زياش، توخيل، وتشيلسي ومعضلة العودة إلى المستقبل
في رائعة روبرت زاماكيس "العودة للمستقبل"، يحاول مارتن ماكفلاي، بطل الفيلم، إصلاح الخطأ الذي تسبب به صديقه العالم دكتور براون عندما أرسله للماضي فقابل أبواه وكاد يفسد العلاقة بينهما، مما يهدد وجوده في المستقبل من الأساس!
عاد حكيم زياش أساسياً في قمتي مانشستر يونايتد وليفربول بتشكيل تشيلسي الأساسي لتوماس توخيل الذي تحول لخطة 3-4-2-1، ولكن في المرتين لم يقنع ويبدع وخرج بديلاً، لتستمر معضلته المتواصلة منذ وصول المدرب الألماني.
هذه كانت تصريحات توخيل قبل أسبوعين تقريباً عن وضعية زياش معه التي كان صريحاً في تفسيرها بأن اللاعب لا يتناسب، على الأقل الآن، مع خططه للبلوز، والأرقام تفسر الأمر.
10 مباريات لتشيلسي مع توخيل، بدأ زياش ثلاث منها بالدوري فقط وأخرى بالكأس ضد بارنسلي، وفي البقية اقتصر دوره على اللعب كبديل أو البقاء على الدكة، ولم يساهم في تسجيل أو صناعة أي هدف.
في المجمل حتى الآن لم يقدم زياش الكثير مع تشيلسي، هدفان وأربع تمريرات حاسمة في عهد فرانك لامبارد الذي بدأ بشكل طيب معه المغربي ولكن الإصابات عطلت انطلاقته القوية، مما أعاد فتح الحديث عن مستقبله ومدى ملائمته للكرة الإنجليزية.
عند انتقال لاعب أياكس السابق إلى تشيلسي، تحدث الكثيرون عن السبب وراء خروجه المتأخر بسن السابعة والعشرين من النادي الهولندي عكس البقية التي تغادره بمجرد توهجها، ولكن زياش استمر في التألق بقميص زعيم الكرة الهولندية رغم الحديث عن عروض من مختلف أنحاء أوروبا.
أشار البعض إلى أن البنية الجسدية الضعيفة لزياش وأسلوب لعبه الاستعراضي لا يتناسب مع الدوريات القوية بدنياً مثل الإنجليزي، أو التكتيكية مثل الإيطالي، وهذا هو السبب عدم تحرك كبار القوم لضمه، وأن الأكثر جدية كانت عروضاً من فالنسيا وروما، ولكن تألق زياش في بدايته مع تشيلسي أثبت خطأ تلك النظريات، ولو لحظياً.
الآن لنعد لمقدمتنا السينمائية، ليت زياش يمتلك آلة سفر بالزمن مثل تلك التي اخترعها دكتور براون لماكفلاي، وقتها كان سيفكر ملياً قبل اختيار تشيلسي كخطوة أولى خارج هولندا.
البلوز فريق متقلب بطبيعته، رومان أبراموفيتش مالك مزاجي، أقل تراجع في النتائج ويقرر التغيير، والضحية هذه المرة كان لامبارد الذي آمن بزياش وإمكانياته، والآن خليفته توخيل يبدو على العكس وصانع الألعاب المغربي لا يتماشى مع مخططاته رغم محاولاته لإدراجه.
زياش لن يكون قادراً على اللعب في الماضي كما فعل ماكفلاي، ولكن بإمكانه التحكم بمستقبله بعد حلول نهاية الموسم الجاري إذا وجد أن الطريق أصبح مسدوداً مع توخيل وتشيلسي، والرحيل قد يكون الحل الأنسب لكل الأطراف المعنية.