رونالدو وميسي - ومن الهوس ما قتل!

---

    مصعب صلاح      تابعوه على تويتر

---

كريستيانو رونالدو، واحد من أعظم لاعبي كرة القدم عبر التاريخ، الهداف التاريخي لريال مدريد ومنتخب البرتغال وفي دوري أبطال أوروبا، اللاعب الذي حقق الكرة الذهبية 5 مرات والحذاء الذهبي 4 مرات والعديد من الجوائز الفردية فضلّا عن الجماعية.

رونالدو الذي حقق كل شيء وأنجز الكثير من البطولات لا يستطيع أن ينسى لاعبًا واحدًا أفسد كل مجهوداته وأجّل فوزه بالكرة الذهبية لسنوات طويلة. إنّه ليونيل ميسي.

في آخر حوار لرونالدو مع صحيفة "توتو سبورت" الإيطالية، رأى كريستيانو أنّه الأفضل لكونه نجح في إسبانيا وانجلترا وقرر أن يتحدى ذاته مجددًا في إيطاليا ودعا ميسي أن يتحلى بروح التحدي وينضم له في إيطاليا.

الهوس بميسي لم ينته وربما لن ينتهي أبدًا. أتخيل رونالدو بعد الاعتزال جالسًا في وسائل الإعلام يؤكد أنّه كان الأمهر والأفضل والأسرع والأكثر تسجيلًا للأهداف والأكثر موهبة من ليو. لحظة واحدة، لقد قام بكل هذا بالفعل.

---

أنا سيد اللاعبين

---

Getty

كلوب يختار الأفضل - كريستيانو رونالدو أم ميسي؟

كريستيانو رونالدو لم يرى نفسه سوى أفضل لاعب في العالم. في أحد حفلات الكرة الذهبية بينما كان شابًا صغيرًا منضمًا حديثًا لمانشستر يونايتد وسأله الصحفي حول من الأفضل أجاب أنّه يرى نفسه الأفضل ليضحك ريو فيردناند وكأنّها مزحة لكن الشاب الصغير كان يرى نفسه كذلك بالفعل.

جاء 2008 ليصل رونالدو لقمة نضجه ويلقى المكافأة بعد أن حلّ ثالثًا في الكرة الذهبية خلف ميسي وكاكا عام 2007 ليفوز بالحذاء والكرة الذهبية ويرى نفسه قادرًا على التواجد بين الكبار وأن يكون بالفعل الأفضل في العالم.

ثم جاء ميسي. البرغوث سيطر على الكرة الذهبية في 4 سنوات متتالية وخطف دوري أبطال أوروبا من رونالدو مرتين في 2009 بالنهائي ضد مانشستر يونايتد و2011 بعد إقصاء ريال مدريد من نصف النهائي، وصار هو المعجزة التي يتحدث عنها الجميع بينما رونالدو يأتي دائمًا في المركز الثاني.

من ينسى لحظة الحزن في عين رونالدو وهو يرى ميسي يتوج بالكرة الذهبية في 2012؟ ومن يغفل دموعه في العام التالي بعد أن حقق الجائزة أخيرًا عقب سنوات من سيطرة البرغوث عليها؟

---

ميسي أقّل مني

---

Getty

"أنا احترم الجميع ولكن لا أحد أفضل مني على الإطلاق، لا يوجد رياضي يستطيع القيام بما أقوم به، فأنا ألعب جيدًا بكلتا قدماي وأمتلك السرعة والقوة وأسجل أهدافًا بالرأس وأصنع الفرص. البعض يفضل ميسي ولكني أؤكد لكم أنني الأكثر كمالًا بين لاعبي كرة القدم".

الفوز بالكرة الذهبية للمرة الخامسة جعل رونالدو يشعر أخيرًا بأنّه عادل ميسي وصار مماثلًا له في الجوائز الفردية ولم ينسى أن يذكره، المرة الأولى في الحفل بقوله إنّه الآن لا يقل أبدًا عن ليو الذي يمتلك 5 كرات ذهبية والثانية في حوار مع مجلة فرانس فوتبول حينما رأى نفسه الأفضل والأكثر تكاملًا بل والأعلى مهارة أيضًا.

الهوس بميسي لم يتوقف، مهاجم يوفنتوس يقلل من قيمة هداف برشلونة التاريخي لأنّه لم يلعب سوى في فريق واحد، رغم أنّه لن يستطيع قول أي شيء عن السير أليكس فيرجسون الذي لم ينجح سوى مع مانشستر يونايتد، فقط لأن السير يقف إلى جواره بينما ميسي هو المنافس الذي أخذ منه كل شيء.

كرويف يُحذر برشلونة من مصير ريال مدريد "بعد رونالدو"

---

الفتى الذهبي

---

Marca

ميسي لاعب مقل في تصريحاته الصحفية، نادرًا ما يتحدث وحينما يتكلم يشكر زملائه على مساندته ويوجه التحية للجميع ولا يرى نفسه الأفضل في العالم.

رونالدو النقيض تمامًا ولذلك يرى أنّ ميسي أصبح الفتى المدلل المحبوب من العالم، ولذلك حينما سجل هدفًا من خلفية مزدوجة – وهو ما لم يتمكن ليو من تحقيقه – تكلم عن الهدف وكأنّه أمر مكرر، رغم أنّها المرة الوحيدة بعد محاولات لسنوات طويلة.

رونالدو يرغب في أن يكون الأفضل وفوق ميسي، حينما خسر الكرة الذهبية أمام مودريتش أكد أنّ الأرقام تثبت أحقيته، رغم أنّ أرقام البرغوث أفضل منه بمراحل خلال العام الجاري، لكنّ رونالدو لا يرغب في الخسارة.

من الطبيعي أن يستمر كريستيانو في حالة الهوس بميسي لكون الأخير مرجعًا في كرة القدم، ولكونه يمتلك مهارات عجز المجتهد رونالدو عن الوصول إليها. أمر محزن أن تشعر أنك مهما ركضت فإنك تسير في ظل لاعب آخر يتم مقارنته بأساطير اللعبة.

رونالدو يحب صراعات الإعلام ويرى نفسه الأكثر وسامة والأغنى والأمهر والأكثر اجتهادًا ولذلك حينما يجد أحدًا يشكر في ميسي – وهؤلاء كٌثر – ويفضلونه عليه يزداد انتقادًا وتقليلًا من البولجا.

من الطبيعي أن يخسر رونالدو بعد أن رأى أنّه لو امتلك لاعبو ريال مدريد ذات إمكانياته لكانوا الأفضل دائمًا، من الطبيعي أن يخسر وهو يقلل من الملكي بعد أن رحل عنه متجهًا إلى يوفنتوس في وقت لم ينس ليو مساعدة فريق برشلونة له. هوس كريستيانو بالأفضلية والحديث عن ميسي لن يقلل من الأرجنتيني ولا يرفع البرتغالي بل على العكس يدمره.