هل رأيت أحدهم يخطط بشكل عشوائي؟ بالطبع حدث كثيرًا، ولكن ماذا إذا جاء الخيار الصحيح تحت قدميك فكان رد فعلك أن ركلته بعيدًا لتستمر في سيرك الخاطئ؟ هذه هي الكارثة الحقيقية.
في الوقت الحالي يعيش ريال مدريد بلا هداف حقيقي منذ رحيل كريستيانو رونالدو، الهداف التاريخي للنادي رحل منذ موسمين والنادي يلعب وكأنه موجود، دون أي اعتبار لأن الرجل الذي كان يسجل 40 هدفًا في الموسم وهو في أسوأ أحواله لم يعد موجودًا.
منذ رحيل رونالدو سار ريال مدريد في كل الطرق الخاطئة لكي يعوضه، عفوًا، هو لم يحاول من الأساس، لم يبحث عن خيار يشبه رونالدو ولو بأقل من ربع جودته، الجودة لم تكن هي المشكلة، بل عدم إدراك ماذا كان يفعل رونالدو أصلًا.
ماريانو دياز؟ هازارد؟ يوفيتش؟ جميعهم فشلوا حتى الآن في تقديم ما كان منتظرًا أليس كذلك؟ السؤال الآن، ما الذي كان منتظرًا أصلًا؟ أن يتدرب هازارد جيدًا فيزداد طوله 30 سم ويصبح خرافيًا في ألعاب الهواء؟ أم أن يتحول ماريانو إلى رونالدو بمجرد ارتداء القميص رقم 7 كما يحدث في أفلام الكارتون؟
مع كل هذا العبث يصر ريال مدريد زيدان على اللعب بنفس الطريقة، تدوير الكرة في وسط الملعب ثم إرسالها على الأطراف ولعب الكرات العرضية أمام نظرات الاستعجاب من بنزيما وهازارد أو أي من يلعب في المثلث الأمامي، لا أحد يجيد مثل هذه الألعاب، ولكن لا مشكلة، سنلعبها أيضًا!
في حال أدرك ريال مدريد أن الأزمة في غياب من يجيد اللعب برأسه ثم جلب لاعبًا يلعب برأسه وينهي الكرات داخل المنطقة بأقل عدد من اللمسات وفشلت الصفقة ستكون الأمور مفهومة، حاولت السير في الطريق الصحيح وفشلت، ولكن الملكي لم يحاول أصلًا.
قبل ساعات قليلة، تحدثت أنباء واردة من إسبانيا عن عرض إدينسون كافاني، نجم الأوروجواي، خدماته على ريال مدريد في ظل بحثه عن فريق جديد بعد انتهاء عقده مع باريس سان جيرمان.
اللاعب انتهى عقده رفقة بي إس جي في نهاية مايو الماضي، ومنذ ذلك الوقت ارتبط بعدة أندية، أبرزها بنفيكا الذي انهارت المفاوضات معه في الأمتار الأخيرة، وأتلتيكو مدريد الذي تراجع مؤخرًا واتجه نحو لويس سواريز.
ريال مدريد يحاول خطف موهبة برشلونة
من جهتها، ذكرت "ماركا" أن وكيل اللاعب عرض خدمات كافاني على ريال مدريد قبيل لقاء البارحة أمام ريال سوسييداد، والذي انتهى بالتعادل السلبي، وأضاف التقرير أن فكرة ضم المهاجم تحظى بتأييد في أوساط النادي الملكي بسبب خبراته الكبيرة، وأنه سينضم بشكل مجاني في ظل عدم ارتباطه بأي فريق.
ولكن الفكرة تم التراجع عنها سريعًا نظرًا للراتب الذي يطلبه اللاعب، والذي يتراوح في حدود من سبعة إلى عشرة مليون يورو، والذي بسببه انهارت المفاوضات مع بنفيكا.
ريال مدريد لم يتحرك نحو العديد من المهاجمين المميزين داخل المنطقة من أجل استغلال كل هذه العرضيات التي ترسل بلا هدف، لم يكن عليه البحث عن لاعب خارق، ولكن ما المانع أن ينضم ماندجوكيتش؟ كافاني؟ أي لاعب حتى وإن تجاوز الثلاثين ولكنه قادر على منحك ما تريد لموسمين تبحث خلالهما بهدوء عن لاعب المستقبل البعيد؟
ريال مدريد لم يقم بذلك، وحين قام به كافاني وقدم نفسه على طبق من ذهب لريال مدريد رفض النادي الملكي بعد ساعات قليلة من النظر في الأمر، ما حدث بعد تعادل مخيب مع سوسييداد في افتتاحية الموسم الجديد برهن على المشكلة التي يتكاسل النادي الملكي عن حلها.
إذا قررت السير في طريق خاطئ بمحض إرادتك فهي كارثة، ولكن كيف تأتيك الخطوة الصحيحة وترفضها إذا كنت تريد تحقيق أي شيء؟ هذه هي المشكلة التي تخض ريال مدريد في هذه المسألة، ليس فقط أن رونالدو رحل، بل إنهم لم يلاحظوا ذلك، أو لاحظوه ولكنهم لم يدركوا ما كان يقوم به النجم البرتغالي.
زيدان: سعداء بالأداء ولهذا السبب لم أشرك يوفيتش
ريال مدريد سيندم على كافاني؟ ليس كافاني فقط، سيندم في كل مباراة يقوم فيها بصناعة أكثر من 25 فرصة محققة للتسجيل ويصل فيها إلى منطقة جزاء الخصم ثم يقف الجميع في ذهول يرددون: "وماذا بعد"، هذه هي اللحظة التي تتكرر طوال الموسمين الماضيين، وستظل تتكرر في حال تواصل الإصرار على السير في الطريق الخاطئ.


