Graeme SounessGetty Images

ذا ميكسر - "سونيس" السبب والضحية، كيف غاب ليفربول عن نيل لقب الدوري بسبب تغيير الفيفا في قوانين اللعبة؟!

كتاب ذا ميكسر لميشيل كوكس - الفصل الأول

يتم تذكيرنا دائمًا بأن "كرة القدم لم تبدأ في عام 1992" وهي سنة إنطلاق الدوري الإنجليزي بالمسمى الجديد، فتاريخ إنجلترا طويل ويمتد لأبعد من ذلك، لكن عام 1992 كان علامة فعلية على بداية كرة القدم الحديثة. لقد كانت بداية حقبة جديدة ومثيرة ومسلية أكثر من اللعبة، عقب تلك التوجهات التي دفعت إلى تغييرات جذرية لخلق رياضة سريعة الخطى وذات كفاءة تقنية. ومع ذلك فالأمر لا علاقة له على الإطلاق بتشكيل وإنطلاق الدوري الممتاز.

في ذلك العام تم تطبيق قانون منع حارس المرمى من التقاط الكرة العائدة من زميله بيديه، وكان له تأثير كبير على كرة القدم منذ قانون التسلل 1925. أجبر هذا القانون حراس المرمى على استخدام أقدامهم في اللعب.

كان هناك سبب وجيه للغاية لتغيير القانون، فقبله كان يمكن للفرق إضاعة الوقت بشكل مثير للغضب عند التقدم في نتيجة المباريات. كان حارس المرمى يلعب الكرة لزميله من المدافعين، وعندما يضغط عليه مهاجم المنافس كان يُعيدها للحارس ويمسكها. كان الأمر شاقًا للغاية ويقتل المباريات.

الواقعة التي لا تزال حاضرة للتأكيد على "ملل هذا الأمر" ما حدث في مباراة رينجرز الإسكتلندي مع دينامو كييف في الدور الأول لكأس أوروبا 1987.

كان رينجرز متقدمًا بهدفين مقابل هدف، ولعب على إضاعة الوقت، وفي الدقائق الأخيرة وقعت حادثة غريبة، فبينما كان رينجرز في حالة هجوم وعلى مقربة من منطقة جزاء دينامو كييف، آراد نجمه جرايم سونيس إهدار الوقت فأعاد الكرة من مسافة 70 ياردة لحارس مرمى فريقه كريس وودز بشكل غريب، وأمسكها الحارس كما يوضح الفيديو أدناه (تذكروا سونيس نفسه سيُعاني من هذا التغيير).

أصبحت أمثلة اللعب السلبي واضحة بشكل خاص في كأس العالم 1990، ووجد الفيفا نفسه مضطرًا لتغيير هذا القانون، فالملل أصاب أهم حدث كروي على الإطلاق. دخل القانون الجديد حيز التنفيذ بعد عامين، في الوقت المناسب للموسم الأول للدوري الممتاز بالمسمى الجديد.

بينما رحب بعض المدربين وعلى رأسهم ديفيد بليت مدرب لوتون تاون بهذا القانون والتغيير، عارضه الكثير من المدربين، بينهم آخر مدربين حققا لقب الدوري الإنجليزي.

 قال مدرب آرسنال جورج جراهام إن هذا القانون لن يعزز تطور اللعبة على الإطلاق، أما هوارد ويلكينسون، الذي حقق مع ليدز الدوري الإنجليزي لآخر مرة بالمسمى القديم، فقال إن القوانين الجديدة ستشجع فكرة الاعتماد على الكرات الطويلة، وستؤدي إلى نتائج عكسية.

توقع ويلكنسون أن تركز الفرق على لعب الكرات الطويلة، وقال إن الفيفا شجع هذا الأسلوب دون أن يدري، وسيصبح هذا الأسلوب هو المُهيمن على اللعب. ووجدت حجة ويكلنسون الكثير من التأييد من بعض المدربين.

لكن القانون خدم الغرض منه، ولم تعد الفرق قادرة على إضاعة الوقت بشكل صارخ. لم تكن تنبؤات ويلكنسون حول الكرات الطويلة غير دقيقة تمامًا، فبعد تغيير القانون مباشرة - كانت مباريات ليدز الودية أمام شتوتجارت وسامبدوريا تشهد هذا الأسلوب حيث لعبت مرارًا وتكرارًا كرات مؤلمة خلف دفاع ليدز، أملاً في حدوث أخطاء - لكنه لم يتنبأ بكيفية ضبط حراس المرمى والمدافعين للعب الكرة بأقدامهم بشكل أفضل، مما يخلق رياضة أكثر تقدماً تقنيًا.

الأثار كانت كبيرة فعلاً، كان لدى الفرق حافز أكبر للضغط المتقدم على الخصوم، مما أجبر المدافعين على ارتكاب الأخطاء، نتيجة لذلك أصبحت اللعبة مستمرة، مما خلف مساحات وقرارات خاطئة.

شمايكل

اعتاد اللاعبون في السابق على أخذ أنفسهم والاستراحة وترتيب أوضاعهم حين كان الحراس يمسكون بالكرة العائدة من زملائهم، لكن فجأة أصبح اللعب بلا توقف!

هذه التطورات، نتيجة لتغيير بسيط للقانون، ولحسن حظ البريميرليج وشبكة سكاي أنه تم اعتماد القانون الجديد مع ظهور البريميرليج، وبالتالي باتت المباريات أسرع ولا تتوقف ومع تنافسية البريميرليج تعززت سمعة المنافسة وانتشرت.

بينما أدرك الجمهور والمشاهد بسرعة فائدة التغيير الذي حدث، وجد العديد من اللاعبين أنفسهم معرضين للخطأ أكثر من أي وقت مضى. لوحظ هذا التأثير لأول مرة في تحضيرات الموسم الأول للبريميرليج، عندما تعرض حارس مرمى مانشستر سيتي، آندي ديبل، لكسر في مباراة ودية ضد فريق الدوري الأيرلندي، حين عادت له كرة بطيئة وحاول إبعادها بعرقلة مهاجم الخصم.

 "لم أكن متأكدًا من ركل الكرة أو التقاطها"، هكذا اشتكى ديبل، واصفًا نفسه بأنه "الضحية الأولى" للقانون. ومع ذلك عانى المدافعون أكثر من حراس المرمى، وشهد يوم افتتاح الدوري الممتاز، 15 أغسطس 1992، كوميديا من الأخطاء.

في المباراة التي فاز بها ليدز 2/1 على ويمبلدون، أصيب الظهير الأيمن لويمبلدون روجر جوزيف بالذعر عندما وجد الكرة في حوزته داخل منطقة جزاء فريقه، كان أمام تفكيرين إما إبعادها أو إعادتها للخلف، كان الوقت قد نفذ وانقض لي تشابمان على الكرة وسجل الهدف لليدز. مدرب ليدز ويلكينسون "المعارض" لم يعرف هل يحتفل بالهدف أم يغير موقفه من القانون؟!

في مباراة أخرى بين آرسنال ونورويتش سيتي، كان آرسنال متقدمًا بهدفين دون رد، لكن نورويتش قلب الطاولة وفاز 4/2، وشهدت هذه المباراة خطأ من أحد المدافعين الكبار بسبب هذا القانون الجديد وعدم استيعاب اللاعبين له.

تحصل قائد آرسنال توني آدامز على الكرة في الخلف، وفكر أيضًا في إعادة الكرة لحارسه ديفيد سيمان، الذي كان من الواضح أنه لا يُريد الكرة لأنه لن يستطيع الامساك بها، لذا حاول بدلاً من ذلك تمرير الكرة لزميله ستيف بولد.

لكن بين القرارين تعثر آدامز، واستطاع مهاجم نوروتيش، مارك روبنز بسرقة الكرة، واستطاع مباغتة سيمان بالهدف الرابع.

Tony Adams Arsenal v Middlesbrough Premier League 14042001Getty

كلا الهدفين في تعادل تشيلسي 1-1 مع إبسويتش على ملعب ستامفورد بريدج كانا مرتبطين بقانون التمرير الخلفي: إيان مارشال، مدافع إيبسويتش، عانى من عدم قدرته على لعب الكرة إلى حارسه، وانزلق عند محاولة السيطرة على الكرة وسمح لميك هارفورد لافتتاح التسجيل. ولكن بعد ذلك تلقى حارس مرمى تشيلسي ديف باينت الكرة من مدافعه، تسببت في هدف التعادل. القواعد الجديدة كانت تسبب الفوضى.

الخطأ الأكثر كوميديا ​​جاء في أوائل سبتمبر في مباراة توتنهام وشيفيلد يونايتد، ونتج عنه طرد حارس مرمى شيفيلد سيمون تريسي.

تحصل تريسي على كرة عائدة له، ولم يستطع إمساكها، ومع ضغط بول ألين عليه، حاول المراوغة وانطلق بها على جانب الملعب، إلى أن خرجت منه لرمية تماس لصالح توتنهام.

لعب صبي جمع الكرات  الكرة بسرعة إلى أندي جراي للعب رمية التماس بسرعة لاستغلال عدم وجود حارس شيفيلد في مرماه، لكن الحارس قام بعرقلة جراي على طريقة لعبة الرجبي، فأشهر له الحكم البطاقة الحمراء.

لم تكن هذه مجرد ظاهرة إنجليزية، وكانت هناك مشاكل مماثلة في جميع أنحاء أوروبا. إلى الشمال من الحدود الإنجليزية، افتتح رينجرز التسجيل في نهائي كأس إسكتلندا عندما أخطأ حارس مرمى أبردين ثيو سنيلدرز بطريقة غريبة في التعامل مع تمريرة عائدة عن طريق ستيوارت ماكول. كان من الواضح أن سنيلدرز لم يكن على دراية بالقانون الجديد وصرخ لزملائه "لا يمكنني الاستلام!".

كان التأثير الأكبر في إيطاليا. كان دوري الدرجة الأولى الإيطالي هو دوري الدفاع الأفضل في أوروبا، وبعد متوسطات أهداف كل مباراة كانت تبلغ 2.11 و 2.24 و 2.29 و 2.27 في المواسم الأربعة قبل 1992/1993، قفز المعدل فجأة إلى 2.80، وهو ارتفاع غير مسبوق. لم يشهد الدوري الإنجليزي الممتاز هذه الزيادة، حيث ارتفع من 2.52 في موسم دوري الدرجة الأولى القديم إلى 2.65 في الموسم الأول للدوري الجديد.

Kenny Dalglish Liverpool 1990Getty

الضحية الأكبر لهذا القانون كان ليفربول، ربط الكثير عدم قدرتهم على الفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز، بعد أن سيطروا على الدوري القديم في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، بسبب تطبيق قانون عدم إمساك الحراس بالكرة العائدة من زملائهم.

احتل ليفربول المركز السادس في آخر موسم للدوري القديم، وفي أول موسم للدوري الجديد، واعترف لاعبو ليفربول بأن تغيير القانون أثر عليهم وبشدة.

يتذكر المدافع نيك تانر "كان الأمر دائمًا في عقلك كمدافع - لا يمكنك لعب الكرة مرة أخرى لحارسك".

 في السابق، كان ليفربول يقتل اللعبة. عندما يكون متقدمًا 1/0 يلجأ لإضاعة الوقت عبر إعادة الكرة للحارس بروس جروبيلار، وتستمر هذه اللعبة مرارًا وتكرارًا إلى أن تنتهي المباراة.

للمصادفة، من كان مدرب ليفربول في هذه الفترة؟! نعم، إنه جرايم سونيس.. أحد أسباب دخول هذا القانون بهذه اللعبة الغريبة أمام دينامو كييف.

عانى آرسنال أيضًا من التغيير، إضافة لليدز يونايتد نفسه، الذي تراجع للمركز السابع في الموسم الافتتاحي للبريميرليج، كان أسلوب ليدز مشابه لأسلوب ليفربول.

أصبح حارس مرمى ليدز جون لوكيتش أول حارس مرمى في الدوري الإنجليزي يُعاقب بسبب تمريرة للخلف، من كريس وايت المدافع - الذي صنفه ويلكينسون كأفضل مدافع في الموسم السابق - لكنه عانى بشكل كبير مع كرة القدم الحديثة.

واعترف لاعب خط وسط ليدز جاري سبيد في وقت لاحق بأن "قانون عدم الإمساك بالتمريرات أثر على ليدز بشكل خاص، حيث اعتاد قلب الدفاع إعادة الكرة إلى حارس المرمى لوكيتش، وهذا الأخير كان يسددها ناحيتي وناحية لي تشابمان بسبب طولنا وقدراتنا في الهواء. فجأة لم يعد يسمح لنا باللعب بهذه الطريقة بعد الآن".

أصبح على لوكيتش تسديد الكرة من الأرض وليس من الهواء بإمساكها بيده، ومن هنا تغيرت الأمور تمامًا بالنسبة لليدز والكثير من الفرق، بما في ذلك الفرق الكبيرة.

إعلان

ENJOYED THIS STORY?

Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

0