عند ذكر روما ونجوم الفريق، مباشرة يتبادر للذهن الأسطورة الحية فرانشيسكو توتي بعد سنواته الذهبية التي توجته على عرش العاصمة الإيطالية، ولكن قبله كان هناك نجماً لا يزال علمه يرفرف في جنبات ملعب "الأوليمبيكو" ويصنف من أساطير الذئاب، أوجوستينو دي بارتولومي.
من مواليد مقاطعة كامبانيا بالثامن من أبريل 1955، بدأ مشواره مع روما منذ الرابعة عشر، ولعب للمرة الأولى مع الفريق الأول في موسم 1972-1973، ثم أُعير في 1975 إلى فيتشينزا بالدرجة الثانية لاكتساب الخبرات، ليعود في 1976 وتبدأ الحكاية.
سريعاً تحول دي بارتولومي لأحد أهم نجوم الفريق بسبب مهاراته في التمرير والتمركز، ويمكن اعتباره من أوائل من تألق في مركز خط الوسط المدافع، أو ما يعرف بالريجيستا حالياً، ورغم أنه بدأ في مركز صانع الألعاب بسبب تلك الميزة، ولكن وجود فالكاو، أنشيلوتي، وسيريزو جعل المدرب نيلس لييدهولم يقرر تغير مركزه إلى "الريجيستا"، وأحياناً حتى إلى "الليبرو" بسبب رؤيته المميزة للملعب، بالإضافة لما كان يتمتع به من قدرات بدنية هائلة جعلته قادراً على شغل مساحات كبيرة من الملعب.
المباراة التالية
ولكن إمكانيات "أجو"، كما لقبته جماهير اللوبا، لم تكن السبب الوحيد في شعبيته، ولكن شخصيته القيادية والملتزمة داخل وخارج الملعب، مما جعلته يتقلد شارة القيادة في روما، ويكون هو من يرفع درع السكوديتو في 1982-1983 بعد أكثر من 40 عاماً من الغياب، والثاني في تاريخ النادي، واللافت للنظر أنه شغل مركز المدافع الليبرو طوال هذا الموسم بسبب كثرة المواهب بالوسط.
مع روما تُوج دي بارتولومي أيضاً بكوبا إيطاليا في ثلاث مناسبات، كما كان القائد لمسيرة الفريق نحو نهائي دوري الأبطال في 1983-1984 والخسارة من ليفربول بركلات الترجيح، ولكنه كان أحد المسجلين رغم تألق جوبيلار في التصدي لزميليه جرازياني وكونتي. بالمقابل مسيرته مع الأتزوري ليس لها وجود من الأساس، فاللاعب الذي يمكنه تشبيهه ببيرلو عصره وخليفة جياني ريفيرا لم يكن له مكان في تشكيل إنزو بيرزوت، والذي فضل القوة البدنية للثنائي ليلي أوريالي وماركو تارديلي، وبالتالي لم يحصل "أجو" ولو حتى على مباراة دولية وحيدة مع إيطاليا طوال مشواره.
Getty Imagesنهائي الأبطال الحزين في 1984 كتب بداية النهاية لدي بارتولومي، رحل بعدها إلى ميلان، وعلى مدار ثلاثة مواسم لم يكن هو نفس اللاعب الذي صال وجال بالعاصمة، ليرحل مع بداية ثورة أريجو ساكي في 1987، ويخوض تجربتين مع تشيزينا ثم ساليرينيتانا، قبل الاعتزال نهائياً في 1990.
اتجه النجم بعدها لتحليل المباريات، وكان وجهاً مألوفاً في استوديوهات قنوات "راي" في تحليل كأس العالم 1990 بإيطاليا، ولكن دون كرة القدم، عانى "أجو" كثيراً وتعثر مادياً، وفشلت محاولاته لافتتاح مدرسة لكرة القدم، حتى كانت النهاية الحزينة في 1994 عندما قرر التوقف نهائياً عن المحاولة.
في صباح الثلاثين من مايو 1994، عشر سنوات بالضبط من تاريخ نهائي 1984، خرج دي بارتولومي إلى شرفة منزله في سان ماركو دي كاستيلاباتي وأطلق النار على نفسه، تاركاً رسالة كتب فيها: "لا أرى مخرجاً".
جنازة القائد السابق كانت مهيبة، وبحضور العديد من النجوم، وعلى رأسهم زملائه من جيل السكوديتو ونهائي الأبطال، ورغم تكريم روما له ووضعه ضمن "قاعة المشاهير" مع توتي، دي روسي، جرازياني وآخرين، ولكن الكثيرون يلومون على النادي العاصمي عدم مساندة نجمه وأحد أهم اللاعبين في تاريخه في وقت معاناته وتعثره، مما أفقد كرة القدم الإيطالية أحد أعلامها في سن التاسعة والثلاثين.