صنع إرلينج هالاند، المهاجم النرويجي الشاب، الحدث هذا الموسم قبل توقفه بعد تألقه غير العادي بدوري أبطال أوروبا واحتلاله صداره الهدافين مع سالزبورج، ثم انتقاله إلى بوروسيا دورتموند ودخوله العاصف للبوندسليجا.
ولكن قبل سنوات النمسا وألمانيا، كان هالاند أيضاً يتألق كلاعب واعد في بلاده مع مولده، وفي تلك الفترة كاد أن يتحول لأن يكون لاعباً في صفوف مانشستر يونايتد، فما هي تفاصيل فشل تلك الصفقة التي يتحسر عليها جمهور الشياطين الحمر الآن؟ لنرى.
في 2018، كان مدرب يونايتد الحالي أولي جونار سولشاير يتولى قيادة مولده، وكان يرتبط بعلاقة قوية مع عائلة هالاند، وهذا ما شجع مانشستر على إرسال أحد كشافيه لمراقبة اللاعب الشاب باللقاء أمام بران.
تواجد تومي مولر نيلسين، كشاف يونايتد، بالمدرجات لمشاهدة النرويجي صاحب السبعة عشر ربيعاً يهز الشباك في أربع مناسبات خلال فقط 60 دقيقة، مظهراً كل إمكانياته من قوة بدنية، مهارات وأسلوب فني مميز، وهدوء الأعصاب في التعامل مع ركلة الجزاء.

ويقول فريدريك بروستاد، زميل هالاند وبديله في ذلك اللقاء لجول: "أتذكر أننا كلاعبين كنا نعرف أن كشافي يونايتد يشاهدون المباراة، العرض الذي قدمه كان رائعاً، بعد الهدف الثالث كنا ننظر لبعضنا البعض على دكة البدلاء في استغراب، كان لقاءاتً مثالياً".
وأضاف: "الدفاع كان عالياً وهذا أعطاه مساحات هائلة، كان ممتعاً مشاهدته، بعد اللقاء الأعين كانت منصبة عليه ولكنه لم يمانع، بالعكس، الضغط يجعله أفضل، هو أكثر لاعب زاملته يملك الموهبة، سولشاير وقتها أشاد به في خطبة ما بعد المباراة".
واستمر بروستاد: "جميعنا أدركنا أننا شاهدنا مباراة خاصة، هالاند نفسه لم يتحدث بعدها، ليس الشخص الذي يلقي خُطباً".
حتى لاعبو الخصم لم ينسوا تلك المباراة، وذلك ما أوضحه حارس بران يومها صامويل رادلينجر مع "جول": "لاحظت مدى هو مهاجم جيد يومها، إذا سجلت أربعة أهداف في وقت قصير هذا يجعل المباراة غير طبيعية، لم أشهد شيئاً مماثلاً من قبل، أصابتنا الصدمة لأنه شاب صغير بعمر السابعة عشر وسجل أربعة أهداف".
واستمر: "بدا لي مغروراً ولكن سمعت من زملائه أنه هاديء وشخص ودود، أعتقد أنها الثقة بالنفس، هناك خط رفيع بينها وبين الغرور، أعتقد أنه سيحب أن يصبح مثل إبراهيموفيتش".

إذاً، لماذا لم يضمه مانشستر وقتها؟ السبب كان مينو رايولا، وكيل اللاعب، ووالده ألف إنج هالاند، لاعب سيتي السابق، والذان أرادا وضع شروطاً خاصة في العقد مع يونايتد، وهو ما أدى لانهيار المفاوضات وانسحاب النادي الإنجليزي.
رايولا خرج بعد ذلك وأكد عدم صحة تلك الأقاويل، بينما ألمح سولشاير لصحتها قائلاً: "يجب أن تملك العقل لأن هناك أمور أخرى هامة عند ضم اللاعبين الشبان، يجب أن تسيطر على الوضع، لا يجب أن تفقده بوجود شروطاً جزائية وأمور مماثلة".
المثير أن يونايتد عاد في يناير الماضي وارتبط بضم هالاند من جديد، وقيل إن الفريق كان أحد الأندية المتصارعة على خدماته، قبل أن يقرر المهاجم الانضمام إلى بوروسيا دورتموند، القرار الذي فسره بأنه بسبب امتلاكه شعوراً طيباً حيال النادي الألماني.
في النهاية ضم مانشستر أوديون إيجالو على سبيل الإعارة، وظهر النيجيري بشكل طيب منذ وصوله، ولكن بقيت جماهير يونايتد تتحسر على ضياع فرصة انضمام أحد أبرز المواهب الشابة القادمة بقوة في عالم الكرة.
