لا يعيش برشلونة أفضل أحواله في الفترة الراهنة، فهو يخرج من هزيمتين على الصعيد المحلي يجعلانه في موقف صعب، إلا أن خصمه العريق في دوري أبطال أوروبا، يوفنتوس، ليس أفضل حالًا كثيرًا مع غياب نجم الفريق كريستيانو رونالدو.
التتويج الأخير بدوري الأبطال للبرسا كان على يد البيانكونيري في نسخة 2015 بالنهائي الشهير على الملعب الأولمبي ببرلين، قبل أن يثأر النادي الإيطالي لهذه الهزيمة ويُخرج العملاق الكتالوني في النسخة التالية من ربع النهائي بعد سحقه ذهابًا بثلاثية نظيفة والتعادل إيابًا في كامب نو بدون أهداف.
وتكمن قيمة المباراة المقبلة في اللقاء المتوقع بين كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي بعد غياب دام سنتين منذ أن رحل البرتغالي عن ريال مدريد، ورغم وجود أسطورتين بهذا الحجم على كلا الصعيدين، إلا أن الأمور ليست على ما يرام مع فرقهما، تجعل التنبؤ بمصير الثلاث نقاط المقبلة صعبًا للغاية.
ومن جهة أخرى، يُعاني يوفنتوس من ظروف أكثر صعوبة من برشلونة بالنظر إلى قائمته والأحداث الأخيرة، كلها تمهد الطريق لكتيبة رونالد كومان لاقتناص فوز سيكون غاليًا تُعاد به الثقة مجددًا إلى البلوجرانا.
صراع داخل وخارج الملعب، برشلونة ينافس يوفنتوس على بوجبا الجديد
غياب رونالدو
Gettyلا يزال موقف كريستيانو رونالدو من المشاركة في هذه القمة مجهولًا، فالأمر برمته يتوقف على نتيجة التحليل الأخير لفيروس كورونا الذي سيخضع له خلال الساعات القليلة المقبلة، فإن ثبت شفائه، سيستنسى له اللعب، ولكن حتى لو حدث ذلك، هل يكون الدون جاهزًا؟
إن الأمر ليس فقط على الصعيد البدني، بل أيضًا على الصعيد الفني، فآخر مباراة لعبها البرتغالي كانت قبل ثلاثة أسابيع تقريبًا، صحيح أنه لم يتوقف عن التدريب بمفرده في المنزل كما جرت العادة، لكن هل يستطيع بعد هذه الفترة الطويلة من الغياب أن يكون جاهزًا من الناحية الفنية؟ لا أحد يمكنه الإجابة على هذا السؤال.
في كل الأحوال، غياب رونالدو الطويل غالبًا سيؤثر عليه إن لعب، أما إذا تأكدت عدم مشاركته أمام برشلونة بسبب الكورونا، فأيضًا سيخسر أندريا بيرلو نجمه الأول، وقد ظهرت في الآونة الأخيرة تبعات عدم وجوده في مركز المهاجم الصريح بعدد من العثرات، وبالطبع فكل هذا يصب في مصلحة برشلونة.
الإصابات
Gettyتضرب الإصابات بكل قوة صفوف يوفنتوس، وتحديدًا في مركز قلب الدفاع، حيث تأكد غياب جورجيو كيليني وماتيس دي ليخت للإصابة، بينما لا يُعرف بعد إذا ما كان ليوناردو بونوتشي سيكون جاهزًا أم لا بعد الإصابة التي تعرض لها أمام هيلاس فيرونا يوم السبت الماضي.
بالتالي، دفاعات البيانكونيري ليست في مأمن، ومن ستواجه؟ إنه ليونيل ميسي ومعه الموهبة الصاعدة بسرعة الصاروخ أنسو فاتي، وفي ظل عدم وجود باستثناء ميريح ديميرال ممن يمتلكون ولو قليلًا من الخبرة، فحقًا إنها فرصة مواتية للبرسا للفوز.
بيرلو
Gettyيفتقد أندريا بيرلو إلى الخبرة التدريبية من جهة، ومن جهة أخرى لا تزال الشكوك مُثارة حوله، ما زاد تلك الشكوك كانت النتائج الأخيرة المخيبة للآمال على الصعيد المحلي بعد التعادل في مباراتين متتاليتين أمام كروتوني وفيرونا.
لم يستقر بيرلو بعد على اللعب بثلاثة في قلب الدفاع أو أربعة، صحيح أن لديه فلسفة هجومية واضحة، إلا أن الظروف لا تساعده نوعًا ما بالنظر إلى الإصابات والأزمات الأخيرة، وسير المباريات نفسها لا يخدمه كثيرًا.
ولا يمكن الإغفال أن هذه هي المباراة الأولى الكبيرة لبيرلو كمدرب، صحيح أنه كان لاعبًا أسطوريًا، بيد أن هذا ليس كافيًا لتصبح مدربًا، الضغوطات تزداد على كاهله وعليه أن يجد حلًا للإصابات ويرسخ فلسفته.
قياسًا بوضع برشلونة المستقر نسبيًا مع طريقة واضحة لكومان، فالبرسا يبدو في حالة أفضل فنيًا من اليوفي، وإن كان النادي الكتالوني هو الآخر ليس على ما يرام آخر أسبوعين بالتأكيد.
في الختام، يمكن القول أن يوفنتوس لديه سلسلة من المشاكل التي تسهِّل على برشلونة الحصول على ثلاث نقاط، تتمثل في غياب النجم الأول كريستيانو رونالدو والافتقاد إلى خط الدفاع إلى جانب خبرة المدرب بيرلو المتواضعة، لكن تظل فرص السيدة العجوز موجودة بالطبع في الفوز، فبرشلونة هو الآخر يُعاني من أزمات مختلفة.. الملعب سيكون الفيصل في النهاية.




