مرة أخرى ينجو ريال مدريد من هزيمة محققة في الوقت القاتل، بعد تعادله مع بوروسيا مونشنجلادباخ الألماني، بهدفين لكل فريق في الجولة الثانية من دوري أبطال أوروبا.
البداية كانت لصالح الفريق الألماني الذي امتلك الأفضلية بشكل أكبر في معظم فترات المباراة، حيث سجل ثنائية عن طريق الفرنسي ماركوس تورام.
ريال لم يستسلم ونجح في تسجيل هدفه الأول عن طريق كريم بنزيما في وقت متأخر، قبل أن يخطف كاسيميرو التعادل في الدقيقة 92.
وبعد هذه النتيجة، هناك بعض الملاحظات على هذا التعادل المثير..
تشكيل غير موفق
Gettyقرر زين الدين زيدان دخول اللقاء بتشكيل متوازن إلى حد كبير، مع جلوس إيدين هازارد ولوكا مودريتش على دكة البدلاء.
أزمة الظهير الأيمن مازالت مستمرة في ريال بسبب الإصابات، ليقرر زيدان الاعتماد على الجناح لوكاس فاسكيز بهذا المركز.
ولسوء حظ زيدان أن فاسكيز كان بمثابة نقطة الضعف لريال، حيث حاول جلادباخ استغلال عدم إجادته لمهام هذا المركز أكثر من مرة، وبالتحديد في لقطة الهدف الأول التي انطلق فيها ماركوس تورام من الجانب الأيمن.
وجود ماركو أسينسيو على الجانب الأيمن أعطى ريال ميزة كبيرة في هذه الجهة، حيث كان من أبرز اللاعبين خاصة في الشوط الأول.
ضغط بلا نتيجة
Gettyيبدو أن ماركو روز مدرب بوروسيا مونشنجلادباخ شاهد ريال كثيراً الفترة الماضية، وانتبه جيداً للأخطاء المستمرة من دفاع الفريق خاصة فاران.
أصحاب الأرض اعتمدوا على الضغط من بداية الملعب، من أجل إجبار ريال مدريد على الخطأ في أماكن خطيرة وحساسة .
سيد مرواغة الضغوطات .. كيف ينجح زيدان في كل مرة يتعرض فيها للضغط؟
ومع ذلك تعامل ريال مع هذا الضغط بأفضل طريقة ممكنة، بفضل تواجد المخضرم سيرخيو راموس، الذي ساهم في تحسين مستوى زميله فاران عن طريق قدراته التنظيمية في خط الدفاع، ولكن الأطراف تظل نقطة الضعف الأبرز.
ريال كان يجيد الخروج بالكرة دون أي مشاكل أمام ضغط جلادباخ، لكن المشكلة الرئيسية كانت في الجزء الأخير من الملعب وصناعة الفرص الحاسمة حتى مراحل متأخرة من الشوط الثاني.
هدف عكس المسار
Getty Imagesريال قدم نصف ساعة جيدة في بداية المباراة، وكان الطرف الأقرب لهز الشباك، بسبب نشاط أسينسيو وبنزيما في خط الهجوم، ولكن الكلمة الأخيرة كانت لجلادباخ.
تمريرة سحرية تلقاها ماركوس تورام من الناحية اليمنى لدفاع ريال في ظهر فاسكيز، ليتمكن من تسجيل الهدف الأول ببراعة شديدة.
الهدف تسبب في اهتزاز ثقة ريال بصورة كبيرة جداً، بعدما كان الفريق في حالة ثقة بعد الفوز على برشلونة في الكلاسيكو.
جلادباخ واصل اعتماده على المرتدات، واكتفى بغلق المساحات أمام هجوم الفريق الخصم، من أجل الخروج بالثلاث نقاط.
الهدف ساهم في تحويل شكل المباراة لينهار ريال تماماً حتى الدقيقة 70 عندما قرر زيدان إجراء بعض التبديلات، لتعود الأمور مرة أخرى لصالح الفريق الضيف.
هل كان برشلونة بهذا السوء؟
Gettyجلادباخ ظهر وكأنه لم يفعل المستحيل للتقدم على ريال مدريد، الفريق لم يكن بحاجة للكثير من المجهود لإحراج الخصم الذي حضر سعيداً بانتصاره في الكلاسيكو.
الفريق الألماني تعافى من البداية السيئة في أول نصف ساعة، واستغل الهدف الذي سجله بإغلاق المساحات أمام ريال واللعب على نقاط ضعفه.
نقطة الضعف الأوضح كانت الأطراف وخاصة فاسكيز، لذلك استغل المدرب ماركو روز سرعة لاعبيه من أجل التقدم والخروج بالفوز الذي كان قريباً من تحقيقه.
وهو الأمر الذي يجعلنا نعود للكلاسيكو، والنظر إلى مستوى برشلونة، وعدم تمكن الفريق الكتالوني من استغلال نقاط ضعف ريال مثلما دفع جلادباخ.
هجوم ريال كذلك ليس بهذه القوة التي تجعل برشلونة عاجزاً عن مقاومته، وهو ما أثبته جلادباخ أيضاً من خلال هذا التعادل.
ربما الفوز كان النتيجة المثالية لماركو روز ورفاقه، لكنه يستحق الإشادة بعدما أحرج ريال وكان على وشك الفوز لولا الرعونة الدفاعية والفشل في استغلال المرتدات.
تأخر التبديلات
Gettyربما التعادل ليس سيئاً لريال بالنسبة لحالة الفريق، ولكن زيدان يتحمل المسؤولية لعدم خروج فريقه فائزاً، بسبب انهيار ريال بعد الهدف الأول لجلادباخ وتأخر التغييرات.
لماذا استمر فاسكيز على أرض الملعب؟ رغم تركيز الفريق الخصم على استغلاله بكل صورة ممكنة لضعف قدراته الدفاعية.
وكذلك فينيسيوس جونيور الذي انتظر زيدان حتى الدقيقة 70 من أجل خروجه، ليدفع بالبلجيكي إيدين هازارد لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
ريال تغير شكله تماماً بسبب نزول هازارد ومودريتش، وبالتحديد الأخير الذي كان له دوراً كبيراً في تحكم ريال بمسار الأمور في الدقائق الأخيرة.
نجم المباراة
Gettyيستحق ماركوس تورام الكثير من الإشادة على مستواه والثنائية الرائعة التي أحرزها في شباك تيبو كورتوا، ولكن ماذا عن كاسيميرو؟
لاعب الوسط البرازيلي كان الحلقة الأقوى في ريال مدريد، ليس فقط بسبب الهدف الذي سجله، ولكن بأداء الواجبات الدفاعية على أكمل وجه، وإفساد هجمات الفريق الخصم.
الهدف الذي أحرزه كاسيميرو في النهاية، كان بمثابة التتويج المستحق للمستويات المبهرة التي يقدمها اللاعب هذا الموسم، وعدم تأثره بالحالة السيئة للعديد من اللاعبين بالفريق.
والسؤال هنا هل استحق الفريق الإسباني هذا التعادل؟ النتيجة تبدو ظالمة كثيراً لجلادباخ الذي كان الطرف الأفضل، ولكن التهاون في اللحظات الأخيرة جعله يدفع الثمن، بالإضافة للخبرات الهائلة في صفوف ريال من خلال راموس وكاسيميرو ومودريتش.