رفعت وسائل الإعلام شعار "العائدين" على قمة بوروسيا دورتموند وباريس سان جيرمان في "سيجنال إيدونا بارك" لحساب ذهاب نصف نهائي دوري الأبطال، أشرف حكيمي وعثمان ديمبيلي مرة أخرى ضد النادي الذي أطلق مسيرتهما في الملاعب الأوروبية، ولكن "عائد" آخر خطف الأنظار.
عاش حكيمي ليلة صعبة لمجاراة سرعة كريم أديمي، بينما قدم ديمبيلي مباراة دون المستوى ولم يكرر ما فعله ضد فريقه القديم الآخر برشلونة، ولكن "العائد" جادون سانشو كان هو أفضل هذا الثلاثي الذي يلعب بصفة العائد إلى دورتموند.
"أين كان هذا السانشو في آخر ثلاث سنوات، ليس ذلك الذي كان يلعب في مانشستر ولكن تلك النسخة المشتعلة التي شاهدناها ضد باريس!"، هكذا وصفه الزميل توماس هيندل من النسخة الدولية لجول في تقييمه للاعبي الفريقين بعد العرض المبهر للجناح الإنجليزي ضد بي إس جي، والذي أعاد بالفعل للأذهان ما اعتاد أن يقدمه اللاعب الشاب في فترته الأولى مع دورتموند.
لعب الرقم 10 دون ضغوط مباراة نصف نهائي الأبطال، وبدا مرتاحاً وهو تحت الأنظار كنجم الفريق الأول ومحركه بفضل انطلاقاته ومراوغاته، وحدث ولا حرج عن تمريراته الدقيقة، كل تلك الأمور التي افتقدها تماماً في فترته مع يونايتد، حتى قبل الصدام مع مدربه إريك تين هاج وقرار إبعاده عن الفريق، ولكن استعادها منذ عودته يناير الماضي إلى البوندسليجا مع دورتموند من جديد.
لا يمكن المجادلة بخصوص موهبة سانشو، ولكن ما يمكن الجدال بخصوصه هو كيف فشل يونايتد على مدار ثلاث سنوات في إخراج تلك الموهبة؟ من الواضح أن الإنجليزي لاعب يحتاج معاملة خاصة، إذ سبق وعانى في مانشستر من مشاكل خارج الملعب لم يتم الكشف عن طبيعتها وغاب بسببها، وأسلوب التعامل الذي انتهجه معه تين هاج "القاسي" قد يكون صحيحاً للمصلحة العامة وفرض النظام، ولكن لم يراعي طبيعة اللاعب التي قد تحتاج لأسلوب معين للتعامل مع لاعب شاب بإمكانيات رهيبة ولكن شخصية هشة.
التفسير قد يكون أيضاً أن ربما سانشو لاعب لا يتحمل أضواء البريميرليج وما يأتي معها من ضغط كبير وتركيز إعلامي، أن تخرج صغيراً وتعود كصفقة تخطت 100 مليون يورو سيجعلك هدفاً للجميع، وحتى لو كان اللاعب شخصاً لا يتحدث كثيراً أو يقوم بما يلفت الانتباه خارج الملعب، ولكن خروجه لانتقاد مدربه عبر "السوشيال ميديا" تبين حجم الضغوط التي كان يشعر بها واضطرته ربما للانفجار بتلك الطريقة.
الخيار الأفضل حالياً سيكون هو استمرار سانشو في دورتموند وخارج البريميرليج عموماً، حتى لو رحل تين هاج عن مانشستر يونايتد، في بوروسيا هو النجم المتوج وسيبقى كذلك، والفريق هاهو على أعتاب نهائي الأبطال ودائم المنافسة محلياً وقارياً.
تجربة بيلينجهام وجرينوود في الخارج وسانشو نفسه قبلهما في ألمانيا هي أفضل رسالة للاعب مانشستر يونايتد، كرة القدم ليست فقط البريميرليج، وسيكون عليه التفكير ملياً في ذلك الأمر قبل اتخاذ قراره النهائي الصيف المقبل.