أحمد رضوان | تويتر
عندما يقترن اسم المنتخب السعودي وكأس العالم لا يتذكر عشاق كرة القدم في جميع أرجاء الوطن العربي إلا صورةً واحدةً فقط، بالتأكيد هي هدف سعيد العويران في منتخب بلجيكا في مونديال 1994.
كانت لقطة بارعة لا تصدق، واكتملت باحتفاله الذي أصبح خالدًا في ذاكرة جميع السعوديين، سواءً كانوا من محبي الساحرة المستديرة أم لا، بل وحتى من غير مواطني المملكة حتى ولو لم يكونوا من محبي الكرة السعودية والمنتخب السعودي .
هناك العديد من اللقطات الخالدة في حياة العويران التي يطول الحديث عنها، لكننا اخترنا البداية بتلك اللقطة الخالدة التي عرفت العالم على منتخب السعودية.
فمن هو سعيد العويران؟ وكيف أثرى كرة القدم السعودية والعربية؟ وما هي آخر أزماته؟ هذا ما سنحاول الإجابة عن جزء منه في الأسطر التالية.
لماذا هاجم سعيد العويران جستنيه والجماز؟
سعيد العويراننشر الإعلامي السعودي عدنان جستنيه على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي تويتر تغريدات ينتقد فيها بعض اللاعبين، فقام العويران بالهجوم عليه قائلاً أنه مثير للمشاكل، وأنه أخطأ في حق خالد قهوجي وهو الأمر الغير مقبول، وادعى أنهحاقد على منصور البلوي رغم فضل رئيس الاتحاد عليه.
وقال سعيد العويران في أحد البرامج بالعامية: "جستنيه يتخانق مع الدنيا كلها، وكنا سويا على أحد الجروبات في واتساب وطالبت بطرده منه لأنه أخطأ في حق اللاعب خالد قهوجي وعلينا أن نحترم بعضنا ومعنا ناس محترمين ولاعبين كبار، ولما أقابله منذ عام، وإلى يومه حاقد على منصور البلوي، رئيس الاتحاد الأسبق، الذي أدخله الإعلام".
وأوضح: "مشكلة جستنيه إنه خلط الفن مع الكرة لأنه قبل كان في عالم الفن، الله أعلم طايح حاجة على رأسه زمان".
أما عبد الرحمن الجماز فقد أخذ نصيبًا من هجوم العويران بعد دفاعه عن جستنيه، حيث قال أسطورة الكرة السعودية أن عدنان جستنيه قال في أحد الأيام أن حسين عبد الغني أصيب بالسرطان كذلك محمد نور، أما أنت "يقصد الجماز" فوضعت عنوان مقال غير مناسب.
وجاء على لسان العويران: "جستنيه قال في يوم من الأيام على حسين عبدالغني به سرطان وأيضا على محمد نور، وأنت يا جماز وضعت من قبل مانشيت ما يضعه واحد يهودي".
سعيد العويران .. من أسطورة الكرة السعودية إلى بائع سمك!
بعد سنواتٍ وسنوات من الإنجازات للكرة السعودية ولفريقه الشباب ، قرر سعيد العويران اعتزال كرة القدم في عام 2001، لكن كانت هذه بداية لأزمةٍ كبيرة.
لم تقم مباراة اعتزال للعويران حتى الآن رغم تحديد موعد لها أكثر من مرة، ففي عام 2008 قرر نادي الشباب إقامة مهرجان اعتزال لنجمهم السابق، لكنه لم يقم رغم الأخبار التي كانت تشير وقتها إلى دعوة العديد من نجوم الوطن العربي.
وكان من المقرر حينها إقامة مباراة بيم الليث المطعم بنجوم عرب ومنتخب مصر، لكن كل هذا لم يحدث.
وجه تركي آل الشيخ في ديسمبر الماضي بإقامة مباراة اعتزال لسعيد العويران ، وصرح نجم المنتخب السعودي السابق حينها أن هناك 5 فرق مرشحة للمشاركة في المهرجان، وهم الأهلي والزمالك والنصر السعودي وألميريا بالإضافة إلى منتخب الفراعنة من جديد، لكن من جديد ذهب كل شيءٍ سدى.
ضاق العويران ذرعًا في فبراير الماضي، فقرر إثارة الجدل والتعبير عن الغضب بطريقته الخاصة، حيث وقف بسيارة بها أسماك في أحد شوارع الرياض وبدأ في الهتاف "سمك سمك سمك!".
عرفه أحد المارة واقترب منه وسأله عما يفعل، فرد عليه قائلاً أنهم لم ينظموا لي مباراة اعتزال فأصبحت أبيع الأسماك، وقال له بالعامية السعودية "ما سووا لنا اعتزال، صرنا نبيع سمك".
كيف كانت نشأة سعيد العويران؟
سعيد العويران هو ابن من أبناء مدينة الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية، حيث وبد بها في 19 أغسطس 1967.
أحب العويران كرة القدم منذ صغره، وظهرت عليه الموهبة منذ نعومة أظفاره، فبدأ مسيرته مبكرًا مع أحد أندية المدينة الذي صنع له اسمًا فيما بعد، وساهم في زحامه للقطبين الهلال والنصر.
هذا الفريق هو الشباب الذي انضم له سعيد العويران في المراحل السنية للنشئين، وتدرج فيه حتى وصل إلى الفريق الأول، وقاده رغم حداثة سنه لإنجازات لم يكن يعرفها النادي من قبل.
سعيد العويران .. الفتى الذهبي الذي وضع الشباب على منصات التتويج
تأسس نادي الشباب السعودي في عام 1947، ولم يكن أحد الأندية القوية في السعودية منذ ذلك التاريخ حتى قدم ظاهرة الكرة السعودية سعيد العويران.
كانت أول بطولات الليث الأبيض في عام 1978، عندما توج بدوري الدرجة الأولى السعودي وصعد للدوري الممتاز، لكن اللقب الأول الحقيقي كان العويران هو أحد جنوده، والذي كان في عام 1988 عندما توج بكأس الاتحاد السعودي.
اقترن اسم سعيد العويران بفوز الشباب بأول ألقابه في ذلك الوقت، وفي العام التالي حافظ الليث على لقبه الأول وفاز بالكأس مرةً أخرى.
تراجع مستوى الفريق بعد ذلك وخرج من موسم 1989-90 خالي الوفاض، لكن هذا الموسم لم يكن إلا استراحة محارب، فبعدها فاز نادي الشباب بالدوري السعودي 3 مراتٍ متتالية بدايةً من 1990-91 حتى 1992-93، كما فاز بكأس الخليج للأندية في 1993 و1994، وتوج بالبطولة العربية في 1994، وكانت حقبة التسعينات هي الأفضل في التاريخ له حتى الآن.
كان العويران شريكًا في كل هذه النجاحات والبطولات، وظل يخدم ناديه بلا كللٍ أو ملل حتى اعتزل في عام 2001.
بطولات سعيد العويران مع الشباب:
- الدوري السعودي الممتاز (3): 1990–91 – 1991–92 – 1992–93.
- كأس الخليج للأندية (2): 1993 – 1994
- كأس الأندية العربية أبطال الدوري (2): 1994 – 2000
- كأس النخبة العربية (1): 1996
- كأس ولي العهد (1): 1996
- كأس الكؤوس الأسيوية (1): 2001
- كأس ولي العهد (1): 1999
- كأس الأندية العربية أبطال الدوري (1): 2000.
ماذا قدم سعيد العويران مع المنتخب السعودي؟
بعد تألقه مع الشباب في بداية التسعينات، استدعي سعيد العويران للمنتخب السعودي، وبدأ قصة جديدة من النجاح.
كانت بداية العويران مع الأخضر في عام 1993، وأول مهماته كانت في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 1994.
قبل التصفيات خاض منتخب السعودية بعض المباريات الودية التحضيرية، وكان لسعيد بمة قوية فيها وفرض اسمه على التشكيل الأساسي للصقور، فأمام تايلاند سجل هدفين ومثلهما أمام كوستاريكا، فيما أحرز هدفًا واحدًا فقط في المباراة الثالثة.
بدأت التصفيات المؤهلة لمونديال 1994، وسجل سعيد العويران هدفين في مكاو، ثم تعادلت السعودية مع العراق بهدفٍ من توقيعه، وذلك قبل أن يسجل هدف التأهل لكأس العالم في مرمى الكويت.
خاض العويران كأسي العالم 1994 و1998 مع المنتخب السعودي ، ولم يفز مع السعودية إلا بلقبٍ وحيد هو كأس الخليج العربي 1994.
لماذا لقب سعيد العويران بمارادونا العرب؟
تأهل المنتخب السعودي لكأس العالم 1994، وكانت هذه المشاركة الأولى والأفضل للأخضر في المونديال، حيث نجح في التأهل لدور 16 بعد احتلاله المركز الثاني في مجموعته.
خسرت السعودية في المباراة الأولى في امونديال 94 من منتخب هولندا بهدفين لهدف، ثم فاز على المنتخب المغربي بنفس النتيجة ويفوز على البلجيكي بهدفٍ نظيف مازال محفورًا في ذاكرة محبي الكرة في الوطن العربي حتى الآن.
هدف العويران في مرمى بلجيكا
كانت مباراة رائعة للمنتخب السعودي ككل ولسعيد العويران خاصةً، فقد سجل هدف المباراة الوحيد في الدقيقة الخامسة ومنح الفرصة لزملائه بتقديم أفضل ما لديهم، ويخرجوا بالمباراة الأفضل للسعودية في كأس العالم حتى الآن.
استلم العويران تمريره من محمد عبدالجواد وشق طريقه نحو الشهرة ضارباً بآمال المنتخب البلجيكي ومحطماً دفاعه حتى تجاوز المدافع السادس، ليسجل أحد أفضل الأهداف التي شهدتها كرة القدم، وسيبقى هدف سعيد عالقاً في رؤوس متابعي كرة القدم للأبد.
نال سعيد العويران جائزة أفضل لاعب في اللقاء، وقاد منتخب بلاده لدور الـ 16 وأفضل إنجاز لها في كأس العالم ويصبح بطلاً قومياً.
أعاد هذا الهدف للأذهان هدف مارادونا في شباك إنجلترا في كأس العالم 1986، عندما استلم الكرة في وسط الميدان أيضًا وراوغ كل من واجهه من منتخب الأسود الثلاثة حتى حارس المرمى، وأودع الكرة في الشباك، وهذا هو سبب تلقيب العويران بمارادونا العرب.
وبعد هذا الهدف بـ24 عامًا، وقبيل كأس العالم 2018، اختارت صحيفة ميرور البريطانية هدف سعيد العويران في بلجيكا في قائمة أفضل 50 هدف في تاريخ المونديال، وحصل على المركز السابع في القائمة.
في مثل هذا اليوم - سعيد العويران يسجل اسمه بحروف من ذهب في كأس العالم


