لم يعد هناك حديث خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية إلا عن البرتغالي كريستيانو رونالدو ورغبته في الرحيل عن صفوف مانشستر يونايتد الإنجليزي.
رونالدو تلقى الرفض تلو الآخر من الأندية التي قيل أنه ارتبط بالانتقال إليها، بداية من بايرن ميونخ الألماني، وباريس سان جيرمان الفرنسي، وأتلتيكو مدريد الإسباني.
عقد رونالدو مع مانشستر يونايتد يمتد حتى صيف 2023، مع خيار التمديد لموسم إضافي، لكن يبدو أن "صاروخ ماديرا" سئم الحياة سريعًا في "أولد ترافورد" الذي رحل عنه في 2009 ليسطر تاريخًا في ريال مدريد.
احترم تاريخك يا رونالدو!
رونالدو بما يفعله حاليًا، يهين نفسه وتاريخه، ويفقد أي ذرة تعاطف من الجمهور، سواء في مانشستر يونايتد أو غيره من الأندية.
على رونالدو احترام تاريخه الطويل مع مانشستر يونايتد، وحقيقة أنه أحد أساطيره، وأن النادي الإنجليزي كان أول من قدمه بشكل كامل إلى الجمهور، وصنع شخصيته الرياضية.
يمكنني أن أتفهم دوافع البرتغالي بأنه يريد المنافسة على الألقاب، وتحديدًا في دوري أبطال أوروبا، وهو ما سيفتقده في يونايتد خلال الموسم المقبل.
ويمكنني أيضًا أن أتفهم أن عمر رونالدو لم يعد فيه الكثير رياضيًا، وأن موعد تعليق حذائه قد أصبح أقرب من أي وقت مضى.
لكن رونالدو عليه أن يحترم نفسه وتاريخه، وألا يتعامل كطفل صغير فقد لعبته المفضلة، فوقف يضرب الأرض بقدميه باحثًا عنها دون جدوى.
البرتغالي لا يجب أن ينسى أن مانشستر يونايتد فتح له ذراعيه مرة أخرى، وأن عودته العاطفية إلى الفريق صيف العام الماضي كانت واحدة من اللحظات الأبرز في مسيرته.
الفريق ككل أخفق العام الماضي، ورونالدو جزء من الفريق، صحيح أنه قادم بدوره على مستوى التسجيل وصناعة الأهداف، لكن الفريق لم يتمكن من الوصول إلى أهدافه في نهاية المطاف.
البرتغالي عليه أن يتحمل الأمر، ويحاول إعادة مانشستر يونايتد مرة أخرى إلى دوري أبطال أوروبا، والمنافسة على الألقاب المحلية.
طريقان لا غير!
رونالدو يعيش أيامًا هي الأهم في مسيرته الرياضية، فالبرتغالي منذ 2018 عندما قرر الرحيل عن ريال مدريد، وهو يحترف القرارات المتخبطة.
بداية من الذهاب إلى يوفنتوس والصدام مع ماسيمليانو أليجري، ثم الرحيل عن "البيانكونيري" والفريق يدخل مرحلة جديدة.
وقرار خاطئ آخر، كالرحيل من مانشستر يونايتد، سيكون قاضيًا على مسيرته بالكامل، وسيؤثر عليه حتى إذا ذهب إلى نادٍ ينافس في دوري أبطال أوروبا.
ربما على رونالدو أن يمنح إريك تين هاج مدرب مانشستر يونايتد فرصة كاملة، وأن يكون الموسم الجديد هو موسم التحديات الحقيقي.
وإذا ما تمكن رونالدو من قيادة مانشستر يونايتد إلى لقب الدوري الأوروبي، أو أحد البطولات المحلية في إنجلترا، فإنه سيضع بذلك حدًا لكل القرارات الخاطئة التي اعتاد عليها في السنوات الأخيرة.
الأمر بسيط للغاية، إما أن يختار رونالدو الرحيل عن مانشستر يونايتد، وحينها عليه أن ينسى أنه كان أسطورة للنادي في يوم من الأيام، أو أن يقاتل كما اعتاد، ويمنح الفريق آخر نقطة عرق من أجل إعادة المجد الضائع إلى "مسرح الأحلام".


