"شرف كبير لي تدريب النصر، لكنني أرى أن الوقت مبكر لمثل هذه المرحلة، ولا أبحث عن منجز للحظات" قبل ثماني سنوات خرج سعد الشهري بهذا التصريح، رافضًا عرض رئيس العالمي وقتها الأمير فيصل بن تركي.
والآن العالمي يعود من جديد لطلب الموافقة من لاعبه الأسبق لينضم للجهاز الفني بقيادة البرتغالي لويس كاسترو كمدرب مساعد، بعدما رحل مؤخرًا عن تدريب المنتخب السعودي الأولمبي؛ المهمة التي قادها لمدة ست سنوات كاملة.
النصر حاليًا يعتمد على البرتغالي بيدرو ماني معاونًا لكاسترو، بعدما رحل عنه جواو برانداو بنهاية الموسم المنقضي، فهل هو في حاجة بالفعل لسعد الشهري؟
الرجل الجدلي .. إنجازات وانتقادات في آنٍ واحد!
إن قلنا "رجل كالجبال" فلن تكون مبالغة على الإطلاق، نعم! هذا هو سعد الشهري على مدار ست سنوات مع المنتخب السعودي الأولمبي، هو الرجل الذي جمع بين النقيضين؛ فعلى جانب يحقق الإنجازات، وعلى الجانب الآخر يستقبله الكثير من الإعلاميين والجماهير بالانتقادات والهجوم!
الشهري خلال العمل مع الأخضر تحت 23 عامًا نجح في قيادته للتأهل لأولمبياد طوكيو 2020 لأول مرة منذ عام 1996، التتويج ببطولة غرب آسيا 2022 والتتويج بكأس آسيا عام 2023، بخلاف وصافة آسيا للشباب عامي 2016 و2020 والتأهل لكأس العالم للشباب عام 2017.
تلك الإنجازات تحققت رغم الاستعانة بلاعبين غير ناشطين بالصورة المطلوبة في أنديتهم، ورغم عدم تعاون الأندية حتى معه بما يكفي.
لكن في المقابل، طالما انهال عليه الإعلاميون "غير المنتمين للنصر" بالانتقادات، فكانوا يتصيدون له الأخطاء وسط أي نجاح يتحقق، حتى تحقق مرادهم في عام 2024 ورحل عن الأخضر تحت 23 عامًا عقب نهاية عقده.
إلى النصر؟ .. "فوبيا" الحلافي وعبدالغني تلوح في الأفق!
حقيقةً أعتقد أن النصراويين أصبح لديهم "فوبيا" خاصة عند سماع أنباء احتمالية انضمام فرد محلي لأي من أجهزة الفريق الأول لكرة القدم.
فلا تزال خلافات السنوات الأخيرة حاضرة مع وجود عبدالرحمن الحلافي؛ مشرفًا عامًا على الفريق الأول لكرة القدم، ومن بعده خليفته حسين عبدالغني؛ مع الوضع في الاعتبار اختلاف منصبيهما عن منصب الشهري.
كلاهما ترك الفريق من خلفه ببعض المشكلات، خاصةً الحلافي الذي وصفه الإعلامي الرياضي مبارك الشهري بأنه "أكبر مشاكل النصر"..
هذا ترك النصر يتحسس طريقه بشدة عند التفكير في أي عنصر محلي جديد، لكن رغم ذلك قد يكون سعد الشهري هو "ضالة النصر الحقيقة!"..
نعم! هذا الرجل هو القطعة الناقصة في جهاز كاسترو
رغم بعض المخاوف التي تحدثنا عنها في السطور السابقة إلا أنني أعتقد أن الشهري هو ما ينقص بالفعل جهاز لويس كاسترو، ليس المدرب البرتغالي بعينه، بل الفريق بشكل عام.
أحد أكبر عيوب النصر هو "اللاعب المحلي"، العناصر الأجنبية به لا خلاف على جودة أغلبها، إن لم يكن جُلها، لكن الشيء الذي يعكر دائمًا أداء العالمي داخل الملعب هو سوء حالة اللاعبين السعوديين به والغريب أن تطورهم يسير ببطء كبير.
وجود سعد الشهري من شأنه أن يحل ذاك العيب بطريقة ما، فبخلاف خبرته الكبيرة في العمل مع المنتخب الأولمبي، علاقته كذلك كرجل سعودي بمواطنيه من اللاعبين، ستضفي جديدًا على هذا الجانب.
أما عن المشكلة الأخرى التي بإمكان الشهري حلها في النصر، فهنا نقتبس وصف الاتحاد الآسيوي له؛ "عراب المواهب الشابة"..
العالمي رغم حجمه في الكرة السعودية إلا أنه قلما في السنوات الأخيرة ما يخرج لاعبًا جيدًا من فئاته السنية، يخدم حقًا الفريق الأول، حتى أننا نشعر أنه أهمل هذا الجزء بشكل كبير.
ومقارنة بغريمه "الهلال"، فالوضع يحتاج لتدخل عاجل من المسؤولين بدلًا من الاعتماد على النجوم الجاهزة في الخصوم، ولكم في فراس البريكان الدرس الأكبر؛ فبعدما كان مدفونًا في العالمي، خرج وانطلق مع الفتح حتى أصبح نجمًا حاليًا في الأهلي ومهاجم المنتخب السعودي الأول عن جدارة واستحقاق.
تلك المشاكل حلها قد يكون بيد المدرب الوطني، لكن السؤال الآن: هل يقبل الشهري بمهمة الرجل الثاني في النصر أم يفضل عليه العرض الآخر من الزوراء العراقي كمديرًا فنيًا؟!