بجانب ما مثّلته مباراة ليفربول وأستون فيلا من أهمية بالنسبة لجماهير الريدز بالحصول على ثلاث نقاط ثمينة في المنافسة بالدوري الإنجليزي، فإنها ربما تكون قد طمأنتهم أيضًا على مستقبل ملعب أنفيلد من الناحية الفنية.
هذا ما كان الوضع عليه بالنظر إلى ما قدمه ستيفن جيرارد في زيارته الأولى إلى ليفربول كخصم، عندما قدّم مباراة إن دلّت على شيء فتدل على وجود مشروع مدرب عملاق يُبنى في فيلا بارك.
ربما أن السمة الأهم في عمل جيرارد مع أستون فيلا في الأسابيع الماضية وحتى أمام ليفربول هو استنساخ أفكار يورجن كلوب، في نبأ إيجابي للغاية بالنسبة لليفربول.
ممثل يعيش في عالم وحده.. ردود الأفعال على صلاح أمام أستون فيلا
عقد كلوب مع ليفربول ينتهي في صيف 2024، أغلب الظن أنه سيرحل بعدها، ومن سيخلفه؟ الأقرب جيرارد، بعد تجربته مع رينجرز والآن الإبداع مع أستون فيلا.
التحولات ولا شيء غيرها
عند وصول يورجن كلوب لتدريب ليفربول وجد فريقًا متهالكًا يتكون من مجموعة من اللاعبين المتوسطين، فعمد على العمل على ما يتناسب مع المجموعة، ببساطة اللعب على التحولات.
يبدو أن جيرارد هو الآخر ينتهج نفس النهج، باختلاف هدفه في أستون فيلا عن الهدف الذي كان لكلوب مع ليفربول سواء على المدى القصير أو حتى المدى الطويل.
جيرارد ببساطة يلعب بطريقة ثابتة وهي الاعتماد على التحولات السريعة من الدفاع إلى الهبوط، الاعتماد على المساحات الموجودة خلف ظهيري الخصم، والتركيز بصورة أساسية على استغلال ما لديه من سرعات.
هذه الطريقة تكون مثالية أمام الفرق التي من نفس مستوى أستون فيلا أو أقل، أما عندما يتعلق الأمر بمواجهة فريق مثل ليفربول أو مانشستر سيتي، فالحاجة ملحة إلى جودة أعلى.
ربما لم تنجح فلسفة جيرارد اليوم أمام ليفربول، لكن الأمر يظهر منطقيًا، ومع وجود بعض الفرص وإن كانت ضئيلة على مرمى أليسون بيكر، فإنها تقول أن ثمة أمل في تطور الأسلوب بمرور الوقت.
استنساخ بداية كلوب مع ليفربول في فيلا بارك أمر مبشر، بمرور الوقت وبزيادة الجودة قد يبدأ جيرارد نفسه في التحول إلى كلوب جديد!
ميزة إضافية
لم يكترث يورجن كلوب يومًا إلى الدفاع، ليس أولويته، بل يؤمن الألماني أن الدفاع يأتي من الهجوم أولًا من خلال الضغط العالي وتطبيقه بصورة مثالية، ما يُعيق أي فرص للخصم في صناعة الخطورة إلا بأضيق الحدود.
لكن ما يختلف فيه جيرارد عن كلوب هنا هو إدراكه لحقيقة أهمية الدفاع في كرة القدم الحديثة بجانب الأمور الأخرى مثل الضغط والتحولات وغيرها، وهو ما يبشر بأن أسطورة الريدز قد يصل إلى مستوى أعلى من مستوى كلوب إن نجح في تطوير فلسفته.
الصورة التي يظهر بها أستون فيلا كفريق مستقر دفاعيًا رغم الجودة المتوسطة، مع اللعب باتزان دون الهوس بدفاع دائم أو هجوم مجنون، ميزة إضافية تدفع إلى الإيمان أكثر بجيرارد.
قد يعود جيرارد يومًا ما إلى ليفربول كمدرب، وفي تجربته مع أستون فيلا فالدلائل كلها مبشرة للغاية بأن الرجل العاشق للتحولات الذي يستنسخ كلوب ويضع بصمة إضافية، سيكون خير بديل حقًا للألماني.