دهس قطار باير ليفركوزن السريع تحت قيادة العبقري الإسباني تشابي ألونسو مضيفه روما بدون رحمة، بعدما تغلب عليه (2-0) في عقر داره "الأوليمبيكو"، في ذهاب نصف نهائي الدوري الأوروبي.
ووضع بطل الدوري الألماني، قدمًا في نهائي الدوري الأوروبي بفضل ثنائية فلوريان فيرتز وروبرت أندريش، ليصبح على بعد خطوات من تحقيق ثلاثية تاريخية في موسم إعجازي.
ويخوض ليفركوزن مباراة الإياب في عقر داره، قبل أن يخوض نهائي كأس ألمانيا أمام كايزر سلاوتن، وبهذا الأداء الخيالي يمكنه أن يحصد البطولتين أمام أي منافس مهما كان اسمه.
أما روما، فقد بذل قصارى جهده من أجل التسجيل لكن أسلحته الهجومية الفاسدة منعته من العودة، وهداياه الدفاعية التي لا يرفضها الألمان حسمت الأمور وقلصت الفرص كثيرًا في بلوغ النهائي للعام الثاني على التوالي.
من يستطيع تحطيم سلسلة ليفركوزن؟
لا شك أن تشابي ألونسو صنع نسخة لا تقهر من العملاق الألماني باير ليفركوزن، حيث أنه بفوزه اليوم في عقر دار الذئاب وصل إلى انتصاره الـ39 هذا الموسم، بينما الرقم الأهم هو عدم الخسارة في 47 مباراة على التوالي!
كما أن عملاق ألمانيا لديه فرصة تاريخية، إذا تجنب الخسارة في المباريات الثلاث المتبقية له في الدوري الألماني الذي حققه بشكل رسمي، ليفوز باللقب الذهبي (بدون أي هزيمة).
نعم روما لم يكن في يومه وأهدر الكثير من الفرص، لكن ليفركوزن قدم درسًا في فنون كرة القدم، سواء في الضغط العالي والاعتماد على المهاجم الوهمي لإرباك دفاعات أصحاب الأرض، أو في التحكم بإيقاع اللعب والتحول الهجومي السريع والإنهاء المثالي للهجمات.
ولا يمكن أيضًا أن ننكر كيف أن تشابي ألونسو محظوظ بامتلاك لاعبين مميزين أمثال أمين عدلي، فلوريان فيرتز والمزعج جيريمي فريمبونج، بخلاف روبرت أندريش الذي سجل هدفًا سيخلد في تاريخ البطولات الأوروبية.
هذا جزاء خيانة مورينيو
عاد تشابي ألونسو إلى ملعب روما من أجل الانتقام، لكنه لم يجد أمامه أستاذه البرتغالي جوزيه مورينيو بل دانييلي دي روسي، فكان التفوق عليه أمرًا سهلًا على المدرب الإسباني الأعلى طلبًا في أوروبا الآن.
روما تحت قيادة مورينيو في العام الماضي استطاع أن يقلم أظافر باير ليفركوزن وفاز عليه بهدف دون رد في نصف نهائي نفس المسابقة، قبل أن يفرض عليه حصارًا في قلب ألمانيا ويخرج بتعادل سلبي أمن له التأهل للنهائي.
واليوم عرفت جماهير روما أنها خسرت اسمًا كبيرًا ومدربًا صاحب حلول مختلفة، صحيح أن دي روسي يقود الفريق بشكل جيد هذا الموسم، لكن على المستوى الأوروبي كان مورينيو الأجدر بالاستمرار.
أسلحة روما فاسدة
لا يجوز الحديث عن تفوق باير ليفركوزن على المستوى الفردي، إلا مع ذكر المستوى المخزي لمهاجمي روما، سواء روميلو لوكاكو الذي أهدر 3 فرص محققة للتسجيل، بينما كان تامي أبراهام الأكثر استفزازًا لجماهير الذئاب.
أبراهام يستحق جائزة أسوأ تبديل في أوروبا هذا الموسم، بعدما أضاع فرصة أغرب من الخيال، حتى أن أفضل مدافعي ليفركوزن لم يكن ليخرج الكرة من الشباك الخالية بمثل هذه الطريقة.
ولم تكن أسلحة ذئاب العاصمة فاسدة فقط هجوميًا، بل زاد الطين بلة بأخطاء دفاعية ساذجة مثل تمريرة الهولندي ريك كارسدورب، التي أهداها لهجوم ليفركوزن والذي قبل الهدية وسجل هدف التقدم بأقدام القناص فلوريان فيرتز.