Bayern Munchen Rummenigge NagelsmannGettyImage

حصول على الدوري وإخفاق أوروبي .. بايرن ميونخ بين الهيمنة المطلقة والمحاسبة الظالمة!

أعلن بايرن ميونخ نفسه بطلًا للدوري الألماني منذ قليل بعد حصوله على اللقب 32 في مسيرته الرياضية الحافلة بالتتويجات.

العملاق البافاري الذي أصبحنا معتادين على ارتباط اسمه بالبطولات المحلية، عانى هذا الموسم من إخفاق أوروبي واضح بعد خروجه من الدور ربع النهائي.

فأصبح الآن هناك انقسام حول مدى نجاح موسم البايرن من عدمه، فهل تتويجه الاعتيادي ببطولة الدوري يشفع له؟ أم من المفترض محاسبته على البطولة الأوروبية فقط؟

الموضوع يُستكمل بالأسفل

فيما يلي، نستعرض معكم تحليل ووجهة نظر حول موسم بايرن ميونخ، وعن الأسباب التي وضعته محل التساؤلات.

دوري العادة

لا جديد يذكر، "بايرن ميونخ بطلًا للدوري" عنوان قد اعتدناه، بل أن الغريب هو رؤية عنوان آخر يتضمن اسم فريق في ألمانيا بجانب كلمة بطل الدوري التي أصبحت ملازمة للعملاق البافاري.

الهيمنة التي يفرضها البايرن غير اعتيادية بالمرة على الملاعب الأوروبية الكبيرة، فقد يظن البعض أن ريال مدريد أو باريس سان جيرمان أو حتى مانشستر يونايتد يمتلكون سيطرة مماثلة، لكنهم سيصدمون عند معرفة الفوارق الصغيرة والمنطقية بينهم وبين المنافسين.

Bayern Munchen 10thGoal

أما ميونخ فيغرد خارج السرب وحيدًا، وهو يشعر بالملل، أو ربما نعتبره نحن كذلك، لكنه يبدو مستمتعًا بتحصيل البطولات المحلية واحدة تلو الأخرى دون الالتفات لبقية الفرق الذي يسعون طوال الموسم بلا جدوى.

المثير في الدوري الألماني هذا الموسم هو حدث لم يحدث بداخله بل خارجه، فالتتويج باللقب العاشر على التوالي للفريق البافاري يأتي بعد تعادل ثقيل الظل قد حدث في بطولة أبطال أوروبا أمام فياريال.

خروج غير اعتيادي من ميونخ يطرح التساؤل الكبير الذي مل منه البعض حول استحقاق يوليان ناجلسمان لتدريب الفريق.

معيار ظالم لكنه عادل!

في أي دوري في العالم يتم محاسبة مدربي الفرق الكبرى حول ما يحدث داخل البطولات المحلية، من إنهاء الموسم في بعض المراكز المحددة أو الحصول على بطولة الكأس أو حتى السوبر.

لكن عند العملاق البافاري الأمر يختلف، لما لا؟ فبايرن ميونخ لا يشعر بأي إزعاج في الساحة المحلية، هو مسيطر على كل شيء، ولا تخرج حتى موهبة جديدة داخل الأراضي الألمانية إلا وتحصل عليها.

المعيار بمحاسبة المدرب على البطولة الأوروبية فقط هو ظالم وغير منطقي، فكيف يمكن أن تحاسب شخص على عدم

تحقيقه لبطولة عشوائية العدل والمنطق فيها يتدخل بنسب ضئيلة للغاية؟

لكن عند حالة ميونخ نتوقف قليلًا لنتذكر كيف استطاع هذا الفريق بمنظومته القوية قتل المنافسة محليًا وتفريغ الأندية لصالحه.

فنعود من جديد لنحول ظلم هذا المعيار إلى عدل لا بد منه في تقييم موسم بايرن ميونخ الحالي.

الفريق البافاري هذا الموسم حدث معه العجب، فخرج من بطولة كأس ألمانيا على يد بوروسيا مونشنجلادباخ بعد الخسارة الكارثية بخماسية دون رد.

والحقيقة أنه ليس أول فريق يهزم ويخرج من بطولة بعد نتيجة ثقيلة، هي تحدث وهذا أمر طبيعي، وتقبله جمهور ميونخ.

لكن الخروج من بطولة دوري الأبطال على يد فياريال بعد أن تهزم خارج ملعبك وتتعادل في أرضك هو ما وجه أصابع الاتهام حول ناجلسمان هذه المرة.

فترى هل يستحق فعلًا المدرب الشاب هذا الهجوم العنيف؟

ناجلسمان بين نارين

الانتقاد الشرس الذي يتعرض له صاحب 34 عامًا قد يبدو منطقي بعض الشيء بعد ما ذكرناه من مساوئ قد حدثت في موسم ميونخ الحالي.

لكن المشكلة أن ما يحدث معه يتعارض مع سياسة البايرن المثالية التي نسمعها مرارًا وتكرارًا من جماهيره حول الهدوء الذي يلازم النادي.

المطالبات بالاستقالة انهالت على يوليان بعد الخروج الأوروبي، وبالطبع الطريقة التي ودع بها البايرن المنافسة لم تكن لائقة، لكن هل يعقل أن يتم إنهاء كل شيء في لحظة واحدة؟

Julian Nagelsmann Bayern Munich GFXGetty/GOAL

في البداية سيق وأن ذكرنا أن معيار التقييم من خلال البطولة الأوروبية منطقي وعادل مع البايرن، لكنه لا يطبق على مدرب شاب طموح ويحاول التجديد في كرة القدم عبر بوابة كبيرة مثل ميونخ.

ناجلسمان لديه أفكار واعدة، بالطبع هو ليس هانسي فليك ولا يوب هاينكس، لكنه يحتاج الوقت حتى يضع نفسه مع تلك الأسماء.

موسم البايرن متوسط ليس ناجحًا ولا فاشلًا، لكنه به بوادر تحتاج العناية، مثل التدعيمات التي يحتاجها الفريق، والتي وضحت أهميتها في منتصف الموسم عند إصابة بعض العناصر ولجوء ناجلسمان باللعب بخطط هجومية لا وجود فيها لظهيرين، وتلك المشكلة هي ما دفعت فليك للرحيل من الأساس.

قد يتحمل يوليان الإخفاق الأوروبي هذا الموسم، لكن على الجماهير الفهم أن الإدارة تشارك فيه بنسبة أكبر مما تتخيل.

يوفنتوس جديد لكن بلا إخفاق!

عدم التعاقد مع لاعبين جدد والاهتمام بسوق بايرن ميونخ السابق أثر على مستوى الفريق ووضح كل شيء عند إصابة بعض عناصره.

الفكرة ليست بجديدة في ذكرها، لكن مضمونها أن هناك خللًا في التصور المستقبلي عند الإدارة للعملاق البافاري.

ويبدو أنه منطقي أن يحدث ذلك، لما لا والفريق الألماني يحصد البطولات بأي عناصر في أي ظروف في ظل غياب وجود منافس شرس مع تقهقر وضعية بوروسيا دورتموند في الوقت الحالي.

Karl-Heinz Rummenigge FC BayernGetty Images

الأمر مشابه لما حدث مع يوفنتوس، الفريق الكبير الذي فقد بطولة الدوري وعاد من جديد ليبحث عن مكانه وسط المراكز الأربعة المؤهلة لدوري الأبطال.

نفس الاختيارات الخاطئة والتكاسل في سوق الانتقالات الذي أصاب ميونخ الآن، لكن الفارق أن النادي الألماني حذر بشكل أكبر من الدخول في أزمات اقتصادية.

فيوفنتوس لم يحسب المسألة بشكل صحيح عندما تعاقد مع رونالدو الذي أدخل الفريق من بعدها في دوامة الأزمة المالية التي جاءت معه.

على الجانب الآخر فقد يكون البايرن متكاسلًا ولا يلبي احتياجات المدير الفني، لكنه لا يورط نفسه في صفقات قد تضره على المدى الطويل، أو حتى القصير.

إعلان