انتشرت في الأشهر الماضية العديد من الأنباء عن وجود عروض لكل من محمد صلاح وساديو ماني نجما فريق ليفربول الإنجليزي خلال الموسمين الأخيرين.
كلا اللاعبين يقدمان مستويات مميزة للغاية وكانا يقتسمان صدارة ترتيب هدافي الدوري الإنجليزي منذ أيام قليلة قبل أن يفك محمد صلاح ذلك الاشتباك بأهدافه الأخيرة.
لكن لو أراد ليفربول الاستجابة للعروض المقدمة له في كلا اللاعبين وقرر أن يتخلى عن لاعب واحد فقط فيهما فمن يجب عليه أن يتخلص منه ومن يجب عليه أن يبقيه؟ ذلك ما سنحاول الإجابة عنه في الأسطر المقبلة.
أولًا فلنتكلم بلغة الأرقام المجردة، منذ وصول محمد صلاح فهو يتفوق رقميًا بشكل واضح على ساديو ماني، سواء كان في الموسم الماضي أو الموسم الجاري، وبالتأكيد في إجمالي الموسمين.
محمد صلاح خاض 37 مباراة هذا الموسم في الدوري الإنجليزي بواقع 3166 دقيقة مقابل 35 مباراة لساديو ماني بواقع 2995 دقيقة للسنغالي.
النجم المصري سجل 22 هدفًا هذا الموسم في كل المباريات وهو رقم أقل بكثير مما كان عليه الوضع في الموسم الماضي لكنه لا يزال صاحب الصدارة، في المقابل يمر ساديو ماني بأفضل مواسمه مع الريدز وسجل 20 هدفًا في البريميرليج.
أما أرقام الموسم الماضي فحدث ولا حرج، صلاح سجل ثلاث أضعاف الأهداف التي سجلها ماني في الدوري الإنجليزي بواقع 32 مقابل 10، رغم أن عدد المباريات التي خاضها كل لاعب ليست ببعيدة للغاية عن الآخر.
"الأمر لا يتعلق بعدد الأهداف التي أحرزها ماني فقط ولكن بأهميتها، لو نظرت لآخر 11 مباراة لليفربول ستجد أنه صاحب الهدف الأول في أهم 4 مباريات".
هذه كانت تصريحات جايمي كاراجر أسطورة فريق ليفربول قبل أيام، والتي عبر من خلالها عن وجهة نظر مختلفة ربما كنا غافلين عنها وهي أهمية تلك الأهداف التي يسجلها كل منهما.
ولنجعل المقارنة أكثر عدلًا دعونا نجعلها بين عدد الأهداف الهامة التي جاءت بالفوز لليفربول والتي أحرزها كل منهما.
في الموسم الماضي عندما جاء صلاح على فريق جديد وأجواء مختلفة عن نظريتها في الدوري الإيطالي سجل النجم المصري في ثماني مباريات وكان لكل هدف في تلك اللقاءات وزنه وثقله.
نحن وضعنا في اعتبارنا فقط الأهداف التي افتتح بها ليفربول المباراة أو التي كانت سببًا في تقدم الفريق في النتيجة بعد أن كان التعادل يسيطر على الأمور حتى لو كان إيجابيًا، أو حتى الأهداف التي جاءت بالفوز بالرغم من تسجيل المنافس لأهدافًا لاحقة كانت ستغير النتيجة لولا ذلك الهدف الذي سجله صلاح أو ماني.
خير مثال على الحالة الأخيرة التي تحدثنا عنها هو الهدف الرابع الذي سجله صلاح في مرمى مانشستر سيتي الموسم الماضي وكانت النتيجة تشير لتقدم الريدز بأربعة أهداف لهدف وسجلت بعدها كتيبة بيب جوارديولا هدفين وانتهت المباراة بأربعة أهداف لثلاثة.
نعود للمقارنة، صلاح سجل في الموسم الماضي ثمانية أهدافًا حاسمة لليفربول سواء على مستوى الدوري الإنجليزي.
لو أضفنا لقاءات دوري أبطال أوروبا لهذا الرقم لزاد بنسبة حوالي 50% لو تحدثنا عن ثنائيته التي افتتح بها مباراة روما، أو هدفيه في مانشستر سيتي ذهابًا وإيابًا، دون النظر لهدفه في ماريبور بدور المجموعات.
في المقابل سجل ماني خمسة أهدافًا حاسمة فقط في الموسم الماضي، ثلاثة منها في الدوري الإنجليزي وهدفين منهما فقط في دوري أبطال أوروبا.
وإجمالًا سجل محمد صلاح حتى الآن في 17 مناسبة بالدوري الإنجليزي حسم خلالهم نقاط هامة تندرج تحت البنود التي تحدث عنها قبل أسطر منذ انضمامه لليفربول، بينما سجل ماني الذي يلعب لليفربول قبل صلاح بموسم كامل 13 هدفًا هامًا من تلك التي تحدث عنها كاراجر بنفس المعايير السابق ذكرها.




