لم يكن أكثر المتشائمين من موسم الاتحاد الجاري يتوقع أن يكون بذلك الظلام الكالح! المركز الخامس في دوري روشن وخروج مهين من كأس العالم للأندية وخسائر متتالية أمام الهلال في كأس السوبر والملك، وفقدان فرصة التأهل إلى دوري أبطال آسيا القادم والخسارة في الجولة الختامية 4-2 أمام النصر.
العميد دخل الموسم حاملًا للقب وخرج منه بصفر كبير .. وضع مأساوي بالفعل وظلام كالح يُحيط بالنادي، ولكن! ورغم تلك السوداوية إلا أن هناك أشعة نور لمعت هذا الموسم تُعطي الأمل في موسم تاريخي خلال 2024-2025.
أشعة النور تلك أبرزها اجتماع الاتحاديين على شخصية لؤي ناظر ودعم الجميع له ليقود ثورة التصحيح الإداري والمالي والفني في الفريق، فقد شهدنا موقفًا شجاعًا وعظيمًا من أنمار الحائلي بإعلان دعمه للمرشح على منصب الرئيس، وهنا لا يُمكن أن نتجاهل أبدًا ما قدمه الرئيس الحالي وكيف ساهم في انتشال العميد من القاع ووصل به إلى القمة.
أحد أبرز نقاط ضعف الاتحاد هذا الموسم كان الجهاز الطبي، فقد فشل في علاج الكثير من حالات الإصابة مما حرم الفريق من نجومه لفترات طويلة، وسيكون من الإجحاد نكران دور الإصابات في فشل موسم الاتحاد ... لهذا تغيير الجهاز الطبي، والذي سيحدث دون شك، شعاع آخر من أشعة الضوء، لأن الفريق باكتمال عناصره خاصة المحلية يستطيع تقديم أداء ونتائج قوية بالفعل.
كذلك لن نتجاهل أبدًا الجريمة التي ارتكبت في حق الفريق واللاعبين قبل الموسم .. الإعداد المخجل الذي فرضه المدرب السابق، نونو سانتو، على الفريق والذي ترك أثره طوال الموسم من إصابات عضلية وتراجع بدني وقلة انسجام. الإدارة وعت الدرس جيدًا ولن تسمح بتكرار ذلك أبدًا، بل الأكيد أن برنامج الإعداد للموسم الجديد سيكون مختلفًا وجادًا وقويًا جدًا، أستطيع التنبؤ من الآن أنه سيكون الأقوى بين الأندية جميعًا.
اختيار الأجانب هذا الموسم كان أيضًا عاملًا مؤثرًا في الفشل، والتخلص من تلك الشوائب سيُنعش الفريق كثيرًا، والتعاقد مع أسماء جديدة في ظل الدعم المتوقع سيكون مفيدًا جدًا. تجربة الهلال ستكون جديرة بالاتباع في ذلك الملف بالذات، فالعميد بحاجة لأسماء لديها القدرة والرغبة على العطاء وليست قادمة للاسترخاء والحصول على مكافأة نهاية الخدمة!
نلحظ حاليًا حراك جيد جدًا في هذا الملف، ونتوقع أن يكون الدعم المالي المقدم للاتحاد جيدًا جدًا مقارنة بالصيف الماضي، وباعتقاد الجميع أنه سيتفوق على ناديي العاصمة، مما سيمنح الإدارة فرصة ضم 5-6 أجانب جدد سيُضيفون كثيرًا للفريق.
شعاع النور الأهم والأقوى للاتحاد هذا الموسم والذي يجعلنا نتوقع موسم تاريخي في 2024-2025 حال اجتمعت بقية العوامل الأخرى هو المجموعة الجميلة من اللاعبين الشباب الذي انتدبهم الفريق هذا الموسم، مثل أحمد الغامدي وحامد الغامدي وفيصل الغامدي وسعد آل موسى وفواز الصقور، ونجومه مثل مروان الصحفي وفرحة الشمري وغيرهم.
الملفت أن هؤلاء اللاعبين كانوا شبابًا حين بدأوا مسيرتهم مع العميد هذا الموسم، لكنهم تحولوا إلى رجال ونجوم كبار في نهايته، وقد اكتسبوا هذا الموسم خبرة كبيرة جدًا وتم صقلهم بشكل ممتاز من خلال المطبات القاسية التي تعرض لها الفريق والمحطات الصعبة التي مر بها ... كل خسارة وكل إحراج وكل صعوبة مر بها أي لاعب ساهمت في بناء شخصيته وعقليته وأضافت الكثير لرصيد خبرته، وقد أصبح هؤلاء الآن جاهزين لقيادة العميد الموسم القادم.
الهلال تفوق هذا الموسم في الملعب بفضل أجانبه المميزين وعناصره المحلية التي سدت وقت الحاجة، والاتحاد يمتلك الآن نصف تلك المعادلة ويتبقى له النصف الآخر وهو الأجانب الـ8 والذين يُتوقع أن يكونوا عند حسن الظن بعد درس هذا الموسم القاسي.
الاتحاد باختيار 8 أجانب مميزين، وبكتيبة النجوم السعوديين الشباب، وببعض الصفقات المحلية المدروسة، ومع جهاز فني قوي قادر على الاستفادة من كل هؤلاء، وباستقرار إداري وعقلانية في الإدارة، وبدعم قوي من الجمهور المحب، سيكون قد امتلك "الخلطة" السحرية اللازمة لصناعة موسم تاريخي.