تحول كبير شهده الدوري السعودي للمحترفين خلال الأيام القليلة الماضية، خاصة على مستوى المنافسة في الصدارة بين الاتحاد والهلال، حيث انقلب الوضع رأسًا على عقب، ولكن لكل شيء سبب، وكما تعودنا لابد وأن نناقش الأسباب سويًا.
منذ أيام قليلة فقط الاتحاد كان مسيطرًا على الصدارة بفارق 6 نقاط عن الهلال، والآن الزعيم متصدر بفارق الأهداف، وهو الأمر الذي كان شبه مستبعد أن يحدث، ولكنه حدث.
ويبدو أن الدوري لن يتحرك من قلعة نادي الهلال، وسيظل هناك للعام الثالث على التوالي، في سيناريو لم يتخيله أكثر المتشائمين، وهو الأمر الذي يجعلنا نسأل، إلى متى لن يتمكن أي فريق من الحفاظ على تقدمه ويحقق اللقب.
في الموسم الماضي الدوري كان قريبًا جدًا من فريق الشباب، الذي كان يتربع على ترتيب الدوري السعودي للمحترفين، ولكن نجح الهلال في خطف الصدارة بالأمتار الأخيرة ويتوج بالدوري.
والموسم الحالي يبدو أننا سنرى نفس السيناريو، ولكن بظروف مختلفة قليلًا، فالفريق الذي كان قريبًا من الدوري هو الاتحاد، ولكن البطل ثابت وهو الهلال.
كيف تحول الهلال وتبدل حاله؟
لنستعيد سريعًا حال الهلال قبل الفترة الأخيرة التي شهدت توقفات، الزعيم كان يعاني على المستوى الجماعي، حيث لم يتمكن الفريق من تقديم المستوى المطلوب، وكانت هناك مشكلة هجومية بالفريق الأزرق.
إدارة الهلال نجحت في استغلال فترات التوقف بشكل رائع جدًا، حيث قامت بإقالة البرتغالي ليوناردو جارديم؛ المدير الفني للفريق الأزرق، وتم الاستعانة بمدرب يعرف جيدًا أجواء الدوري السعودي وهو الأرجنتيني رامون دياز.كما نجحت الإدارة في إبرام التعاقد مع المهاجم النيجيري أوديون إيجالو، الذي كان متألقًا رفقة نادي الشباب، ليقود هجوم الزعيم ويقدم معهم أداء مبهر.
الآن الوضع تغير بشكل كبير جدًا، حيث استطاعت الإدارة أن تحل جميع ازمات الفريق الفنية بالفريق، ليتمكن الزعيم من العودة مجددًا لمستواه المعهود.
Goal ARما الذي ساعد الهلال على العودة؟
هناك الكثير من العوامل التي ساعدت الهلال على العودة مرة أخرى واحتلال صدارة الدوري السعودي للمحترفين، أولها الضغط الإعلامي الذي يمارسه الإعلاميين.
خلال الفترة الماضية شاهدنا ضغطًا جماهيريًا كبيرًا من جانب الإعلاميين، الذين دائمًا ما كانوا يشككوا في قدرة الاتحاد على الاستمرار بصدارة الدوري، في الوقت الذي كان الفارق بين الاتحاد والهلال 15 نقطة!
تخيل عزيز القارئ، الاتحاد متصدر بفارق 15 نقطة عن الهلال، والحديث كان دائر بين الإعلاميين أن الزعيم سيعود ويحقق الإنتصارات، والعميد سيتعثر والصدارة ستكون زرقاء!
"العيار اللي مايصيبش يدوش" هذا المثل المصري ينطبق على وضعية الدوري، كثرة التشكيك في قدرات لاعبي الاتحاد أتت بنتيجتها، حيث اهتز مستوى أكثر من لاعب اتحادي خلال الفترة الماضية بدون ذكر أسماء
العامل الثاني هو كثرة إيقافات الدوري، وهي التي أضرت بفريق نادي الاتحاد الذي كان يسير بشكل رائع جدًا، فالفريق كان يسير بشكل رائع جدًا ويقدم مستويات رائعة، وفجأة توقفت المنافسات نحو شهر كامل خلال شهر رمضان.
هذا التوقف أضر بفريق الاتحاد أكثر من أي فريق آخر، في حين الهلال كان يشارك باستمرار في دوري أبطال آسيا وبطولة كأس خادم الحرمين الشريفين، فابتعدت حساسية المباريات عن الفريق.
وبعد عودة الدوري كان لاعبي الاتحاد قد ابتعدوا كثيرًا عن لياقة وحساسية المباريات، على عكس نادي الهلال، ثم تدخل القدر مرة أخرى بوفاة الشيخ خليفة بن زايد رئيس دولة الإمارات، ليتم إيقاف الدوري مرة أخرى.
كثرة تلك التوقفات أضرت بشكل كبير جدًا فريق الاتحاد، والآن الدوري توقف مرة أخرى بسبب معسكر المنتخب السعودي، والهلال متصدرًا لترتيب الدوري بالمواجهات المباشرة.
ما أردت أن أقوله أن كل شيء كان ضد الاتحاد، ضغط إعلامي وتدخل مسؤولين وإيقافات متكررة لأسباب مختلفة، والنتيجة واحدة والبطل واحد وهو الهلال!
اقرأ أيضًا ..
ثبوت نظرية الهلال وفوز بالرهان .. ماذا سيحدث إذا خسر الاتحاد لقب الدوري؟
.jpg?auto=webp&format=pjpg&width=3840&quality=60)



