"من الغريب أن يوافق فيفا على رعاية لكأس العالم للسيدات من بلد لن يتم دعمي وقبولي فيها".
كلمات خرجت من فم اللاعبة الأمريكية الشهيرة أليكس مورجان فبراير الماضي بعدما تقدمت السعودية بطلب رعاية كأس العالم للسيدات 2023 المقرر إقامته في أستراليا ونيوزيلندا، والذي رُفض بالمناسبة بعد ضغط من اللاعبات والاتحادات على الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا".
دعنا نقف هنا قليلًا ونحلل أداة استخدمتها أليكس مورجان في هذا الحديث شديد اللهجة، وهي "لن": أداة نفي المستقبل. وسؤالي هنا هل سافرت اللاعبة الأمريكية السعودية من قبل بالتحديد في السنوات الأخيرة؟ الإجابة لا.
ومن الغريب حقًا أن تستخدم أليكس مورجان ألفاظ مؤكدة على أمرٍ لم تختبره من قبل أو حتى دون متابعة لما يحدث في السعودية في السنوات الأخيرة تجاه الكرة النسائية أو المرأة بشكل عام.
لا تفوت إثارة دوري روشن السعودي المزيد من الأحداث الرياضية السعودية والعالمية .. تابع كل ذلك على شاهد
لست بحاجة لأن تكون متابعًا متعمقًا حتى تلاحظ الخطوات الإيجابية التي يتخذها الاتحاد السعودي في قطاع الكرة النسائية، وفيما يخص المرأة بصورة عامة، والتي لم يكن مصرحًا لها بدخول المدرجات في السابق ناهيك عن ممارسة اللعبة، الآن مجالس الجماهير تنظم تجمعاتها في مدرجات مباريات دوري الكرة النسائية.
ولست بحاجة أيضًا أن تأخد كلامًا مني كامرأة عربية تحاول شق طريقها في تغطية الأحداث الكروية النسائية في المنطقة، لذلك سأعطيك حديثًا من شخصٍ أجنبي لديه خبرة في مجال الكرة النسائية عبر 88 دولة وهي الألمانية مونيكا ستاب أول مدربة لمنتخب السعودية للسيدات والتي تعمل الآن مع الاتحاد في منصب المدير التقني للكرة النسائية.
"مشاركة منتخب السعودية للسيدات في كأس العالم؟ لست متأكدة مما قد يحدث في غصون عشر سنوات لكن الواقعي بالنسبة لي الآن هو اعتماد خطة "الطفل الصغير" الذي يحتاج أولًا إلى الوقوف ثم تعلم المشي".
"أخبرت الاتحاد السعودي أن استضافة كأس العالم للسيدات 2035 يمكن أن يكون هدفًا واقعيًا للمشاركة في البطولة بالنظر إلى أننا بدأنا تكوين منتخب وطني في عام 2021".
"لقد كنت في 88 دولة خلال الـ15 عامًا الماضية لتطوير كرة القدم النسائية، خاصة في إفريقيا حيث الموارد المالية ضعيفة للغاية، وما يفعله فيفا الآن في مساعدة ودعم البلدان الراغبة في التطور والتحسن في القطاع النسائي أمرًا كبيرًا".
تصريحات مونيكا ستاب لـ "رويترز" تلقي الضوء على ماهية الدعم الذي يحظى به قطاع الكرة النسائية على الصعيد الثقة الدولية من جانب فيفا، وهذا ما حدث عندما سُمح للسعودية باستضافة أول بطولة نسائية "البطولة الدولية الودية" والتي توج بها.
لكن الطفل الصغير يحتاج إلى التشجيع أيضًا من أجل تعلم المشي لأخد خطوات ملموسة وأكثر جدية، وهنا يأتي الدور الغائب لشركاء المعاناة، كاللاعبات والاتحادات المختلفة مثل الولايات المتحدة وإنجلترا وفرنسا اللاتي مررن بنفس المراحل والتجارب.
كيف يفترض مقابلة التغيير والعمل الإيجابي؟ بالدعم أم بالتشكك وإسقاط انطباعات الماضي على الحاضر والمستقبل؟ السعودية تواصل المضي قدمًا على كافة الأصعدة الرياضية، وتحاول استضافة كأس العالم 2030 للرجال بملف مشترك مع مصر واليونان، ولا شك في أن نجاح تلك الخطوة سيأتي بنجاحات أخرى في كرة القدم، ومن ضمن أبرز المستفيدين سنجد الكرة النسائية تتقدم خطوة تلو الأخرى.
