رحل كريستيانو رونالدو عن ريال مدريد، خبر لم يكن يتوقعه أحد أو يتمناه جمهور النادي الملكي لكنّه حدث وشاهدنا صاروخ ماديرا بألوان سوداء بجانب البيضاء بعد أنّ كان "البلانكوس" هو لونه الوحيد.
ريال مدريد تأثر كثيرًا، معدل الأهداف انخفض بشكل كبير، مرّ بموسم كامل دون أن يحقق أي لقب بل وخسر حظوظه في المنافسة من مارس ليعيش موسمًا سيئًا على الإطلاق.
في الموسم التالي، أو بالأحرى الموسم الحالي، عاد ريال مدريد بشكل أفضل لكن التحسن طفيف، فرغم أزمات برشلونة الكبيرة إلا أنّه فشل في تجاوزه بالنقاط ويتصدر ترتيب الليجا بفارق المواجهات المباشرة.
خرج من ربع نهائي كأس ملك إسبانيا وخسر لقاء ذهاب ثمن النهائي أمام مانشستر سيتي في أرضه ووسط جمهوره.
الهداف هو كريم بنزيما، لكن الخبر السيئ أنّ ثاني الهدافين هو سيرخيو راموس قلب الدفاع، أي أنّه لا إيدين هازارد ولا فينيسيوس جونيور أو جاريث بيل أو رودريجو استطاعوا تقديم المساهمة التهديفية المنتظرة.
رونالدو في يوفنتوس لا يعيش أفضل فتراته التهديفية أيضًا، بل وحتى الخلافات بينه وبين المدرب ماوريتسيو سارّي في تصاعد ولا يشعر بأنّه يلعب بالطريقة التي يفضلها والتي انفجر بها مع المدرب زين الدين زيدان.
من يفتقد الآخر؟ بنزيما في ريال مدريد أو رونالدو في يوفنتوس؟
تحولات بنزيما الأخيرة
Gettyفي آخر سنوات رونالدو مع ريال مدريد، أصبح بنزيما بمثابة المهاجم الثاني واللاعب الذي يتحرك خارج منطقة الجزاء ليفرغ المساحة لكريستيانو.
من الصعب – إن لم يكن من المستحيل – أن تقنع لاعبًا بتغيير طريقته بعد كسر سن الثلاثين، وبالتالي فإن بنزيما الذي لم يعد رأس حربة صريح لم يعد قادرًا على القيام بهذا الدور، ولأن الطبع يغلب التطبع فيجد نفسه أحيانًا يترك المنطقة.
في المباريات الأخيرة بالتحديد ومع وجود إيدين هازارد، كنا نرى بنزيما يتحرك على الأطراف أكثر من العمق حتى أنّ البلجيكي لم يعد قادرًا على التحرك في المساحة التي يحبها.
شاهدنا العديد من الهجمات التي يسيطر فيها ريال مدريد على الكرة والكل يميل نحو الأطراف دون أن نرى مهاجمًا في العمق، لدرجة أنّ أغلب الفرص كانت إما تسديدة من بعيد أو هجمة مرتدة لم يتمركز فيها المنافس بصورة جيدة.
بنزيما قادر على التسجيل بالطبع، لكن في المباريات التي يترك فيها المنافس الكرة للنادي الملكي ويكتفي بالتراجع الدفاعي، نجد الكل على الأطراف ولا يوجد مهاجم صريح.
هل يتعلم زيدان من فشل إنريكي في 2017؟
رونالدو يشعر بالوحدة
Getty Imagesفي يوفنتوس الموقف اختلف، رونالدو يحب اللاعب الذي يفتح له المساحات ويسحب المدافعين لأجل وضعه في موقف جيد للتهديف.
ولكن مع غياب المهاجم الذي يقوم بالدور ذاته، وخاصة أنّ جونزالو هيجواين ترك ريال مدريد من قبل هربًا من القيام بهذا الدور، أصبحت الأمور أكثر صعوبة.
رونالدو لا يستطيع أن يبقى جناحًا على الطرف ويخترق من العمق ليسجل الأهداف، بل أصبح بمثابة رأس حربة بحاجة إلى مهاجم ثانٍ لمساندته.
رونالدو افتقد لخدمات بنزيما وبنزيما يحتاج إلى رونالدو والمحصلة أنّ كل منهما لا يقدم أفضل ما لديه بنسبة 100%.
صفقة رونالدو إلى يوفنتوس لم تعد بفائدة كبيرة حتى الآن على الجميع، ولكن ريال مدريد مع الوقت قادر على تعويض رحيل صاروخ ماديرا بينما السيدة العجوز لا تمتلك الوقت للاستفادة القصوى من الهداف التاريخي لدوري أبطال أوروبا.