James RodriguezGoal/Getty

ذهب لا يصدأ يملك أنشيلوتي تركيبة لمعانه .. معاناة خاميس رودريجيز في إيفرتون!

الذهب لا يصدأ، تلك هي المعلومة التي عرفناها منذ نعومة أظافرنا في غرف تدريس العلوم، لكنه من الممكن أن يتعرض لعوامل خاصة للغاية تفقده خواصه التي تميزه عن غيره من المعادن.

ذلك بالتحديد هو ما حدث مع خاميس رودريجيز، اللاعب الذي انفجر في كأس العالم عام 2014 وأبهر الجميع وأصبح هداف البطولة فضمه فلورنتينو بيريز فورًا لصفوف ريال مدريد.

لكن كيف تراجع اللاعب سريعًا وفقد خواصه التي تميزه؟ وما هي الأزمات التي واجهها؟ وهل يملك أنشيلوتي القدرة على إعادته مرة أخرى وبعثه للحياة في الملاعب؟ ذلك ما نستعرضه فيما يلي:

إنقاذ مسيرته

سنوات قليلة مرت على خاميس في ريال مدريد فوجد نفسه يتعرض لأزمات ومشاكل عديدة، ثم تراجع ترتيبه في المشاركة مع النادي الملكي، لكن على عكس جاريث بيل، بحث الكولومبي عن الحل لنفسه لينقذ مسيرته.

خاميس أراد أن ينقذ مسيرته بالانضمام لصفوف إيفرتون، حيث يعمل كارلو أنشيلوتي، الرجل الذي يعرف بالتحديد كيف يخرج أفضل ما فيه، ولن تكون تلك هي المرة الأولى للمدرب الإيطالي.

بالفعل انضم خاميس لإيفرتون وسريعًا ما أظهر للجميع أن زين الدين زيدان كان يظلمه في ريال مدريد عندما قرر أن يتركه حبيس مقاعد البدلاء لصالح إيسكو.

James RodriguezGoal/Getty

أول خمس جولات في الدوري الإنجليزي أظهر خلالهم خاميس جودته الحقيقة، لكن ربما كان الأمر مغلفًا بحماس البدايات الجديدة أو رغبته في إعادة إثبات نفسه.

اللاعب سجل ثلاثة أهداف وصنع مثلهم، بمعدل مساهمة في أكثر من هدف في المباراة، وهي أرقام لا يعرفها فريق إيفرتون حتى في أفضل مواسمه مع أهم لاعبيه.

تراجع غير مبرر!

بعد التألق في أول خمس جولات بدأ خاميس في التراجع بشكل واضح، ففي الـ 12 جولة التالية غاب عن خمسة لقاءات بسبب الإصابة، وفي السبعة لقاءات الأخرى لم يسجل أو يصنع، ولم يظهر حتى بمستويات طيبة كما اعتاد.

الأمر لم يتوقف عند هذا، فلو دققنا النظر في أرقام خاميس في المباريات التالية لتلك سنرى أنه لم يسجل سوى هدفين وصنع هدفًا وحيدًا في 13 جولة من الدوري الإنجليزي.

وبعد مرور 28 جولة من البطولة أصبح سجل أرقامه يقتصر على خمسة أهداف وأربع صناعات في 18 مباراة لعب منهم 16 كأساسي ومباراتين كبديل.

آخر مساهمة تهديفية ومشاركة لخاميس مع إيفرتون كانت في الـ 20 من شهر فبراير الماضي، أمام ليفربول، عندما صنع هدفه الأول منذ الـ 17 من أكتوبر في الدوري الإنجليزي وبدأ في الغياب الكبير الذي يحمل الكثير من السرية!

ما الذي يمر به خاميس رودريجيز بالتحديد؟ 

نادي إيفرتون لم يفصح بعد عن نوع إصابة خاميس رودريجيز، ولم تكشف المواقع المختصة بإصابات اللاعبين عن وجود أي إصابة له.

التصريح الأول من كارلو أنشيلوتي حول غياب اللاعب كان في بداية شهر مارس وقال خلاله إن إصابة اللاعب بسيطة للغاية، ولا تستدعي سوى الغياب لمباراة واحدة.

وعاد المدير الفني وغير كلامه بعدها بأيام، وقال إن اللاعب يعاني مشكلة واضحة في القدم، ورفض أن يحدد موعد عودته للمنافسات من جديد.

لكن حتى الآن غاب خاميس عن أربعة لقاءات متتالية عن فريقه إيفرتون ولم يظهر في تشكيل الفريق منذ الـ 20 من فبراير الماضي.

تقارير صحفية انتشرت على لسان اللاعب أكدت إنه سيكون متاحًا للعودة للمشاركة من جديد بنهاية شهر مارس، لكنها لم تؤكد بعد!

James RodriguezGoal/Getty

مباريات بيضاء للنجم الكولومبي!

بالرغم من سجله الأكثر من رائع في بداية الموسم وتسجيله وصناعته لستة أهداف في ثلاث مباريات فقط، عانى خاميس من غياب كبير في عدد لا بأس به من مواجهات إيفرتون هذا الموسم.

العبرة تقول ما أروع أن تكون غائبًا حاضرًا على أن تكون حاضرًا غائبًا، لكن يبدو أن ترجمة تلك الكلمات عندما وصلت لمنزل خاميس رودريجيز وهو في كولومبيا قد انعكس معناها بطريقة ما.

النجم الكولومبي السابق لريال مدريد بعد أن أوضح في بدايته مع إيفرتون خطأ زيدان، عاد وأكد أن المدرب الفرنسي كان محقًا في تفضيل إيسكو عليه في فترته الأخيرة مع النادي الملكي، وعاد ليؤكد ذلك من جديد بتكرار الإصابات مؤخرًا.

خاميس لعب مع إيفرتون 18 مباراة في الدوري الإنجليزي منذ أن انضم لصفوف الفريق في الصيف الماضي، سجل أو صنع في ستة لقاءات منهم فقط.

وغاب عن سجلات التهديف والصناعة في 12 مناسبة، أمام توتنهام، وكريستال بالاس، وساوثامبتون، ومانشستر يونايتد وفولهام وليدز يونايتد وبيرنلي ووست هام ووولفرهامبتون ونيوكاسل وفولهام من جديد ومانشستر سيتي بالترتيب.

المثير للملاحظة في تلك الأسماء أنها تنتمي لمدارس كروية مختلفة، وكل فريق منهم يلعب بطريقة خاصة به، أي أن مشكلة خاميس ليست في الفرق الكبيرة مثلًا بسبب مستوى إيفرتون الأقل، أو في الفرق الصغيرة التي تلجأ للدفاع فتقلل المساحات، أزمة اللاعب الكولومبي عامة.

إصابات متكررة وحسن حظ في الغيابات

منذ أن انضم لصفوف إيفرتون أصيب خاميس في ست مناسبات حتى الآن في أقل من سبعة أشهر.

الإصابة الأولى والثانية كانت بكدمات في التدريبات ولم يغب بسببهم عن أي مباراة مع إيفرتون لكنه غاب لأسبوع عن المشاركة في تدريبات الفريق ومن حسن حظه أن تلك الإصابات جاءت في وقت التوقف الدولي.

أما الإصابة الثالثة فجاءت في العضلة الأمامية، وغاب بسببها لمدة 11 يومًا، وأيضًا من حسن حظه أنها جاءت في فترة توقف دولي فلم يغب سوى لمباراة واحدة عن إيفرتون.

الإصابة الرابعة كانت أقوى، وجاءت في العضلة الضامة، وغاب بسببها لحوالي شهر ولم يلعب خمس مباريات مع إيفرتون في الدوري والكأس.

أما الخامسة فجاءت في الفخذ وغاب لأسبوع واحد فقط، تغيب فيه عن مباراة واحدة وعاد بعدها، لكن الإصابة الأخيرة التي لم يتم الإعلان عن تفاصيلها فغيابها وصل لأسبوعين، ومرشح للزيادة.

كيف يؤدي إيفرتون دون خاميس رودريجيز؟ وهل هم في حاجة له؟

James RodriguezGoal/Getty

لعب إيفرتون هذا الموسم 35 مباراة في كل البطولات حتى الآن، 21 منهم فقط شارك فيهم خاميس رودريجيز، فاز الفريق بعشرة مباريات منهم، وتعادل في أربعة وخسر سبعة.

سجل الفريق 37 هدفًا بواقع 1.8 في المباراة الواحدة، وتلقت شباكه 31 هدفًا بواقع 1.5 في اللقاء الواحد، وكانت نسبة فوزهم 48% 1.6 نقطة كل مواجهة.

أما في غياب خاميس فلعب الفريق 14 مباراة في كل البطولات، فاز بعشرة منهم بنسبة انتصار وصلت لـ71% من إجمالي المواجهات.

لم يتعادل الفريق لكنه خسر في أربعة لقاءات، وسجل 25 هدفًا بنسبة 1.8 في المباراة، كما تلقى 16 هدفًا بنسبة 1.1 لكل مواجهة، وكان معدل جمعهم للنقاط 2.1 في اللقاء.

James RodriguezGoal/Getty

الأرقام تقول أن إيفرتون أفضل حالًا دون خاميس رودريجيز، لكن هل يعني ذلك إنهم ليسوا في حاجة له فيما تبقى من الموسم؟

لو أراد الفريق أن يصل لمقعد أوروبي في الموسم الجديد فعليه أن يستفيد من إمكانيات خاميس رودريجيز المهولة والتي ظهرت مع بداية انتقاله لهم.

لكن في الوقت نفسه سيكون على كارلو أنشيلوتي أن يعيد اللاعب من جديد لحالته التي بدأ بها الموسم، وهو أمر ممكن، طالما رأيناه من قبل.

إعلان