أوقف فيروس كورونا النشاط الرياضي في أوروبا، شلل تام لم تعرفه اللعبة حتى أثناء الحرب العالمية والحرب الأهلية في إسبانيا، والأسوأ هو أن لا أحد يعرف متى تعود كرة القدم إلى وضعها الطبيعي.
أزمة كورونا ربما أتعست الجماهير التي لم تعتد مرور كل هذا الوقت وفي فترة حاسمة من الموسم دون كرة قدم ولكنّها كانت مفيدة لبعض العاملين في المجال وبالأخص من القطبين، برشلونة وريال مدريد.
دوري الحرب وبطولة الشمال والجنوب - كورونا أكبر شبح في تاريخ كرة القدم
رئيس كان مهدد بالرحيل وإجباره على الاستقالة، ومدرب كان على وشك خسارة كل شيء في الموسم والخروج دون ألقاب مما قد يهدد استمراره في النادي.
كيف استفاد رئيس برشلونة، جوسيب ماريا بارتوميو، ومدرب ريال مدريد، زين الدين زيدان، من توقف البطولات بسبب كورونا؟
بارتوميو
GettyImageقبل أيام من الكلاسيكو وفي أواخر شهر فبراير الماضي، ذكرت تقارير صحفية إسبانية أنّ أعضاء من مجلس إدارة برشلونة طلبوا من بارتوميو تقديم استقالته والإسراع في عملية الانتخابات لتكون في 2020 بدلًا من 2021.
كان من المقرر أن يستقيل رسميًا يوم الخميس، 27 فبراير، ولكن بسبب اقتراب مباراة الكلاسيكو بجانب خوض الفريق لمواجهة صعبة ضد نابولي في دوري أبطال أوروبا، تقرر تأجيل المسألة.
جاء الكلاسيكو وخسر برشلونة، ليقف الجمهور في مباراة ريال سوسيداد يهتفون بصوت واحد ضد إدارة بارتوميو ويطلقون صيحات الاستهجان، لتصبح هذه المباراة الثانية على التوالي في "كامب نو" التي ينتقد فيها الجمهور رئيس النادي بعد لقاء إيبار.
الوضع صار كارثيًا وكان المتوقع استقالة بارتوميو في أقرب وقت ممكن، وربما تأجل القرار لحين مواجهة نابولي في إياب ثمن نهائي الأبطال، وهي المباراة التي تأجلت بسبب كورونا.
تعطل كل شيء، وظهور الفيروس في إسبانيا، أغلقت الأبواب أمام أي مطالبات باستقالة بارتوميو أو انتخابات مبكرة، فحتى اللحظة لا أحد يعرف موعد عودة الدوريات، ومن غير المنطقي أن تُقام انتخابات في يونيو 2020 في الظروف الراهنة.
كورونا أغلقت تمامًا ملف الانتخابات المبكرة، وربما أيضًا تؤثر على انتخابات 2021 وتعطل المرشحين عن حملتهم الانتخابية، والمستفيد من كل هذا هو بارتوميو.
زيدان
Gettyبعد تقديم ريال مدريد لفترة سيئة بالتعادل مع سيلتا فيجو ثم الخسارة من ليفانتي وتقديم صدارة الدوري الإسباني لبرشلونة، وبعدها الهزيمة في ذهاب ثمن النهائي على أرضه من مانشستر سيتي 2-1 أصبح موقف زيدان صعبًا.
جاء الكلاسيكو، وفاز ريال مدريد للمرة الأولى في الليجا على أرضه منذ 2013، في مباراة كانت ملحمية على مستوى الأداء والروح والقتالية للملكي دون شك.
لقاء أنعش آمال جمهور ريال مدريد جعله يتوسم خيرًا في الموسم الحالي، ولكن مرّ أسبوع واحد ليخسر البلانكوس من ريال بيتيس 2-1 ويعيد الصدارة لبرشلونة.
تذبذب الأداء والاقتراب من الخروج الأوروبي وخسارة كأس الملك في وقت سابق هدد مستقبل زيدان بشكل واضح.
فلو خسر ريال مدريد لقب الدوري وودع الأبطال لكان من المتوقع إقالة أو استقالة زيدان بنهاية الموسم، ولكن كورونا منحته فرصة ثانية.
الإيقاف قد يعيد عدد من العناصر من الإصابات أمثال إيدين هازارد وماركو أسينسيو وبالطبع مارسيلو وتيبو كورتوا، وهم عناصر يحتاج لها كثيرًا لمحاولة الخروج بنتيجة إيجابية من الموسم.
ولو تم إلغاء الموسم بصورة نهائية، فلن يحمل أحد زيدان أي مسؤولية، خاصة وأنّ الاتحاد الإسباني لا يرغب في منح اللقب لبرشلونة ويفضل لو ألغى الموسم لا يكون هناك بطلًا.
زيدان هو الآخر نجى من المقصلة، وربما نجاته مؤقتة لحين عودة كرة القدم ومعرفة السيناريو الأفضل للباقي من الموسم.




