Wenger, Simione, ferguson

ظالم أم مظلوم؟ لماذا قهرت أسطورة فيرجسون بمانشستر فينجر وسيميوني؟

في لحظة من اللحظات، يتحول مفهوم استقرار المدرب في ناديه إلى "نقمة" لا نعمة، وبدلًا من الإشادة بقدرته على الصمود والنجاح لسنوات طويلة، تُنعت مسيرة المدرب بالفاشلة، هذا تمامًا ما حدث مع عدد من مدربين القمة وكان له بشكل أو بآخر إسهام سلبي على أسماء ينبغي أن تحظى بتقدير أكبر من الجماهير.

بقيّ السير أليكس فيرجسون مدربًا لمانشستر يونايتد لمدة 27 عامًا حقق خلالها كل شيء، لكنه لم يتعرض يومًا لنفس الحديث السلبي باعتبار أن تجربته في الاستقرار رائدة بكل المقاييس بسبب النجاح الدائم، لكن الاستقرار الذي يأتي بنجاح "نسبي" وسط سقطات عديدة من شأنه أن يجعل الجماهير تحول أساطير حية إلى مدربين فاشلين.

احذر يا صلاح.. الفشل قاعدة والنجاح استثناء لمن غادر ليفربول

الموضوع يُستكمل بالأسفل

هكذا كان الحال مع تجربتين تحديدًا مشهورتين للغاية، الحديث هنا عن مدرب آرسنال التاريخي، آرسين فينجر، ومدرب أتلتيكو مدريد، دييجو سيميوني.

فينجر.. ظالم أم مظلوم؟

بالنسبة للعديدين، قام فينجر بثورة هائلة في كرة القدم الإنجليزية، هو من حوّل البريميرليج من مسابقة بدنية بامتياز إلى مباريات ممتعة بها تكتيك، كان هذا تحديدًا في أول الألفية الماضية، وجعله وقتها ربما المدرب الأفضل في العالم دون منازع.

لكن ما هي إلا سنوات قليلة، وتحوّل فينجر إلى أضحوكة بين الجماهير رغم أسطورية مسيرته، تناسى الجميع ما حققه سابقًا وركزوا على آخر عشر سنوات له في الجانرز، وبها ألقاب تعد على أصابع اليد الواحدة، ومعاناة كبيرة يُضاف إليها انهيار كبير في الشخصية.

حقًا تجربة فينجر في آرسنال غريبة، فهو رجل صنع فريقًا حقق دوري إنجليزي بلا هزيمة، وهو نفسه من وضع أساس أن يتحول الجانرز إلى مجرد نادٍ من أندية الوسط أقصى أحلامه في الحياة أن يجد مكانًا في دوري أبطال أوروبا.

الأزمة مع فينجر هي سؤال واحد، هل هذا المدرب ظالم أم مظلوم؟ ظالم ظلم نفسه بقبول البقاء مع آرسنال والعمل بسياسة تقشفية منذ 2006 والاعتماد على عدد من المواهب، أم مظلوم لأنه نجح في كل فترة قياسًا بالإمكانات التي لديه.

كانت استمرارية فينجر نقمة عليه، الرجل أخذ تقديرًا أقل بكثير مما يستحقه، فماذا لو أن الفرنسي رحل مع نهاية جيل آرسنال التاريخي؟

ربما كان الأمر ليفيد آرسنال نفسه بوجود مدرب آخر يمكنه العمل مع التقشف بصورة أفضل، وأفاد فينجر نفسه بأن يأخذ مكانته كأحد أهم مدربين كرة القدم عبر التاريخ بالنجاح في أندية أخرى ممن كان تطارده، كريال مدريد مثلًا.

معضلة سيميوني

ربما أن معضلة دييجو سيميوني وأتلتيكو مدريد تفوق معضلة فينجر في آرسنال، فسيميوني بالمعنى الحرفي للكلمة أتى بالروخي بلانكوس من القاع ووضعهم في القمة، ثم انهار ولا يزال يحارب للوقوف.

الأزمة الكبرى أن القدر منح سيميوني أموالًا طائلة في أتلتيكو مدريد، على عكس فينجر، فكان ينبغي أن يتطور أداء أتلتيكو، إلا أن النقيض تمامًا ما حدث.

مع امتلاك النادي الإسباني مجموعة من اللاعبين المميزين، لا تتحقق النجاحات إلا بالكاد، والسبب البسيط في ذلك هي فلسفة المدرب الدفاعية التي لا تتفق مع متطلبات كرة القدم هذه الأيام، ولا مع الإمكانات الموجودة والطموحات المعقودة على أتلتيكو مدريد.

بنفس صيغة السؤال حول فينجر، ظالم أنت أم مظلوم يا سيميوني؟ أفلا يستحق أتلتيكو مدريد بقدراته المادية والمواهب العظيمة التي يمتلكها أن يتسيد إسبانيا مع تراجع ريال مدريد وبرشلونة، ومع ذلك أنت تظلم الفريق بنهجك الدفاعي العقيم؟

أم أن هذا الرجل مظلوم في الإغفال عن أنه سبب كل ما تحقق في السنوات الماضية، ويستحق أن يستمر ويحظى بالثقة المطلقة حتى لو كانت النجاحات متفاوتة؟

بالنظر إلى تجربتي سيميوني وفينجر، تظهر حقيقة أن الاستمرارية دون نجاحات دائمة بمثابة الكابوس، من شأنه أن يقلل من قدر مدرب فعل إنجازًا ومعجزة، في مقابل أن استمرارية بنجاح تضعك في خانة الأساطير، والسير أليكس فيرجسون هو الدليل.

لكن النقطة الأهم، هل حقًا يمكن القول أن سيميوني فاشل أو فينجر مدرب لم ينجح في آرسنال؟ في حالة الفرنسي، فما يحدث بعده يؤكد أنه "مظلوم" أما مع الأرجنتيني، فمن المجهول حقًا.

إعلان