لا يختلف اثنان على جودة عبد الرزاق حمدالله وقيمته الفنية الكبيرة، ولا يستطيع أحد أن يُشكك من إمكانية نجاحه مع الاتحاد من هذه الزاوية، خاصة بعدما تألق بالفعل لموسمين في الدوري السعودي ارتدى خلالهما قميص النصر وحل هدافًا للبطولة.
المخاوف الموجودة لدى بعض جماهير الاتحاد من فشل حمدالله في تجربته مع الفريق مصدرها الأساسي شخصية اللاعب الصعبة العنيدة، والتي تميل إلى التمرد أحيانًا وإلى طلب امتيازات خاصة أحيانًا أخرى.
اقرأ أيضًا | رسميًا | الخيبري يُوقف إشاعات "الهلال" ويُجدد عقده مع النصر
النصر وتحديدًا إدارتي سعود آل سويلم وصفوان السويكت منحا حمدالله ذلك الوضع الخاص وتلك الجرعة من "الدلع والدلال"، لكن نهج إدارة مسلي آل معمر معه كانت مختلفة، ولذا انتهى الأمر بفسخ عقده ورحيله عن الفريق بصورة مؤسفة مقارنة بما قدمه له.
ولأن إدارة أنمار الحائلي أكثر شدة وصرامة من نظيرتها الحالية في النصر، يخشى العديد من حدوث صدام مع الهداف المغربي يؤثر سلبًا على الفريق ونتائجه الممتازة في الدوري السعودي ويُهدد بقوة فرص تتويجه باللقب، فيما يرى البعض الآخر أن حمدالله سيُعزز تلك الفرص ويقود العميد لاستعادة أمجاده والبداية باللقب المحلي.
بالعودة إلى التاريخ القريب، وبالإبحار نحو إيطاليا وميلانو تحديدًا، والاستقرار في كازا ميلان .. نجد أن الماضي يحمل لنا تجربتين تُوضحان تمامًا طريقا حمدالله مع الاتحاد .. إما أن يسلك طريق ماريو بالوتيلي وإما أن يسير على نهج زلاتان إبراهيموفيتش.
Goal ARميلان ضم بالوتيلي من مانشستر سيتي في يناير 2013 وسط توقعات بنجاحه ومخاوف من تكرار مشاكله وفشله، وقد لعب للنادي موسم ونصف لم يُقدم بهم الكثير، ليرحل إلى ليفربول لموسم 2014-2015 ثم يعود مجددًا للروسونيري معارًا موسم 2015-2016، وتلك كانت بداية التراجع للخلف في مسيرته التي تُوجت أخيرًا بانتقاله إلى مونزا في الدرجة الثانية من الدوري الإيطالي ثم إلى أضنة ديميرسبور التركي.
ميلان كان فرصة بالوتيلي الكبرى ليعود إلى الواجهة من جديد، خاصة أنه يمتلك كل ما يلزم من الموهبة والمهارة ليكون أحد أفضل نجوم إيطاليا وأوروبا، لكن شخصيته وعقليته الصعبة تغلبت على أقدامه المذهلة وقادته للوراء تدريجيًا حتى فقد ثقة الجميع وبات منبوذًا من الكل.
على الجانب الآخر، ميلان تعاقد مع إبراهيموفيتش صيف 2010 بعد تجربة مريرة مع برشلونة زعزعت ثقة الناس به وفي قدرته على تكرار نجاحه المذهل مع إنتر في نادٍ آخر، لكن إبرا أسكت الجميع بقيادة ميلان للفوز بلقب الاسكوديتو بعد غياب سنوات وكان الفريق قريبًا للفوز به في الموسم الثاني لكن صحوة يوفنتوس أحبطت محاولته.
إبرا رحل عن ميلانو لأسباب مالية وصنع مجدًا جديدًا في باريس سان جيرمان ثم الدوري الأمريكي، وبعدها عاد للروسونيري من جديد في يناير 2020 وتلك التجربة التي مازالت مستمرة كانت أكثر نجاحًا من الأولى رغم عدم تضمنها أي نجاح ملموس بعد.
ميلان تعاقد مع إبرا وقد كان في حالة صعبة جدًا من حيث العروض والنتائج والغياب عن دوري الأبطال، وقد صنع النجم السويدي ثورة في الفريق وامتك أثره الإيجابي لجميع زملائه حتى أنهم بدأوا يُقدمون مستوى أفضل كثيرًا مما فعلوا قبل قدومه، والنتيجة كانت قيادته الفريق للعودة للتشامبيونزليج في موسم 2020-2021 بعد تحقيق نتائج قوية وتصدر جدول الترتيب لفترة طويلة، وهذا الموسم يُنافس الفريق بقوة على لقب السيري آ.
حمدالله الآن في مفترق طرق حاسم لمسيرته الكروية التي كُتب لها ولادة جديدة بانضمامه إلى النصر بعد مشاكله في أوروبا والصين وقطر، إما أن يُعيد إطلاق مسيرته من جديد بعد النهاية الكارثية لرحلته مع العالمي وإما أن يُغادر السعودية تمامًا ويبحث عن فرصة جديدة في مكان مختلف.
صاحب الـ31 عامًا هو من سيختار أي الطريقين يسلك، طريق بالوتيلي المعنون بـ "النهاية المبكرة"، أم طريق إبراهيموفيتش المعنون بـ "مجد جديد" .. شخصيته وعقليته واندماجه وتضحيته وأدائه سيُحددون ذلك.
