في الوقت الحالي يبقى هناك سؤالًا واحدًا؛ بعد النهاية الدرامية لتجربته مع ريال بيتيس وجلوسه في منزله منذ ذلك الحين وحتى الآن، هل يبدو كيكي هو الرجل الأنسب لخلافة إرنستو فالفيردي في برشلونة؟
الإجابة هنا ستمر بنقاط عدة، حيث أنه يبدو الأنسب نظرًا لطريقة اللعب، ولا يبدو الأنسب بالنظر إلى النتائج التي حققها بنهاية تجربته مع الفريق الأندلسي، يبدو الأنسب لفريق بات يبحث عن أي شيء ينهي مرحلة إرنستو، ولا يبدو الأنسب نظرًا لأن سجله يبدو أضعف من سجل فالفيردي نفسه قبل أن يتولى قيادة البارسا.
هذه الفقرة مقتبسة من موضوع سابق بعنوان " كيكي سيتيين.. حكاية رجل اختاره القدر لقيادة برشلونة " ذلك الذي نُشر ليلة تعيين الرجل خلفًا لإرنستو فالفيردي كمدرب لبرشلونة، وفي ليلة إقالته، وجب العودة إلى نفس النقطة من جديد.
بداية علينا أن نسأل سؤالًا بديهيًا وهو هل كانت الأزمة في كيكي سيتيين؟ قبل أن تجيب، حتى وإن كان جزءًا من الأزمة، فالأزمة لم تكن فيه، نبدو غامضين أليس كذلك؟
سنبسط لك الأمور، فالفيردي كان جزءًا من الأزمة؟ كان الأزمة كلها؟ إذا كان ذلك منطقيًا، فمن جلب الرجل إلى منصبه؟ ومن جدد الثقة فيه كلما تكررت ملامح اللا شيء؟
من الذي يجلب صفقات بمئات الملايين ثم لا تضيف شيئًا؟ من الذي تفنن في تدمير أكاديمية النادي والمصدر الرئيسي لمواهبه ولاعبيه؟ من الذي فعل كل ما يؤدي إلى الفشل الحتمي لأي مدرب؟ أجب عن هذه الأسئلة أولًا.
وإذا وصلنا لأن ما تقوم به إدارة برشلونة يؤدي إلى الفشل الحتمي لأي مدرب أيًا كان اسمه، فما بالك إذا كان مدربًا لا يصلح أصلًا لقيادة برشلونة؟
في اللحظة التي أقيل فيها فالفيردي من تدريب برشلونة، لم يكن كيكي سيتيين خيارًا أولًا، ولا ثانيًا، ولم يكن ليصل إلى هنا لولا رفض البقية، من لم يكن لهم أي علاقة به كدلالة على عبثية الأمر كله منذ البداية.
برشلونة حاول مع كومان وقبله تشافي، وحين لم ينجح ذلك، وقع الخيار على سيتيين، رجل يرعى الأبقار في مزرعته ويجلس بلا عمل منذ إقالته من تدريب ريال بيتيس ويحلم بتدريب برشلونة، بالطبع لن يقول لا مثل البقية.
في الحقيقة كان ذلك هو المعيار الوحيد لاختيار ستيين، إنه لن يقول لا، أما النظر في أي تفاصيل أخرى فهو ليس رهانًا لبارتوميو ورجاله، هو لايفكرون في مثل هذه الأشياء.
ونتاجًا لهذا العبث، ماذا كنت تتوقع أيها المشجع والمشاهد؟ هل كنت تتوقع أن ينتج ذلك حقبة شبيهة لحقبة جوارديولا؟ ألم يكن المنطق يقول إن الموسم سيتجه إلى ما هو أسوأ مما اتجه إليه مع فالفيردي؟ ببساطة نعم، وببساطة أكثر لأن معدل العبث يزداد بمرور الوقت.
لم تفكر إدارة برشلونة في هدم أصنام غرفة الملابس قبل أن تواجهها بمدرب ليس بالقوة الكافية مع النجوم ومساعد كسارابيا يتفنن في التعامل بقوة مع لاعبين لا يملك ربع تاريخهم، لم يدرك أحد الفارق بين برشلونة ولاس بالماس، وربما المسافة بينهما لا تحتاج إلى إداري محنك لكي يدركها.
في النهاية، أدت المعطيات إلى نتائج منطقية، العبث والتخطيط من أجل الفشل أدى إلى عبث وفشل، ولكن البعض اعتقد أنها ستدور وحدها دون أن تضع فيها ما يساعد على الدوران، ثم تفاجأ أنها تعطلت، ربما لأن السيناريو الأخير كان كارثيًا بصورة تجاوزت أشد كوابيسه.
رسمياً | برشلونة يقيل كيكي سيتيين وبارتوميو يحدد موعد الانتخابات
وحتى لا يتكرر الأمر مرة أخرى، انظروا إلى السبب، ولا تختزلوا كل شيء في اسم المدرب، حتى لا يسير القادمون على خطى فالفيردي وسيتيين، وحتى تغلق هذه الصفحة ولا تظل تتكرر بلا نهاية.