شارك أخيرًا سعود عبد الحميد مع فريقه روما في مباريات الدوري الإيطالي بعد غياب منذ منتصف ديسمبر الماضي حين كان حاضرًا في مواجهة كومو، وقد لعب أساسيًا مستفيدًا من قرار المدرب كلاوديو رانييري الدفع بالبدلاء استعدادًا لمواجهة أتلتيك بلباو في الدوري الأوروبي الخميس القادم.
وغادر اللاعب السعودي الملعب عند الدقيقة 64 بعدما قدم أداءً جيدًا جدًا خاصة بالمقارنة لغيابه الطويل عن الملاعب وهو ما ترك عليه آثارًا بدنية وفنية وذهنية بالتأكيد.
رانييري اختار عبد الحميد ليشغل مركز جناح الوسط الأيمن، وهذا باعتقادي يُظهر ثقة المدرب المخضرم في قدرات اللاعب الدفاعية، لأنه اختاره ليُوقف واحدًا من أخطر لاعبي إمبولي هذا الموسم وهو جوسيبي بيتزيلا، وقد فضله على الوافد الجديد ديفيد رانش والجناح الهجومي ستيفان الشعراوي.
لاعب الهلال السابق كان عند حسن ظن مدربه واستطاع احتواء خصمه وتقديم أداء دفاعي قوي بالفعل على الرواق الأيمن، وأرقامه تؤكد هذا، إذ قام بتدخل دفاعي واحد كان ناجحًا، وقطع التمريرة مرة واحدة، وحصل على خطأ ولم يرتكب سوى خطأ واحد.
هجوميًا، واضح جدًا أن سعود لم يُكلف بأي أدوار هجومية في الشوط الأول من رانييري، حيث التزم بالواجب الدفاعي بشكل أكبر وكانت انطلاقاته للأمام محدودة ومحسوبة تمامًا، ظهر في عدد من اللقطات القليلة وقد أدى بها جيدًا لكن كانت بعيدة عن الخطورة.
اختلف الوضع في الدقائق القليلة التي لعبها سعود في الشوط الثاني، حيث بدأ يتقدم أكثر للهجوم، ربما بتعليمات من رانييري ولكن أيضًا لزيادة ثقته بنفسه وعدم خوفه من الخطأ، وقد أدى جيدًا وقدم تمريرة عرضية ممتازة كادت أن تتحول إلى حاسمة لولا تسديد زميله الكرة برأسه لخارج المرمى.
لاعب الأخضر امتلك دقة تمريرات جيدة جدًا في المباراة، حيث لم يُخطئ سوى في 4 تمريرات من الـ32 التي قام بها في اللقاء، وقد صنع فرصة واحدة، وقد لعب 6 تمريرات عرضية، ولعب 11 تمريرة للثلث الأخير من الملعب بنسبة نجاح 72%.
سعود نجح بمراوغة واحدة من 3 محاولات، وقد فاز بـ3 مواجهات فردية من إجمالي 5، وقد لمس الكرة في منطقة جزاء الخصم 4 مرات.
أداء اللاعب بشكل عام يُشجع كثيرًا رانييري لمنحه المزيد من الفرص، أو هكذا المفترض من وجهة النظر الفنية، خاصة أن بدلاءه لا يُقدمون الأفضل كثيرًا، لكن بالطبع تبقى مشكلة واحدة ظهرت اليوم في أداء سعود وهي الجانب البدني، إذ أظهر اللاعب تراجعًا في حالته البدنية بشكل كبير عما كان عليه في المباريات السابقة وهذا بالطبع متوقع لعدم لعبه كثيرًا مع الفريق.
سعود عليه أن يُحسن من حالته البدنية وأن يستغل مثل تلك الفرص النادرة ليُقنع روما بالحفاظ عليه الموسم القادم لكن بوضع مختلف تمامًا عما هو عليه هذا الموسم، أو يُشجع الأندية الأخرى على ضمه بالإعارة أو الشراء الصيف القادم.