بالنسبة لماوريسيو ساري، المدير الفني ليوفنتوس، فإنه لا يولي اهتمامًا كبيرًا بالجوائز الفردية، لكنه في الوقت نفسه، أعرب بوضوح عن امتعاضه لفوز ليونيل ميسي، أسطورة برشلونة، بالكرة الذهبية عن العام الماضي على حساب نجمه كريستيانو رونالدو.
الدون البرتغالي نفسه لم يكن سعيدًا بخسارته للكرة الذهبية كما جرت العادة طوال مسيرته، فقرر عدم حضور حفل تسليم الجوائز، في الوقت الذي استفزه فيه فيرجيل فان دايك، لاعب ليفربول، على سبيل المزاح.
الأحاديث في الصحف الإيطالية في هذه الأثناء دارت عن تساؤلات حول إذا ما كان رونالدو قد كبر في السن وبدأت علامات الشيخوخة الكروية تظهر عليه، فقط كان يُعاني من إصابة جعلته يسجل فقط 5 أهداف في الدوري الإيطالي.
لكن رد صاحب الـ34 عامًا على كل الانتقادات بكل قوة، إذ سجل في 8 مباريات متتالية وسجل 12 مرة إجمالًا في السيري آ، إلى جانب تسجيله لهدف هام على روما في ربع نهائي كأس إيطاليا.
صحيفة "لاجازيتا ديلو سبورت" الإيطالية نشرت تقريرًا بعنوان "عودة رونالدو الحقيقي" وتتساءل إذا ما كان الهداف التاريخي لريال مدريد هو أعظم المهاجمين على الإطلاق في الدوري الإيطالي.
يوفنتوس يدرس إعادة لاعبه السابق لتعويض كوستا
Getty Imagesبدأت علامات وجود أزمة بين ساري ورونالدو في الأشهر القليلة الماضية بعدما قام المدرب باستبداله خلال مباراة ميلان، وهُنا، كان الغضب واضحًا على وجه رونالدو، إلا أن تعامل ساري مع الأزمة يُدرس حقًا.
مدرب تشيلسي السابق في تصريحاته بعد المباراة أعرب عن امتنانه لرونالدو أنه يلعب رغم الإصابة، وقال "لدينا بطل يمكنه أن يخلق مشكلة ولكنه يحل 100 آخرين.".
بمرور الوقت خرج رونالدو وشكر ساري على كلماته وأعلن إصابته وأن التبديل لم يكن قرار خاطئ من مدربه، ليصل وبعد مرور بضعة أشهر إلى الشكل الأفضل له على الإطلاق منذ انضمامه إلى البيانكونيري في الصيف قبل الماضي.
في الواقع إن هذا الأمر مشجع للغاية بالنسبة لليوفي، فالفريق على وشك مرحلة حاسمة في موسمه سواءً على الصعيد المحلي أو في دوري أبطال أوروبا، ووجود رونالدو في أفضل فتراته كفيل بأن يحل الكثير من المباريات الصعبة والعصيبة.
لقد أصبح رونالدو هو اللاعب الأول منذ الأسطورة ديفيد تريزيجيه في 2005 الذي يُحرز في 7 مباريات متتالية، وقد استطاع أن يُحطم هذا الرقم بتسجيله لهدف خلال هزيمة فريقه من نابولي يوم الأحد الماضي.
رئيس فيورنتينا يفتح النار على نيدفيد: أغلق فمك وركز على دوري الأبطال

ليس رونالدو فقط هو المتألق في يوفنتوس هذه الأيام، فيُقدِّم باولو ديبالا أداءً مميزًا أيضًا بتسجيله 11 هدفًا في 26 ظهور له، بعدما كان قاب قوسين أو أدنى من مغادرة الأليانز ستاديوم في الصيف الماضي.
أثبت الدولي الأرجنتيني أنه لا يستطيع فقط اللعب مع رونالدو، بل بإمكانه تشكيل ثلاثية مميزة مع الدون ومواطنه جونزالو هيجوايين، والتي كان لها مفعول السحر ببعض المباريات هذا الموسم ليوفنتوس.
حقق يوفنتوس العديد من النجاحات على الصعيد المحلي في العقد الماضي، الآن ينصب كل الطموح على النجاح الأوروبي الغائب منذ عقود طويلة، بوصول رونالدو تضاعفت الآمال ولكن استمر الفشل في العام الماضي.
أما الآن، ومع الانتفاضة الكبيرة لرونالدو، قد يكون الطريق ممهدًا من أجل العودة للأمجاد الأوروبية وتحقيق لقب دوري الأبطال، ولكن رونالدو لا يقبل النجاح الأوروبي فقط، بل أيضًا يسعى لاستكمال مسيرة النجاح المحلي.
من يستطيع إيقاف مزيج الأماني الموجود بين رونالدو ويوفنتوس بالمجد المحلي والأوروبي؟ الأمور كلها في يد إنتر بقيادة أنطونيو كونتي محليًا، أما أوروبيًا، فالغريم التقليدي ليونيل ميسي، يحلم هو الآخر بمداعبة ذات الأذنين مع البرسا مرة أخرى قبل الاعتزال.
