michael owen - england argentina - world cup 1998Getty Images

عزيزي مايكل أوين.. من أنت؟

السؤال بصيغته الاستنكارية الواضحة، ليس "من تظن نفسك"؟ لأننا لا نعلم حقاً من يخال نفسه على كل هذا الضجيج في أيام قليلة للغاية، فنحن لا نرى سوى شخص يتطلع لاستعادة الشهرة والأضواء مشبعاً بكميات مهولة من الفخر الزائف والغرور عديم السند على أرض الواقع.

إن كان الملل قد أصابك حيال تصريحات كريستيانو رونالدو الأنوية مثلاً أو إصرار بيليه على أنه الأوحد وأن كرة القدم في زمانه هي الوحيدة التي لعبت، أو تصريحات مارادونا المتقلبة وفقاً لحالته المزاجية، على الأقل أنت تعلم من هؤلاء وما حققوه، والآن سنخطو معاً لاستكشاف ما وراء هذا الفم الإنجليزي الضخم..

كونه إنجليزي هي بداية جيدة بحد ذاتها، فالكل يعرف جيداً الإمكانيات الأسطورية للصحافة الإنجليزية في تضخيم كل ما هو إنجليزي خصوصاً، وكل ما يلعب على أرضها عموماً، عدنان يانوزاي يسجل هدفين في شباك سندرلاند فيصبح الشيء الكبير القادم، جيسي لينجارد يسجل فيصبح "ليو جيسي"، لينجارد.. هل تخيلتم الأمر جيداً؟

الموضوع يُستكمل بالأسفل

ولكننا لن نصل إلى هذا المستوى من التجني، أوين كان موهبة حقيقية وكان مهاجماً مميزاً، هو فقط سيئ الحظ أن كرة القدم تعج بالعشرات من أمثاله قياساً على مجموع مسيرته، لقد كان الرجل نجماً في ليفربول، فاز بالكرة الذهبية في 2001 وكان ضلعاً رئيسياً في ثلاثية الريدز آنذاك، أوين أيضاً هو خامس الهدافين التاريخيين لإنجلترا، ولكن في وجود هاري كين مثلاً، العد التنازلي لا يزال قائماً..

هنا قرر أوين بكامل إرادته الانتقال إلى قلعة النجوم ريال مدريد في صيف 2004، ليفاجأ بتحوله إلى بديل يسجل 13 هدفاً فقط في الليجا، رغم أن معدل تسجيله للأهداف كان الأعلى مقارنةً بعدد الدقائق التي نالها، ومع وصول روبينيو وبابتيستا قرر الإنجليزي الرحيل بحثاً عن دقائق اللعب قبل كأس العالم 2006.

حاول ليفربول استعادته ولكنه لم يكن على استعداد لدفع الثمن الذي طلبه ريال مدريد، حاول إيفرتون أيضاً وفشل لنفس السبب، لينتهي به المطاف في نيوكاسل، هو هذا القرار الذي تحدث عن مدى ندمه عليه قبل بضعة أيام، وهو ما بدأ الحرب الكلامية بينه وبين ألان شيرار.

مشكلة أوين أن كل شيء يقوله يسبقه أو يتبعه شيء آخر يوحي بخطب نفسي ما، فمثلاً لا يوجد مبرر لتلك التغريدة الحقيرة عن وزن رونالدو الظاهرة في حفل ريال مدريد، ولا حتى حقيقة فشله في حجز مقعد أساسي على حساب رونالدو يمكن اعتبارها عاملاً مساعداً في الخروج عن أخلاقيات المزاح العلني إلى حد التنمر، لأنه في جميع الأحوال كلنا نعلم أن "كرش" رونالدو يلعب أفضل من أوين.

Michael Owen Luis Figo Ronaldo Zinedine Zidane

أوين لا يزال يكن الضغينة لديفيد بيكهام على حد قوله لأنه خذل إنجلترا، كلام لا يخرج سوى من شخص فاز بكأس العالم أو اليورو للأسود الثلاثة مثلاً، حين يقول مارادونا أن ميسي يخذل الأرجنتين هناك أرضية ما تسمح بالإنصات هنا، ولكن لنقف لحظة واحدة.. هل حقاً تدور تلك الضغينة حول خذلان إنجلترا؟

في اليوم التالي مباشرةً لتلك التصريحات، يقول أوين أنه لم يشعر أبداً بوجوده داخل الدائرة المقربة من بيكهام وزوجته فيكتوريا حين تزاملا في ريال مدريد، لأنه لم يكن "رائجاً" بما فيه الكفاية ولم يكن على المستوى المطلوب من الشهرة، حسناً ماذا كنت تقول قبل 3 أيام؟ حدثني مجدداً عن خذلان الملكة إليزابيث وشرف الامبراطورية البريطانية في أعالي البحار وما ورائها..

صراع أوين وشيرار يبدأ من المرحلة التالية مباشرةً، فالأسطورة الحية قد سجل 30 هدفاً في 4 مواسم بالبريميرليج مع نيوكاسل، كما قرر ألا يلعب المباراة الأخيرة الحاسمة في هبوط النادي إلى الدرجة الثانية في مايو 2009، وفقاً لشيرار فإن أوين تمارض كي يحافظ على انتقاله التالي إذ كان قد اعتزم القفز من السفينة بالفعل، ووفقأً لأوين فإنه لم يكن قد تعافى بشكل كامل، وشيرار يحاول فقط إلقاء لائمة فشله كمدرب مؤقت على حسابه، هي كلمة أمام كلمة، صدق من تريد.

أوين للأمانة كان صريحاً للغاية، فقد قال أن ما يفعله شيرار هنا –من منظوره- هو أمر عادي في المستويات الأعلى لكرة القدم، وأنه نفسه كمهاجم نادراً ما تمكن من لوم نفسه حين يلعب مباراة سيئة. ولكن ربما تلك هي المشكلة، أوين أقر بندمه على ترك ريال مدريد والانتقال لنيوكاسل، ولكن هذا يكاد يكون الشيء الوحيد الذي تمكن من لوم نفسه عليه..

بكلمات أخرى، أوين غادر ليفربول في أوج تألقه نحو تجربة مزدحمة بالنجوم، خسر معركة فرض ذاته فحاول استعادة الدقائق قبل المونديال، بقي عالقاً في نيوكاسل الأقل من تطلعاته لأربعة سنوات، ثم تشبث بغريم الريدز الأزلي مانشستر يونايتد وهو في سن الثلاثين بحثاً عن تحقيق لقب البريميرليج، بعقد يقضي بحصوله على الأموال فقط حين يلعب، وهو يعلم أنه قد يكون الخيار الخامس عشر في الهجوم آنذاك!

يونايتد كان معتاداً على التتويج بالبريميرليج ولكن للمصادفة، أول مواسم أوين في أولد ترافورد شهد تتويج تشيلسي باللقب، وثالثها (الأخير) شهد تتويج مانشستر سيتي، لحسن الحظ نال اللقب في 2011. هذه حكاية 3 مواسم لعب بها أوين 31 مباراة في البريميرليج وسجل 5 أهداف، قبل أن ينهي مسيرته في ستوك سيتي في الثالثة والثلاثين من عمره. من لديه ليلومه الآن؟

خذ ما يكفيك من الصدامات والتصريحات المثيرة للجدل، افعل ما تشاء، احمل قدر استطاعتك من الضغائن، أطلق الهراء في جميع الاتجاهات، فهذا ما سيجعل اسمك "رائجاً" في الصحف والمواقع حول العالم.. تهانينا، يمكنك الاتصال بفيكتوريا بيكهام الآن.

إعلان