Louis van GaalGetty

فان خال وقطر .. ليست مجرد 90 دقيقة بل المواجهة الشاملة

أحد أسرار جمال ومتعة وجاذبية كرة القدم أنها تمنح الجميع فرصة للانتقام والثأر، وتضع الجميع في لحظة الحقيقة، تزدحم بلحظات الخلافات التي تنقلب مودة والعلاقات الرائعة التي تذهب إلى طريق مجهول، تمتلئ بالصراعات التي تبدأ خارج الملعب وتمتد داخله وكذلك المواجهات الساخنة في الملاعب والتي تمتد لما بعد الـ90 دقيقة.

كأس العالم هو مجتمع صغير يتضمن كل تلك التفاصيل الجميلة والمثيرة في كرة القدم، عشنا به المواجهات السياسية وخلافات الزملاء في نادٍ واحد حين يرتدي كل منهم شعار بلاده، واجتماع خصوم الأندية تحت راية الوطن، ونجوم ولدت وأخرى ماتت مهنيًا، وصراعات في الخارج انتقلت للملاعب والعكس، وفي مونديال 2022 ننتظر الكثير من القصص الممتعة والمواجهات الساخنة وأبرزها سيجمع لويس فان خال مع قطر.

اقرأ أيضًا | ما بين "كابوس" المواجهات الكبرى و"حلم" إنجاز 94 .. تتأرجح آمال الأخضر في المونديال

فان خال وقطر .. صراع انتقل من خارج الملعب إلى داخله

المدير الفني لمنتخب هولندا استفز القطريين بقوة حين هاجم قرار منحهم شرف تنظيم كأس العالم ووصفه بالسخيف، واعتبر أن تبرير فيفا لذلك بأنه حل لمشاكل كرة القدم غير حقيقي ومزيف، وأن الأمر مجرد حسابات تجارية وإعلانية لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم.

القطريون ردوا بهجوم مضاد تجاه المدرب المخضرم، وقد وصف حسن الذوادي، الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث لكأس العالم 2022، تلك التصريحات بأنها سطحية، مؤكدًا أن فان خال لم يحظ بفرصة فهم ما يعنيه إقامة المونديال في منطقة الشرق الأوسط وبإحدى الدول العربية.

جمال كرة القدم أنها نقلت هذا الصراع من خارج الملعب إلى داخله، بعدما أوقعت القرعة فان خال ومنتخبه هولندا مع قطر في المجموعة الأولى من المونديال، ومعهما السنغال والإكوادور.

فان خال لن يُواجه منتخب قطر على أرض الملعب فقط، بل سيُواجه قطر كاملة، ستكون مواجهة شاملة وليست مجرد 90 دقيقة على الملعب .. سيلعب ضد الدولة والشعب والمسؤولين والإعلام واللاعبين والجمهور العربي بأكمله، مواجهة ستكون تحديًا صعبًا جدًا للمدرب الذي لم ينجح في تحدياته الأخيرة على مستوى الأندية.

ونحن على يقين منذ الآن أن تلك المباراة ستكون الأهم للقطريين داخل وخارج الملعب، والفوز بها وتلقين فان خال درسًا لن ينساه سيكون الهدف الأبرز للمنتخب وجموره في مونديال 2022، وإن حدث ذلك وساهم في إقصاء الطواحين من كأس العالم سيكون العنابي قد قدم طبق الانتقام باردًا كما يُقال.

قطر إلى دور الـ16 .. حلم ليس بعيدًا عن أرض الواقع

قطر ستخوض نهائيات كأس العالم للمرة الأولى في تاريخها، وقد استعدت جيدًا جدًا لهذا الحدث باللعب في أوروبا وأمريكا الجنوبية بجانب آسيا والمنطقة العربية، وهذا الأمر دون شك منح الفريق واللاعبين خبرة ممتازة وصقل شخصياتهم وجعلهم جاهزين تمامًا للعب أمام منتخبات من مختلف قارات العالم.

العنابي تفادى نقطة مهمة في القرعة، وهي الوقوع في مجموعة تضم منتخبين مرشحين للتأهل، إذ مع اعترافنا بأولوية هولندا للصعود لدور الـ16، فالسنغال والإكوادور لا يمكن أن تحظيا بفرصة أكبر من القطريين في المرور للدور التالي، بل يُمكن القول أن حظوظ المنتخبين الآسيوي والإفريقي أكبر بوضوح من الأمريكي الجنوبي.

ما يُسهل مهمة قطر في تخطي دور المجموعات هو ترتيب المباريات كذلك، فالافتتاح سيكون أمام الإكوادور وهي فرصة للفوز وبداية المشوار بإيجابية، ومن ثم ستزداد القوة والصعوبة بمواجهة زملاء ساديو ماني وتلك مباراة قوية بالفعل وربما تكون الحاسمة والأهم في حسابات التأهل، لكن كما رأينا أمام مصر .. السنغال فريق قوي لكنه ليس "البعبع" الذي كان يعتقده البعض، ولولا بعض التفاصيل والأخطاء من جانب الفراعنة ومدربهم كارلوس كيروش لتواجد المنتخب المصري بدلًا من السنغالي في المونديال.

قطر مرشحة للفوز بـ4-6 نقاط من المباراتين باعتقادي، خاصة أن الفريق يضم أسماءً مميزة على رأسهم أكرم عفيف، ويُقدم كرة قدم ذات جودة جيدة جدًا، ومن ثم ستكون المباراة الأخيرة أمام هولندا هامشية أو لحسم التأهل .. وكما أسلفت، القطريون سيدخلون تلك المواجهة بالكثير من الحماس وروح التحدي لأنهم لن يلعبوا ضد هولندا بل فان خال الذي أثار استياءهم قبل أيام من إقامة حفل القرعة.

إعلان