Lionel Messi Barcelona Real Valladolid La Liga 16022019David Ramos

رحيل ميسي | هل يواجه برشلونة مصير ميلان ومانشستر يونايتد؟

"برشلونة لا يساوي شيء دون ميسي".. "انتظروا العودة للمنافسة على لقب مؤهل للأبطال بعد اعتزال ميسي".. "برشلونة سيتحول إلى نسخة من ميلان أو إنتر أو مانشستر يونايتد حينما يرحل البرغوث".

الموضوع يُستكمل بالأسفل

عناوين كثيرة تظهر على السطح في كل يوم يقترب فيه هداف برشلونة التاريخي من الاعتزال أو مع إمكانية رحيله بنهاية الموسم، وكلها تصب في اتجاه واحد يفيد بتصدع جدران "كامب نو" مع رحيل أعظم لاعبي الفريق على الإطلاق.

الحالة التي يعيشها الجمهور دائمًا تتسم بالهلع، فلا أحد يتعامل بهدوء مع الوقائع ويُنظّر ويحلل إلا من رحم ربي والأغلب يتجه إلى أقصى درجات التطرف ليعبر عن رأيه في صورة صارت مكررة حتى باتت كريهة.

هل ينهار برشلونة حقًا حينما يعتزل ميسي؟ هل سنرى فريقًا يعاني كما حدث في مطلع القرن الواحد وعشرين أم يستمر الفريق في سيره دون توقف؟

المؤشرات التي نراها حاليًا تؤكد أنّ برشلونة لن ينهار، ربما يتأثر ويتغير على مستوى شكل الفريق في الملعب، ربما لن نجد السحر الذي ينثره البرغوث مرة أخرى ولكن وصف النهاية ليس دقيقًا على الإطلاق.

لن أقول إن السبب أنّ برشلونة حقق بطولات قبل ميسي ويمتلك تاريخًا حافلًا حتى قبل ميلاد البرغوث ولكن لأن الأوضاع تغيرت بصورة كبيرة وشكل كرة القدم في عصر الرأسمالية اختلف. دعونا نوضح.

الأموال تحكم

Ousmane Dembele Philippe Coutinho Real Sociedad Barcelona LaLiga 15092018Getty

هل سألت نفسك لماذا سقط ميلان وإنتر وبالأخص الروسونيري صاحب الـ 7 ألقاب في دوري أبطال أوروبا؟ السؤال الذي يسبق ذلك كيف صنع ميلان أصلًا إنجازاته في تسعينيات القرن الماضي؟

الإجابة هي الأموال، نعم الاستثمار الرياضي الناجح صنع لميلان جيلًا ذهبيًا، وغياب الأموال والحالة الاقتصادية المتردية في 2012 هي ما جعلت أكثر فريق إيطاليا تحقيقًا للتشامبيونزليج لا يجد لنفسه مكانًا حتى في الدوري الأوروبي.

الحالة الاقتصادية التي ضربت إيطاليا أثرت سلبيًا على أغلب الفرق إن لم يكن جميعها باستثناء يوفنتوس الذي اتبع سياسة ناجحة في التعامل مع الأمر حتى صار الآن أحد القوى الاقتصادية في أوروبا.

فتش دائمًا عن رأس المال، حينما يعاني أي فريق من تراجع في النواحي الاقتصادية -وخاصة في الوقت الراهن – فمن الصعب إعادة البناء مهما كان التاريخ ومهما بلغت العراقة.

ومع تحسن الوضع المالي للفريق وقدرته على التمديد للاعبين وجلب مواهب شابة مع استعادة أسطورة مثل إبراهيموفيتش تحسن الوضع الرياضي كثيرًا وشاهدنا الفريق يتصدر الدوري الإيطالي.

برشلونة حاليًا يعيش وضعًا اقتصاديًا صعبًا لكنّه لم يصل إلى الحالة التي عاشها ميلان في السابق، فالفريق ليس مملوكًا ولن ينتقل بين مالك أسيوي وأمريكي، لكنّه تحت إدارة جماهير النادي وبالتالي احتمالات التغيير لا تزال قائمة.

الأمر الثاني أنّ في إسبانيا هناك فجوة بين برشلونة وريال مدريد وباقي فرق الليجا، فباستثناء أتلتيكو مدريد الذي يحاول خلق لنفسه مكانًا في عالم الأندية الغنية، تجد أنّ إشبيلية وفالنسيا وفياريال والبقية يعتمدون على صفقات منخفضة التكاليف وأحيانًا يتجهون لضم صفقات على سبيل الإعارة لأن الحالة الاقتصادية أقل بمراحل من البقية.

لا يوجد أموال كما في الماضي لتستطيع هذه الفرق هز عرش برشلونة وريال مدريد، والدليل أنّ حتى النادي الملكي في الموسم الماضي والجاري بعد بداية ولا أسوأ حقق اللقب مرة ولم يبتعد أبدًا عن المراكز المؤهلة لأوروبا.

 

الإدارة تتغير

Josep Maria Bartomeu FC Barcelona 06092016Getty Images

بعد رحيل السير أليكس فيرجسون عن تدريب مانشستر يونايتد كان هو المتحكم في كل شيء بما في ذلك سوق الانتقالات واكتشاف اللاعبين وغيرها من الأمور ولذلك عانى الفريق كثيرًا بعد اعتزاله، لأنّه لم يكن فقط مدرب.

رغم أنّ الشياطين الحمر لا يعاني من أي تراجع اقتصادي – العكس صحيح – لأنّ الفريق لا يزال يعاني ولم يعد ذلك النادي الذي يسيطر على الألقاب المحلية كما هو الحال مع السير.

السبب أن إدارة مانشستر يونايتد لا تفكر سوى في الجوانب الاقتصادية فقط، فلا مانع لديهم من خروج الفريق كل موسم من ثمن أو ربع نهائي دوري أبطال أوروبا وتحقيق مركز بين الأربعة الكبار في الدوري أو أي لا شيء لا يؤثر على الوضع الاقتصادي.

الأزمة الكبيرة في فتح أبواب شراء الأندية في البريميرليج أنّ المالك لا يفكر سوى في كسب أكثر أموال ممكنة من استثماره ولا يفكر بعقلية الجمهور التي تبحث عن الألقاب ولا شيء آخر، ولنا في ستان كرونكي مع أرسنال خير مثال.

برشلونة مختلف، فبعد استقالة بارتوميو هناك انتخابات في يناير المقبل وسوف تأتي إدارة جديدة بأفكار اقتصادية وأهداف رياضية مختلفة.

ففي مطلع القرن الحالي عانى النادي من تخبطات كبيرة وجاءت إدراة جوان لابورتا في 2003 لتعيد بناء المشروع الرياضي على طريقة يوهان كرويف وتصنع فريقًا سيطر على الأخضر واليابس بعد ذلك لسنوات.

وختامًا

Lionel Messi Bartomeu contract

لو نظرت إلى تشكيل برشلونة الحالي والأسماء الموجودة في الفريق دون ميسي وبعد التعاقد مع لاعبين شباب والاعتماد على الأكاديمية تجد أنّ الفريق يمتلك قوامًا جيدًا وبحاجة لتعديل طفيف في بعض المراكز.

بالطبع التعاقد مع مهاجم رقم 9 صريح وجلب جناح أيمن وقلب دفاع قوي هي صفقات ضرورية ليصبح الفريق أكثر توازنًا.

هناك العديد من مواهب اللاماسيا القادرة على التعويض، أي أنّ الفريق إجمالًا دون ميسي قادر على الفوز وحصد الألقاب أيضًا حتى وإن تغيرت الخطة نوعا ما أو قلّ الاعتماد على اللاعب المبتكر مثل البرغوث.

باختصار، قد يتغير شكل برشلونة برحيل أو اعتزال ميسي ولكن انهياره أمر غير محتمل فهناك جميع الأدوات الممكنة لبناء فريق جديد يستمر في المنافسة لسنوات وسنوات حتى لو احتاج الأمر لوقت لتصحيح الأوضاع.

إعلان