومنذ عدة أسابيع، خاصة مع توالي النتائج الكارثية للنصر في دوري كأس محمد بن سلمان للمحترفين السعودي وخسارته نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين أمام الهلال.

الآراء وردود الفعل عقب إقالة فيتوريا جاءت متناقضة، إذ أيدت مجموعة كبيرة من المشجعين رحيل المدرب وحملوه مسؤولية النتائج السلبية للفريق هذا الموسم، فيما رأت مجموعة أخرى أن الظروف الصعبة التي واجهت الفريق كانت أقوى من الجميع وأجبرته على تلك البداية السيئة.

الموضوع يُستكمل بالأسفل

فيتوريا وفي تصريح أخير له عقب الفوز على الباطن في الجولة التاسعة من الدوري السعودي اتهم الجمهور النصراوي بأنه عاطفي يفتقد للواقعية، إذ قال "جمهور النصر عاطفي، فيما نحن نتعامل بواقعية واتزان، معاناتنا وبدايتنا المتعثرة كان لها أسبابًا واضحة مثل الإصابات وكورونا ولعب عدد كبير من المباريات في بطولات مختلفة".

"انتهى كل هذا الآن ولم يعد لدينا أي عذر، نحن بحاجة للتركيز على كل المباريات وأن نتقدم خطوة بخطوة ومباراة بمباراة، حصدنا اليوم 3 نقاط وقد أصبحوا خلفنا الآن، علينا التركيز على النقاط الثلاثة القادمة خاصة أن المباراة كذلك لن تكون سهلة".

ذلك التصريح كان سيكون منطقيًا لو حقق الفريق نتيجة جيدة في المباراة التالية، لكن ما حدث أنه تعادل بشكل مخيب مع ضمك في أولى مبارياته على ملعبه الخاص "مرسول بارك" بنتيجة 2-2 ليفقد نقطتين جديدتين.

المتابع لوضع النصر هذا الموسم لا يستطيع أبدًا إنكار العقبات الكثيرة التي تواجدت في طريق الفريق وانطلاقته، والتي دون شك أثرت على عمل المدرب فيتوريا وحرمته من عديد نقاط قوته.

البداية كانت بتلاحم الموسمين وضيق الوقت للاستعداد للموسم الجديد نتيجة اللعب في دوري أبطال آسيا حتى المباراة الأخيرة للمسار الشرقي، وبالتأكيد الخسارة أمام برسبوليس وضياع الحلم قبل خطوات من النهاية ترك أثره السلبي على معنويات اللاعبين وثقتهم بأنفسهم.

من ثم جاءت الإصابات الكثيرة التي حرمت الفريق من بعض نجومه وأبرزهم عبد الرزاق حمدالله وعبد الفتاح عسيري ونور الدين أمرابط، ولم يكد الفريق يستفيق إلا وعاجلته عاصفة من الإصابات بفيروس كورونا حرمته العديد من لاعبيه القدامى والجدد.

جدول المباريات لم يكن رحيمًا بوصيف الدوري السعودي، إذ جاءت البداية قوية أمام فرق صعبة، الفتح ثم التعاون ثم الشباب، وقد تلقى 3 خسائر أوجدت الشكوك حول الفريق وقدرته على المنافسة واللاعبين الجدد وحرمته من بداية هادئة ومتزنة وخروج آمن من حالة تراجع الثقة عقب الفشل الآسيوي.

فنيًا، عانى النصر بقوة من تراجع أداء بعض لاعبيه على أرض الملعب، وأبرزهم هدافه حمدالله والمدافع مايكون بيريرا والحارس براد جونز والجناح نور الدين أمرابط، وقد ساهم ذلك بتراجع الأداء الجماعي وتدهور النتائج.

تلك المجموعة من النجوم كان من المفترض أن تصنع الفارق وتُنقذ الفريق بحلول فردية، لكن جُلهم خيبوا الظن وعلى رأسهم الهداف المغربي الذي لم يكتف بذلك بل أثار عدة مشاكل وأزمات أبرزها تخليه عن شارة القيادة واعتدائه على زميله سلطان الغنام.

عقبة أخرى مهمة وُضعت في طريق المدرب البرتغالي هي تعاقد الإدارة مع عدد كبير من اللاعبين المحليين، بعضهم استحق ارتداء القميص الأصفر وبعضهم خيب الآمال كثيرًا، وقد أخطأ النادي بقرار التخلي عن صانع ألعابه جوليانو وكاد أن يُخطى مجددًا بالتخلي عن بيتروس.

فيتوريا واجه كل تلك العقبات خلال مسيرته مع النصر هذا الموسم، وسيكون ظلمًا للمدرب صاحب الـ50 عامًا تجاهل تأثير كل تلك المشاكل على عمله مع الفريق، لكن من جانب آخر .. المدرب لم يجد الحلول المناسبة!

المدرب المتوج بالدوري السعودي وكأس السوبر لم يستطع التعامل مع كل تلك المشاكل، لم يجد الحلول المناسبة لتعويض غياب لاعبيه سواء للإصابات الرياضية أو الإصابة بفيروس كورونا الجديد (كوفيد 19).

واحدة من أبرز مشاكل النصر الفنية خلال الموسم الجاري كانت إهدار الفرص السهلة، الفريق هو أسوأ فرق الدوري استغلالًا لفرصه الكبيرة بنسبة 36% فقط.

العالمي سنحت له 25 فرصة محققة للتسجيل لم يُسجل سوى 10 منهم فقط، وأهدر 15، والفريق هو أكثر أندية البطولة صناعة للفرص برصيد 129 فرصة.

فيتوريا لم يصل أبدًا للحل المناسب لتلك الفرصة، وذلك نتيجة الاعتماد المبالغ به سابقًا على حمدالله وقدراته الممتازة داخل منطقة جزاء الخصوم، ويُمكن القول أن هذه النقطة تحديدًا كانت حاسمة في نتائج النصر الكارثية.

استحقاق فيتوريا للإقالة سيبقى محل جدال بين الجماهير والإعلاميين والنقاد الرياضيين، لكن الحقيقة المؤكدة أن المدرب لم يجد ظروفًا إيجابية للعمل والنجاح هذا الموسم وفي نفس الوقت لم يجل هو الحلول المناسبة ولم يمتلك الخطط البديلة لإنقاذ ما يُمكن إنقاذهه. ما رأيكم أنتم؟

 
إعلان