حكايات كوبا أمريكا | بعد مقتله بأعوام بابلو إسكوبار يهدد إقامة البطولة

---

---

نسخة عام 2001 من بطولة كوبا أمريكا هي واحدة من أكثر البطولات القارية التي صاحبها جدلًا واسعًا بالتزامن مع إقامتها.

الأوضاع السياسية والأمنية في كولومبيا لم تكن في أفضل أحوالها بالتزامن مع توقيت تنظيم البطولة، الذي لم تطلبه أو تسعى له أرض القهوة، حيث يتم التنظيم بالترتيب بين الـ 10 دول الجنوب أمريكية بشكل أبجدي.

قبل انطلاق البطولة بأسابيع أعلنت كولومبيا أنها لن تستطيع أن تنظم البطولة، نظرًا للمشاكل الأمنية والاقتصادية الكبيرة التي تواجهها بسبب الحرب الداخلية مع الجبهات الثورية من جانب ومع عصابات المخدرات من جانب آخر.

بالرغم من أن الحرب مع عصابات المخدرات كانت قد خفت وطأتها بوفاة كبيرهم بابلو إسكوبار في مطلع التسعينيات، إلا أن أموال تلك العصابات وما تبقى منها كانت عبارة عن داعم مستديم لقوات الجبهات الثورية، والتي تلقت الدعم أيضًا من الاتحاد السوفيتي ودول شيوعية آخرى.

صحيح أن بابلو إسكوبار لم يهدد إقامة البطولة بشكل مباشر، لكن القواعد التي أرساها في كيفية إدارة الحروب مع الحكومة الكولومبية المدعومة من الحكومة الأمريكية شكلت رمانة الميزان في النزاع الكولومبي الذي استمر لحوالي 52 عامًا خاصة في أعوامه الأخيرة التي تلت فترة نشاط إسكوبار الكبيرة بنهاية ثمانينات القرن الماضي.

Social media

سريعًا وبعد إعلان كولومبيا عدم التنظيم بسبب الظروف الداخلية خرجت فينزويلا وأبدت موافقة على إنقاذ الموقف وتنظيم البطولة التي تقام خلال أسابيع، لكن بشكل ما عادت كولومبيا من جديد وأعلنت استعدادها للتنظيم وتعهدت بتكثيف الأمن حول البعثات والجماهير.

ولأن لقارة أمريكا الجنوبية ظروفًا خاصة للغاية حيث يمثلها 10 منتخبات فقط، يتم دعوة منتخبين من خارج القارة في كل بطولة، خلال تلك النسخة وجهت الدعوة لكل من كندا والمكسيك ووافقا بالفعل.

لكن بسبب اللغظ الذي صاحب البطولة والذي عظمت كولومبيا منه برفض التنظيم ثم عودتها لطلب التنظيم من جديد بتعهدات أمنية كبيرة كان سببًا في تهديد الأرجنتين بعدم المشاركة.

شهدت الأيام التالية لتهديد الأرجنتين محاولات مكثفة من كل الجوانب لإنهاء الأزمة حتى أن كولومبيا عادت من جديد وأكدت على منح الألبيسيلستي تأمينًا إضافيًا.

لكن كان القرار النهائي من قبل الأرجنتين هو الانسحاب من البطولة قبل حتى أن تبدأ، وادعى الاتحاد الأرجنتيني في ذلك الوقت أن لاعبوه كانوا قد تلقوا رسائل تهديد بالقتل لهم ولأسرهم حال شاركوا في البطولة.

ولأن المصائب لا تأتي فرادى لم يكن المنتخب الأرجنتيني هو الوحيد الذي انسحب فتبعه فورًا المنتخب الكندي، بالرغم من أن القرار لم يصبح رسميًا إلا بضغط من لاعبو الفريق الذين تركوا المعسكر وذهبوا لفرقهم قبل انطلاق البطولة بساعات.

وقبل هذا وذلك كان سكولاري المدير الفني للمنتخب البرازيلي قد قرر أن يبعد الفريق الأول له عن تلك البطولة فكانت أغلب اختيارات القائمة من الصف الثاني.

كانت البطولة مهددة بالإلغاء بعد الانسحاب الأرجنتيني الذي تبعه رفض كندي للسفر لكولومبيا من الأساس، فالفرق تقلصت لـ 10 من جديد، كأن العدد كان فائض في البداية.

سريعًا تصرف الاتحاد الكولومبي بالتعاون مع اتحاد أمريكا الجنوبية ووجهوا الدعوات لعدد من الفرق التي لا تربطها مواجهات خلال فترة كوبا أمريكا.

الرد جاء إيجابيًا بشكل سريع من كوستاريكا، فبدا أن الأزمة على وشك أن تُحل، لكن لم يتلقوا من بعد ذلك الرد أي رسائل آخرى حتى أن البطولة قد انطلقت بالفعل.

وبعد ساعات من انطلاق البطولة جاء رد إيجابي جديد من قبل هندوراس لتخوض المنافسات، بالرغم من عدم التحضير له أو الترتيب للسفر.

توجهت طائرة خاصة بالجيش الكولومبي للهندوراس التي كانت بدورها قد جمعت عددًا يكاد يكفي لخوض مباراة من اللاعبين، وسافروا فورًا لكولومبيا ووصلوا قبل أول مواجهة لهم أمام الضيف الآخر الذي أنقذ الموقف مبكرًا كوستاريكا بشكل مباشر حتى أنهم لم يحظوا بساعات نوم كافية قبل اللقاء.

Getty

المثير في ذلك الأمر أن منتخب هندوراس وبالرغم من الخسارة في المواجهة الأولى له ضد كوستاريكا إلا أنه فاز على كل من أوروجواي وبوليفيا وشهدت المجموعة صعود الضيفين للدور التالي.

في دور الـ 8 استمر تفوق الضيوف وصعدت هندوراس لدور النصف نهائي عقب التغلب على البرازيل بهدفين نظيفين وفي المقابل تواجد المنتخب المكيسكي أيضًا في نصف النهائي لتكون نصف الفرق المتبقية في البطولة مجرد ضيوف من خارج القارة.

وكاد النهائي أن يكون خاصًا بالضيوف بشكل تام لولا تفوق أصحاب الأرض على الهندوراس، ومن بعدها توجت كولومبيا بالبطولة على حساب المكسيك في المباراة النهائية، في بطولة شهدت الكثير من الإثارة خارج وداخل الملعب في أمور متعلقة بكرة القدم وأشياءًا آخرى.