"ميسي من؟ ديبالا هو الفضائي من المريخ!"، هكذا عنونت "توتوسبورت" في 2017 بعد انتصار يوفنتوس على برشلونة بثلاثية نظيفة في دوري أبطال أوروبا، ولكن المريخي الآن يعيش أوقاتاً صعبة في تورينو.
Social25 دقيقة هي مجموع ما شارك به ديبالا في انتصار يوفنتوس السبت على كالياري، ومجموع 327 دقيقة بكل المسابقات هذا الموسم مع السيدة العجوز سجل بها هدفاً يتيماً ولم يقدم أي تمريرة حاسمة.
بداية ديبالا السلبية ليست المرة الأولى، فمنذ موسمه الأول في تورينو مع ماسيمليانو أليجري حين وقتها عانى في البدايات لفرض نفسه أساسياً، ومروراً ببقية الأعوام، دائماً ما طغت التساؤلات حول الأرجنتيني ومستواه على لحظات تألقه.
المباراة التالية
عانى "لا خويا" مع أليجري، ثم ساري، وصولاً إلى بيرلو، وحتى مع المنتخب، من عدم اتضاح الدور الذي يلعبه في أرضية الملعب، هل هو رأس حربة وهمي أم صانع ألعاب أم جناح، هل الأفضل أن يلعب يمين الملعب لإعطاء الحرية ليسراه المميزة، أم في المنتصف من أجل تمريراته ورؤيته المميزة، مما جعله يتنقل من مركز إلى آخر، وحتى بعد بلوغه السابعة والعشرين ليس واضحاً له مركزاً مفضلاً.
Gettyأفضل لحظات ديبالا مع يوفنتوس تأتي عندما يلعب بجوار رأس حربة حقيقي مثلما كان الحال مع ماريو ماندجوكيتش أو جونزالو هيجواين، ولكن مع المهاجم كثير الحركة مثل رونالدو أو موراتا تتداخل الأدوار ويفقد خطورته، نفس الوضع في الأرجنتين حيث ميسي هو الحاكم بأمره وله حرية الحركة، مما يجعل ديبالا مجرد بديل للقائد.
الآن أندريا بيرلو في تجربته مع يوفنتوس يفضل الثنائية الأكثر فعالية بصورة رونالدو - موراتا، وحتى في غياب النجم البرتغالي فشل ديبالا في التألق وإثبات أحقيته بمركز أساسي، ليعود إلى مقاعد البدلاء من جديد مع عودة رونالدو وتعافيه من كورونا.
Goal Arقبل أيام خرج ماورو زامباريني، رئيس باليرمو السابق ومكتشف ديبالا، بتصريحات طالب فيها الأرجنتيني بالرحيل عن يوفنتوس: "أنا مقتنع بأنه بعد ميسي القادم، أنا لا يبدأ في الدوري الإيطالي هذا يعد إهانة وتجديف، كان يجب أن يسمع نصيحتي قبل ثلاثة أعوام ويغادر إيطاليا، من أجل مصلحته يجب أن يذهب لإسبانيا، برشلونة أو ريال مدريد، نصيحتي أن يترك يوفنتوس في يناير نحو ريال مدريد ولكنه يقول لي إنه يحب ناديه الحالي".
هل زامباريني محق في مطالبته ديبالا بالهروب من تورينو نحو مدريد؟ الأرجنتيني تقدم به العمر، ليس بعد الشاب الواعد الذي يتوقع له النجاح وأن يخلف ميسي، هو على بعد ثلاثة أعوام من نادي الثلاثين وحالياً في الفترة الأكثر نضوجاً في مشوار اللاعب، ولكن فشل في بلوغ المكانة المنتظرة.
Getty Imagesعقد اللاعب مع يوفنتوس ينتهي في 2022، وحتى الآن يماطل في تمديده بمطالبته براتب يقارب 12 مليون يورو، المبلغ الذي يراه النادي كثيراً على لاعب لا يقدم الإضافة المطلوبة، مما قد يغري عديد الأندية العملاقة للتحرك لضمه لأن سعره لن يكون كما كان الحال قبل أشهر عندما طلب البيانكونيري مبلغاً في حدود 80 مليون يورو.
الآن ديبالا أمام مفترق طرق، هل يريد أن يبقى في يوفنتوس ويكتفي بحبه للسيدة العجوز ويظل في ظل رونالدو وميسي؟ أم حان وقت الرحيل وخوض تجربة جديدة قد تكون مفصلية في تحول مشواره من أجل أن يجاور هؤلاء النجوم في القمة؟ الساعة تدق وعلى "لا خويا" أن يسرع الاختيار.