روبرتو مانشيني.. الرجل الأنيق الذي أعاد إيطاليا إلى الجنة

أعاد روبرتو مانشيني لإيطاليا بعض من بريقها الذي فقدته بعدما كانت منتخبًا ضعيفًا لم يتمكن من التأهل إلى مونديال 2018.

لا يلفت نجم واحد فقط الأنظار في منتخب إيطاليا، فالفريق يلعب بروح وشكل جماعي لكن نجمها ربما يقف على الخطوط أنيقًا برابطة عنق تحمل ألوان علم بلاده وسترة مصممة من بيت أزياء جورجيو أرماني خصيصًا لإيطاليا؛ الرجل الأنيق الذي أعاد لإيطاليا جزء من بريقها بعد خفوت، المدرب روبرتو مانشيني.

إيطاليا تخطت إسبانيا إلى نهائي يورو 2020 بركلات الترجيح 4-2 بعد تعادلهما 1-1؛ تخطي كان ثأريًا لكن الأهم من ذلك أنه أتى بثقة من عشاق الآتزوري الذين تغير حالهم منذ قدوم روبرتو مانشيني على رأس الإدارة الفنية لإيطاليا.

ما يتحقق الآن سُبق بأزمة كبيرة للكرة الإيطالية وهويتها.

ركام ودمار ما قبل التألق

ما قبل الأرقام القياسية كانت مأساة كبيرة لإيطاليا سهلت تولي روبرتو مانشيني تدريب إيطاليا خلفًا لجيانبيرو فينتورا الذي أنهى مشواره مع إيطاليا بأسوأ صورة ممكنة.

إيطاليا بدت ضعيفة جدًا وفشلت في التأهل في ملحق الصعود إلى نهائيات كأس العالم في روسيا 2018 بعدما تخطتها السويد لتغيب إيطاليا عن كأس العالم لثالث مرة في تاريخ البطولة وأول مرة منذ ما يقرب من 60 سنة.

مانشيني ترك تدريب زينيت سان بطرسبرج الروسي ليتولى تدريب بلاده التي اعتزل اللعب لها دوليًا في 1994 رافضًا لعب مونديال الولايات المتحدة لعدم اعتماد المدرب آريجو ساكي عليه.

مانشيني توج بـ 13 لقبًا مع إنتر الإيطالي ومانشستر سيتي الذي منحه أول لقب دوري إنجليزي في تاريخه وزينيت سان بطرسبرج.

أرقام قياسية مع مانشيني

بداية مانشيني مع إيطاليا لم تكن مثالية فبعد الفوز على السعودية وديًا 2-1، خسر من فرنسا وتعادل مع هولندا وبولندا وأوكرانيا قبل الخسارة من البرتغال في سبتمبر 2018 في دوري الأمم الأوروبية وهي الخسارة الأخيرة لإيطاليا والرسمية الوحيدة حتى الآن.

بعد تخطي بلجيكا في ربع نهائي يورو 2020، حقق منتخب إيطاليا رقمًا قياسيًا بالفوز في 15 مباراة متتالية في بطولة الأمم الأوروبية بما فيها مباريات التصفيات، بداية من الفترة 23 مارس 2019 لتتفوق على ألمانيا التي حققت 14 فوزًا متتاليًا بين سبتمبر 2010 وحتى يونيو 2012.

بعد تأهل أمس أكملت إيطاليا 33 مباراة دون خسارة ليتبقى لها مباراتين فقط على معادلة الرقم القياسي الذي بحوزة إسبانيا والبرازيل.

(C)Getty Images

وعد بآتزوري مختلف

وعد مانشيني عقب توليه مهمة تدريب بلاده بإعادة مجد إيطاليا: "عدم التأهل إلى كأس العالم صعب بالنسبة لنا. أشعر بإمكاني فعل شيء ما للمنتخب وهذا وقتي المناسب. أود بناء فريق لسنوات يعيد إيطاليا إلى مجدها".

روبرتو الذي يتقاضى 2.3 مليون يورو مع منتخب إيطاليا سنويًا تخلى عن 13 مليون يورو كان سيتقاضاها في موسمين مع زينيت لتحقيق حلمه مع إيطاليا.

خلطة مانشيني السحرية

منذ قدوم مانشيني والبعض يرى تغييرًا في طريقة لعب إيطاليا التي اشتهرت لسنوات بالدفاع. الفريق بات أكثر جماعية عن ذي قبل.

خلطة روبرتو السحرية ربما هي المزيج بين الشباب والخبرة؛ دوناروما وفيدريكو كييزا يعززهما خبرة جورجيو كيليني وليوناردو بونوتشي.

يرى مدرب إيطاليا أن عناصره الشابة تتعلم سريعًا وتتطور وهو ما يفيد فريقه كثيرًا.

يقول مارشيلو ليبي المدرب الإيطالي المخضرم والذي قاد بلاده إلى الفوز بكأس العالم في 2006 إن "أفضل اللاعبين لا يخلقون دائمًا أفضل فريق".

كلام قد يبدو مطابقًا لحالة إيطاليا مقارنة بالعناصر المميزة في منتخب فرنسا وبلجيكا اللذين غادرا البطولة مبكرًا عما كان يتوقع لهما.

إيطاليا واثقة الخطى نحو النهائي

تخطت إيطاليا منتخب إسبانيا، أمس الثلاثاء، إلى نهائي يورو 2020 بركلات الترجيح 4-2 بعد تعادلهما بهدف لكل منهما في الوقتين الأصلي والإضافي.

تأهل إيطاليا إلى نهائي البطولة هو الأول منذ خسارتها لنهائي 2016 برباعية على يد إسبانيا.

وصول إيطاليا إلى النهائي هو الرابع لها في البطولة الأوروبية التي توجت بلقبها مرة واحدة في 1968 وحلت وصيفة للبطل مرتين في 2000 و2012.

ماذا قال كونتي عن مانشيني؟

مدرب إيطاليا الأسبق أنتونيو كونتي أثنى على منتخب بلاده تحت قيادة روبرتو مانشيني قائلًا: "سلسلة اللاهزيمة لم تحدث صدفة".

وواصل كونتي الذي رحل عن تدريب إيطاليا بعد يورو 2016 "مقارنة بإيطاليا تحت قيادتي في 2016 فالفريقان متشابهان: الأمر الأكثر تشابهًا أننا نتحدث عن فريقين لديهما هوية وتوازن".

وتابع كونتي "بإمكانك اللعب 3-5-2 أو 4-3-3 كما يلعب مانشيني، الأمر يعتمد على شخصية وجودة اللاعبين، لكن الأهم هو الأساس، العامل الوراثي للفريق".

تنتظر إيطاليا الفائز من مواجهة اليوم بين إنجلترا والدنمارك لمواجهته في النهائي على ملعب ويمبلي؛ ربما تفوز إيطاليا باللقب لتكون المرة الثانية التي ترفع فيها الكأس بعد بطولة 1968 وربما لن تفوز فكرة القدم ليست مضمونة لأحد؛ لكن المؤكد أن مانشيني أعاد هيبة منتخب بلاده المتوج بكأس العالم 4 مرات وأعادها كما يحلو لعشاقها تسميتها "جنة كرة القدم" وجعلها خصمًا غير مفضل مواجهته على الإطلاق.