Salah prayerGetty Images

رمضان كروي مختلف في 2023 .. تسامح إنجليزي وتعنت فرنسي وخلسة إيطالية

طقوس شهر رمضان دائمًا مختلفة سواء داخل البيوت أو في أماكن العمل، الأولوية دائمًا تكون للشهر الفضيل حسب مواعيد الفجر والمغرب؛ كرة القدم ليست بمنأى عن ذلك فأينما وجد اللاعبون المسلمون توجهت الأنظار إليهم ولطقوسهم وكيف سيوازنون بين اللعب والصيام.

هذا العام تباين وضع اللاعبين المسلمين في أوروبا خاصة في إنجلترا وفرنسا؛ فشتان الفارق بين لاعب هنا وهناك.

إفطار جماعي واحترام للعقائد

قبيل بداية شهر رمضان أعلن نادي تشيلسي الإنجليزي إقامة مأدبة إفطار جماعي لأول مرة في ملعبه ستامفورد بريدج للجالية المسلمة في المملكة.

خطوة نالت استحسانًا من مسلمي لندن ومن خارجها، لكن النادي اللندني ليس أول نادٍ إنجليزي يقدم على خطوة مماثلة.

يقيم نادي كوينز بارك رينجرز إفطارًا جماعيًا هذه السنة كما فعل قبل عام بمشاركة عدد من لاعبيه وموظفي النادي على ملعب الفريق بالتعاون مع مؤسسة "الخيمة الرمضانية" وهي نفس المؤسسة التي تشارك تشيلسي إفطار هذه السنة.

على الجانب الآخر أقدم الاتحاد الإنجليزي على خطوة مهمة بإيقاف المباريات ليكسر اللاعبون الصائمون صيامهم بشكل قانوني وليس خلسة.

يستفسر الحكام قبل المباراة عن اللاعبين الصائمين ويخبرون كل فريق إن أردوا الإفطار والوقت الذي سيحدث فية ذلك.

الخطوة الإنجليزية كانت ربما للاعتراف بما يحدث على أرض الواقع؛ فاللاعبين في بعض الأوقات كانوا يدعون الإصابة ليتمكن زملاؤهم الصائمون من الإفطار.

بعض الأندية كانت تتفق فيما بينها على أفعال مماثلة كما حدث في مباراة ليستر سيتي وكريستال بالاس قبل عامين حينما اتفق الناديان مع حكم المباراة قبيل انطلاقها على إيقاف المباراة ليُفطر ويسلي فوفانا وشيخو كوياتيه.

الفرنسي ويسلي فوفانا لاعب ليستر وقتها عبر عن تقديره العميق، معتبرًا ما حدث يجعل كرة القدم رائعة.

تقدير فوفانا ربما في محله فلو كان يلعب بالبلد الذي ولد فيه لما حصل على حقه بالإفطار أثناء المباريات.

لا مكان للصائمين في ملاعب فرنسا

على خلاف إنجلترا؛ أصدر الاتحاد الفرنسي بيانًا رسميًا يطالب فيه الحكام بعدم إيقاف المباريات ليكسر اللاعبون صيامهم لأن ذلك يرونه تمييزًا على أساس الدين لا يتوافق مع قيم الجمهورية الفرنسية!

استمر الجدل في فرنسا باستبعاد مدرب نانت أنطوان كومباريه للاعبه الجزائري جوان هاجام من قائمة الفريق لمباراة ريمس بسبب إصرار اللاعب على الصوم خلال أيام المباريات؛ وهو ما يمنعه المدرب الذي دافع عن قراره بأنه يحترم قناعات لاعبه الدينية، لكنه أصر في الوقت ذاته على أهمية احترام القواعد التي يضعها، وهو ما سيجعل المدافع الجزائري الشاب خارج قائمة فريقه طوال رمضان إن أصر على الصيام أيام المباريات.

كسر الصيام خلال المباريات بطبيعة الحال لا يكون إفطارًا كما نعهده بالمنازل، بل مجرد تمرة أو كوب ماء أو ثمرة موز؛ وهو ما أثار الحفظية ضد قرار الاتحاد الفرنسي الذي هاجمه جمهور باريس سان جيرمان بلافتة كبيرة خلال مباراتهم مع ليون كتبوا عليها "تمرة وكوب ماء كابوس الاتحاد الفرنسي".

خلسة في إيطاليا

الوضع في إيطاليا ليس مختلفًا؛ فاللاعبون هناك يدعون الإصابة ليتمكن زملاؤهم من الإفطار وهو ما حدث خلال فوز فيورنتينا على إنتر في الدوري بداية الأسبوع.

في الوقت الضائع من المباراة أدعى لوكا رانييري الإصابة كي يتمكن زميله المغربي سفيان أمرابط من كسر صيامه.

التعامل مع صيام اللاعبين في أوروبا مختلف باختلاف ثقافة وعادات وتقاليد كل بلد؛ ربما في إنجلترا الوضع أكثر تساهلًا وتسامحًا لأن البلد يقدم نفسه على أنه يرحب بكل الطوائف والأقليات ويحترمها؛ فبداية السنة كان يُحتفى ببوبيندر جيل الحكم المساعد الذي أصبح أول من يظهر في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم "بريمييرليج" ممن يدينون بالسيخية وهي ديانة منتشرة في الهند.

قد ينصاع لاعبون لقرارات أنديتهم بإجبارهم على الإفطار، وقد يتمرد آخرون ويرفضون ذلك؛ كلها قرارات شخصية في النهاية ستخضع للتأويلات أيًا كانت وستجد فئة مؤيدة وأخرى معارضة.

إعلان

ENJOYED THIS STORY?

Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

0