بعد أقل من يوم ندخل في شهر يونيو حيث سيصبح ليونيل ميسي رسمياً لاعباً حراً وليس على ذمة برشلونة بعد الآن للمرة الأولى طوال مشواره المظفر مع النادي الكتالوني.
ميسي ليس وحده من سيكون في هذا الوضع، ولكن عديد النجوم الذين مع دخول شهر يونيو يصبحون أحراراً، أو هناك من دخلوا عامهم الأخير مثل كيليان مبابي أو باولو ديبالا.
مسألة عقود النجوم وتجديدها أصبحت أشبه بالمعادلات الحسابية المعقدة التي نراها في أفلام نهاية العالم الهوليودية، مفردات عدة أصبحت تتحكم في مصائر هؤلاء، وبقاء اللاعب منهم مع ناديه أصبح عملية تحتاج شهور للنجاح، أو حتى الفشل أحياناً!
اقرأ أيضاً .. مشاركة عربية يتيمة ورونالدو على دكة البدلاء.. تشكيل الأفضل في أوروبا 2020-21
الصبر شعار مبابي وميسي
Getty/Goalالبعض من هؤلاء النجوم لا يبحث فقط عن الربح المادي، ولكن يريد ضمانات رياضية قبل أن يربط نفسه بعقد جديد مع ناديه.
ميسي منذ تدهور أحوال برشلونة الفنية وفكرة الرحيل أصبحت واردة بقوة، حتى وصل الوضع لأزمة البوروفاكس الشهيرة الصيف الماضي، وهاهو الآن ينتظر ضمانات من مجلس لابورتا للتمديد.
كيليان مبابي في باريس لا ينقصه الأموال، ولكن الفرنسي الشاب يريد ضماناً من بي إس جي بمشروع تنافسي طويل الأمد قبل تمديد عقده الذي ينتهي في 2022، ويماطل حتى الآن في المفاوضات في ظل وجود إغراء ريال مدريد.
البعض قد يقول إن عقد ميسي ذو ال500 مليون الذي كُشف عنه مؤخراً قد يكذب فكرة أنه يماطل بحثاً عن مشروع رياضي ناجح، ولكن ميسي سيحصد الأموال في أي فريق سيذهب له، ويعرف جيداً أن برشلونة الآن لن يدفع بالتأكيد نفس تلك الأموال، وهناك من سيدفع أكثر حتى، ولكنه يريد الفوز ومزيد من البطولات، ولذا ينتظر موقف ناديه.
في المقابل، هناك نيمار..
Red Bullوفي باريس، إذا كان مبابي ينتظر بعد لحسم موقفه، هناك نيمار الذي جدد بالفعل وحسم سريعاً مستقبله رغم الإغراء من برشلونة بالعودة، ولكن البرازيلي كان ذكياً.
يعرف نيمار وحاشيته أن برشلونة ليس قادراً الآن على إعادته وتحمل كلفة العملية، وأن في ظل الأزمة الاقتصادية قليلة هي الأندية القادرة على تحمل قيمته وراتبه، ولذا البقاء في باريس هو الحل الأمثل.
ماطل نيمار نعم في المفاوضات ولعب بورقة برشلونة، ولكن آجلاً أم عاجلاً كان سيوقع عقداً جديداً مع ناديه، كان فقط يحاول الخروج بأفضل عقد ممكن، وهو ما قد كان.
وهناك رايولا والبقية
Gettyهناك فئة ثالثة هي الأغلبية بالزمن الحالي، تلك التي يتحكم في مصيرها الوكيل بشكل تام، وليس مهماً المشروع أو قيمة الصفقة، ولكن الراتب والعمولة الخاصة بالوكيل.
وإذا أردنا مثالاً على هؤلاء فلا يوجد أفضل من حالة جيانلويجي دوناروما الذي تركه مينو رايولا يصل لنهاية عقده مع ميلان، ثم بدأ في الضغط على ناديه للتمديد براتب خرافي، وعندما رفض، بدأ في عرضه على الأندية الأخرى براتب حتى أقل ولكن بعمولة أكبر له!
الحالات مثل دوناروما، أو لنقل رجال رايولا وبقية حيتان سوق الانتقالات، هي الأبرز في الوقت الراهن، وتتحدى كل معاناة الأندية الاقتصادية بفعل جائحة كورونا، إذ يترك اللاعب مصيره بالكامل في يد وكيله، ويصبح مهدداً حتى أن يصبح بلا نادٍ كما هو حال الإيطالي الشاب رغم قيمته الكبيرة، وذلك بسبب مخططات وطمع وكيله.
في الماضي، كانت مفاوضات تمديد العقود مسألة روتينية تحدث في الخفاء دون متابعة إعلامية، ولكن الآن أصبحت لا تقل إثارة عن سوق الانتقالات نفسه، وفي ظل ارتفاع الرواتب والعمولات، أصبحنا مقبلين على ميركاتو منفصل وأكثر إثارة حتى لتمديد العقود والشد والجذب بين الوكلاء والأندية.
