يأتي موعد ديربي مانشستر هذا العام لأول مرة وجميع الاحتمالات مفتوحة قبل المباراة، حيث أن مباراة الذهاب قد أخبرتنا بذلك، وكذلك سيناريو الموسم بشكل عام، مانشستر سيتي لأول مرة منذ 3 سنوات لا يدخل هذه المباراة متصدرًا باحثًا عن التتويج بلقب البريميرليج.
حسب التقارير فإن السيتي ربما يكون أكثر شعبية بنسبة طفيفة داخل مدينة مانشستر، بينما اليونايتد هو صاحب الشعبية الأكبر بنسبة طفيفة أيضاً في حدود المدية الكبرى (مانشستر وما حولها) لكن ربما هذا لا يهم كثيرين قدر ما يهمهم أن مانشستر يونايتد يتمتع بأفضلية في معدلات الحضور لمبارياته على مانشستر سيتي منذ عام 1947 كما أن ما يهم جماهير اليونايتد على الأقل خارج حدود المدينة الإنجليزية هو صاحب أكبر شعبية في العالم طبقاً لبعض التقارير وواحدة من أكبر الشعبيات في العالم طبقاً لتقارير أخرى.
وبالنسبة للنجاح، فلا يبدو تاريخ مانشستر يونايتد حافلًا بالألقاب دائمًا، كما تبدو الصورة الذهنية عن زعيم إنجلترا في مقابل الفريق الذي صعد على الساحة بفضل الاسثتمار.
رغم فارق البطولات الكبيرة بين الناديين لصالح الطرف الأحمر، إلا أن كليهما عانى من فترات جفاف من البطولات ولفترات طويلة جداً، حيث عانى السيتي من قبل من جفاف وصل لـ35 عاماً بدون أي ألقاب بينما ترتفع المدة مع اليونايتد إلى 37 عاماً إلا أن وطأ المدة تقل إذا علمنا أن 11 عاماً من تلك الفترة لم يكن بها كرة قدم حيث كانت الحرب العالمية الأولى والثانية تعصفان بأوروبا في تلك الفترة الغابرة من النصف الأول من القرن العشرين.
صحيح إن الناديين التقيا لأول مرة في عام 1881 إلا أن العداوة بدأت في التبلور في المباراة الرسمية الأولى بينهما في عام 1891 بين نيوتن هيث (اسم مانشستر يونايتد السابق) ومانشستر سيتي وذلك عندما تمكن الأول من هزم الثاني بخمسة أهداف مقابل هدف في الدور الأول من كأس إنجلترا أمام 11 ألف متفرجاً اكتظت بهم المدرجات.




رغم ذلك، إلا أنه لا يمكن وصف وجود عداوة بين الجماهير بين الناديين إلا منذ بداية فترة الستينيات، قبلها كان كثير من سكان المدينة يذهبون لمشاهدة مباراة كل فريق من الاثنين رغم أن كل مشجع كان يقوم بدعم فريق آخر، لكن مع ارتفاع سعر التذاكر بات من الصعب حضور مباراة كل فريق لذلك بدأت التعصبات لكل نادٍ في البروز والظهور بشكل أكثر من ذي قبل.
كل ذلك يعكس أن الصورة المتخذة حاليًا من قبل الجماهير عن ديربي مانشستر ليست دقيقة، حيث أن الديربي كان ساخنًا دائمًا في كل العصور حتى وإن لم يكن مانشستر سيتي بحجمه اليوم، فالأمر لا يعتمد على البطولات فقط وحجم الإنجازات وما شابه.
بل إن الشعبية وتوزيع المشجعين وكل هذه الأمور لها جذور قديمة تتعمق مع الوقت، تلك التي تظهر بشكل ساخن أكثر في العلاقة بين مانشستر يونايتد وليفربول مثلًا، ولكنها تظل موجودة فيما يخص قطبي مانشستر.
أخبار الانتقالات: برشلونة يحمي شتيجن من إغراءات الأندية وكين سيرحل عن توتنهام
وصحيح أن الأموال والاسثتمارات هي من صنعت حاضر مانشستر سيتي وجعلته في مصاف الكبار، وكذلك وسعت شعبيته حول العالم، ولكن فيما يخص الشعبية داخل المدينة وفي إطار إنجلترا وقيمة المباراة وتاريخها فالأمور ثابتة، ولا حقيقة لكون مانشستر يونايتد هو نادي الشعب حتى وإن اعتبروا مانشستر سيتي نادي الأموال.
