Gianfranco Zola ChelseaGetty Images

ذا ميكسر - زولا، أستاذ خلق المساحات الذي رفضه أنشيلوتي وسبب أزمة لفيرجسون!

كتاب ذا ميكسر لميشيل كوكس

  • حلقات سابقة
  1. ذا ميكسر - "سونيس" السبب والضحية، كيف غاب ليفربول عن نيل لقب الدوري بسبب تغيير الفيفا في قوانين اللعبة؟!
  2. ذا ميكسر - كانتونا والمرتدات، ثورة تكتيكية في مانشستر يونايتد صنعت أسطورة فيرجسون

الطفرة التي أحدثها إيريك كانتونا في مانشستر يونايتد كانت بمثابة نقلة نوعية في تاريخ الكرة الأنجلو سكسونية.. لاعب رقم 10 مبدع يلعب بين الخطوط، فكانت جُل الأندية الإنجليزية تبحث عن لاعب بهذا الشكل.

في إنجلترا لم يكن يتوافر هذه النوعية من اللاعبين، فلجأ البعض للخارج من الدوريات الأخرى في محاولة لجلب كانتونا الخاص بهم.

قطبا لندن وجدا ضالتهما في ثنائي من الدوري الإيطالي، دينيس بيركامب وجيانفرانكو زولا، اللذان اكتشاف نفسهما في إنجلترا، وسجلوا أنفسهم من أساطير البطولة بعدما كانوا يعيشون في جهنم السيري آ.

تأثير بيركامب على آرسنال كان واضحًا، وتألقه في البريميرليج كشفه اللاعب الهولندي نفسه حين قال "في إنجلترا كانوا يدافعون بـ4 لاعبين فق الخلف، مما يعني أنه كان عليهم الدفاع عن المساحات خلفهم".

Dennis Bergkamp ArsenalGetty Images

"في إيطاليا كانوا يلعبون بليبرو متأخر، وبالتالي كان الأمر صعبًا علي أمام الدفاعات الإيطالية ولم تكن هناك مساحات. في إنجلترا كان هناك اثنين من المهاجمين أمام اثنين من المدافعين لذلك لم يتمكنوا من تغطية كل منهما للآخر".

"كمهاجم أحببت ذلك، واستطعت اللعب بين الخطوط وفي المساحات التي كنت أحصل عليها، لذلك وجدت أن البريميرليج هو البيئة المناسبة لي".

في تلك الفترة كانت الفرق الإنجليزية عبارة لا تؤمن بتغييرات وثورات في الأفكار.. اثنين من المدافعين الأقوياء يواجهون اثنين من المهاجمين، وعادة الصراع يكون في الالتحامات الهوائية.

لكن فكرة المهاجم المتأخر أو اللاعب رقم 10 الذي يلعب بين الخطوط كان تأثيرها واسعًا وجوهريًا.

تالق زولا في البريميرليج بشيء مشابه، الكرة الإنجليزية ساعدته لأنه في إيطاليا كان يتعرض لرقابة أشد. لكن تحوله لإنجلترا جاء لأنه في بارما كان لديه مدرب غير مرن، وغير راغب في تغيير أفكاره.

المدرب كان هو كارلو أنشيلوتي، الذي لا يتخلى أبدًا عن طريقة 4/4/2 "لا تعتمد على رقم 10" والتي ورثها عن أستاذه أريجو ساكي وبالتالي لم يقبل بوجود زولا معه، وليس فقط زولا بل رفض التعاقد مع روبرتو باجيو لأسباب مشابهة.

وبينما كان كانتونا يتمتع ببنيان جسماني قوي، كان زولا خفيف الحركة، يجيد اللعب بين السطور.. خبيث كروي، يخلق المساحات لنفسه ولزملائه بامتياز!

Gianfranco Zola

هناك مثل واضح على ذلك هدفه الكلاسيكو في نصف نهائي كأس إنجلترا 1997 أمام ويمبلدون، شاهد زولا زميله روبرتو دي ماتيو يتحرك بين الخطوط، فاخترق هو بعمق الملعب وسحب معه مدافع ويمبلدون كريس بيري وفجأة غير زولا تاجهه إلى المساحة التي أخلاها بيري وسجل الهدف.

ولاحقا أشار ريان جيجز إلى أن مانشستر يونايتد كان يضع رقابة فردية فقط على زولا عند مواجهة فريقه نظرًا لقدرة الإيطالي المتميزة على إيجاد المساحات المتاحة لتمربر الكرة لزملائه ورغم ذلك لم تكن هذه الرقابة فعالة كثيرًا في إيقاف زولا.

حتى رقابة زولا كان تأتي بنتائج عكسية.. وهنا يظهر التأثير الذي قام به في فوز تشيلسي التاريخي 5/0 على مانشستر يونايتد في أكتوبر 1999.

قبل المباراة افتقد مانشستر يونايتد لخدمات ريان جيجز "الجناح الأيسر"، وقرر فيرجسون تغيير أفكاره للحد من خطورة زولا فقام بالدفع بفيل نيفيل، لكن في عمق الوسط وله دور محدد "رقابة زولا رجل لرجل".

صحيح أن مانشستر يونايتد حد من خطورة زولا بشكل كبير.. لكن فكرة التخلي عن جناح أيسر للاعب في العمق لرقابة زولا جاءت بالكارثة، وذلك لأن الجانب الأيمن لتشيلسي "الأيسر لليونايتد" بات أشبه بالشوارع لصالح تشيلسي.

ترك التخلي عن جناح لرقابة زولا فجوة على يسار ملعب اليونايتد، وهو ما جعل تشيلسي يُركز على هذا الجناح وتناوب ألبرت فيرير ودان بيرتيسكو على اللعب في هذا المركز، وساهما في أول هدفين بعرضيات متقنة.

كانت النتيجة كارثية على مانشستر يونايتد وأليكس فيرجسون، الذي كان في حيرة من أمره، فزولا نجح في خدمة زملائه حتى وهو مراقب، وسمح بإيجاد مساحات أخرى في خطوط المنافس.

إعلان

ENJOYED THIS STORY?

Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

0