دجيمبا دجيمبا.. من مزاملة رونالدو للدرجة الخامسة

في يوم 16 أغسطس 2003، التقى مانشستر يونايتد مع بولتون في افتتاحية الموسم الكروي بالدوري الإنجليزي الممتاز، مباراة تبدو عادية، ولكنها كانت ذات طابع تاريخي فريد من نوعه، حيث أنها كانت بداية كريستيانو رونالدو مع الشياطين الحُمر، وقد انتصرت كتيبة السير أليكس فيرجسون حينها برباعية نظيفة.

هذا ما يذكره الجميع، لكن لا أحد يذكر أن في الدقيقة 66 قام السير بالدفع بلاعب جديد أيضًا، وهو إيريك دجيمبا دجيمبا، الكاميروني البالغ من العمر 22 عامًا، والذي حط قدماه في أولد ترافورد بعدما ذاع صيته في الدوري الفرنسي مع نانت، لتُقدم إدارة النادي الإنجليزي على شرائه نظير 4.5 مليون يورو في نفس الميركاتو الذي انضم فيه رونالدو من سبورتينج لشبونة.

كان فيرجسون متفائلًا بشدة بما يمكن لدجيمبا دجيمبا أن يقدمه بقميص اليونايتد، فدائمًا ما كال المديح للاعب الذي ادّعى متابعته منذ أن وصل أوروبا وهو في الثامنة عشر من عمره، وقد قال السير عنه في تصريحاته حينها "لقد أقنعنا إيريك بإمكانياته في كل مرة شاهدناه فيها، إنه سريع وعدواني ولديه قدرة مميزة على التمرير، إنه نوع الرياضي الذي نبحث عنه.".

بينما أصبح رونالدو لاعبًا أسطوريًا لا يتكرر وخلّد مسيرته مع مانشستر يونايتد بأفضل صورة ممكنة ثم حط الرحال إلى ريال مدريد وحقق إنجازات لا تُحصى والآن يكتب التاريخ مع يوفنتوس، حدث النقيض لدجيمبا دجيمبا، الذي ينشط حاليًا في دوري الدرجة الخامسة السويسري، وهو الأمر الكفيل بتوضيح ما حصل من تدني في مستوى اللاعب ومسيرته.

• اقرأ أيضًا.. غرائب زمن الكورونا .. مباريات دون ركنيات وتذاكر للأشباح

أجرى دجيمبا دجيمبا حوارًا صحفيًا مع شبكة أمريكان جامبلر تحدث فيه عن مسيرته وعلاقته بالدون، وكانت البداية بالتأكيد على أن المانيو هو ناديه المفضل منذ الطفولة، فقال "أول قميص جلبه لي والدي كان قميص كانتونا بالرقم 7 مع مانشستر يونايتد، كان لقبي في المنزل كانتونا لهذا السبب.".

دجيمبا دجيمبا عن كريستيانو رونالدو: كان صديقي المقرب

يتذكر صاحب الـ38 عامًا علاقته بالدون البرتغالي فيقول "في المباريات خارج الأرض كان زميلي في غرف خلع الملابس، لقد كان صديقي المقرب، وبعد المباريات كنا دائمًا نأكل سويًا في مانشستر، وبفضله اكتشفت أحد المطاعم الشهيرة.".

كما أضاف "كان يأتي إلى منزلي أحيانًا لتناول العشاء معي، كنت أعيش حينها في منزل ريو فيردناند القديم وفي بعض الأوقات كنت أذهب إلى منزله، وكانت والدته لا تزال تعيش معه في ذلك الوقت.".

"كريستيانو رجل عاطفي، عليك أن تتحدث معه لمعرفته حقًا، عندما ماتت أمي قال لي يمكنك أن تتحدث معي في أي وقت، أنا هُنا، اتصل بي أو زرني في أي وقت، أنا هُنا لأجلك."

لم تكن تجربة دجيمبا دجيمبا في مانشستر يونايتد سهلة،  فرغم أنه صنع هدفًا في مباراة بولتون لسكولز، لكنه لم يستطع أن يحافظ على مكانته في التشكيلة الأساسية طويلًا، فبعد ثلاث مباريات فقط شارك فيها أساسيًا، عاد القائد روي كين واستعاد مركزه مرة أخرى.

يقول الكاميروني عن فترته في مانشستر "لقد كانت صعبة حقًا، كان عمري 22 عامًا وانتقلت لتوي من فرنسا إلى أحد أكبر الأندية في العالم، كان الضغط هائلًا وكان روي كين رجلًا مخضرمًا.".

في نهاية المطاف، لعب دجيمبا دجيمبا في موسمه الأول 15 مباراة فقط، وغاب لشهور وخرج من حسابات السير بعد تواضع العطاء الذي قدمه في ظهوره القليل.

دجيمبا دجيمبا في الدرجة الخامسة السويسرية بعد رحلة طويلة

استمر دجيمبا دجيمبا لمدة موسم ونصف فقط في يونايتد، وفي يناير 2005 قامت الإدارة ببيعه إلى أستون فيلا مقابل 2.5 مليون جنيه استرليني فقط، لكنها كانت تجربة جديدة مخيبة للاعب، حيث قال "كان من الصعب جدًا التعامل مع الأموال في أستون فيلا، تعلمت شيئًا جديدًا، ولكن في ذلك الوقت كنت ساذجًا للغاية.".

وثق دجيمبا دجيمبا في وكيله لدرجة كبيرة مما كان له انعكاسًا سلبيًا للغاية عليه، فوكيله لم يكن يستحق تلك الثقة بعدما لم يدفع الضرائب وتسبب في وضع ديون على كاهل موكله، بينما قام اللاعب نفسه بتضيع أمواله، ويقول عن ذلك "لم أفقد كل شيء، ولكنني خسرت الكثير.".

Imago ImagesDjemba-Djemba feierte 2004 gemeinsam mit Cristiano Ronaldo den Gewinn des FA-Cups

أُشيع في 2007 أن دجيمبا قد أشهر إفلاسه بالفعل في نفس السنة التي غادر فيها الدوري الإنجليزي الممتاز للأبد، لقد توجه إلى قطر ومنها إلى الدنمارك قبل محطات أخرى في صربيا وإسرائيل واسكتلندا والهند وإندونيسيا، وفي نهاية المطاف استقر في فالوربي بالايجوس، أحد فرق الدرجة السادسة السويسري منذ 2016.

ويقول اللاعب عن هذه المحطة "لقد جئت إلى هنا بسبب صديقي جاك إيتوندي، لقد نشأنا سويًا في الكاميرون. كُنّا نلعب سويًا في الشوارع في الطفولة، وعندما انتهى عقدي في إندونيسيا، سألني إذا كنت أقلعت عن التدخين وإذا ما كان لديّ عروض، كان حلم طفولتنا أن نلعب سويًا في أوروبا.".

"الحياة هنا أفضل بكثير، لقد نشأ أطفالي في نانت، الآن يمكنني أن أذهب إليهم خلال ساعتين بالقطار، وهو أمر أفضل بكثير مما عانيته من قبل."

وأتم "لا أزال على تواصل مع كريستيانو رونالدو حتى الآن، هو يغير رقم هاتفه مثلما يُغير ملابسه الداخلية، ولكن عندما أريد التحدث عليه أعرف دائمًا كيفية فعل ذلك.".