حصاد السوق | ليفربول والاقتصاد المؤذي

"هذا العام لن يكون النهاية بالنسبة لليفربول، العام المقبل سيكون هناك فترة انتقالات جديدة. هذا الفريق قمنا بالاستثمار فيه بشكل كبير، الآن علينا العمل على تحسينه. لا يمكنني أن أقول أي شيء بشأن ما تقوم به بقية الفرق في سوق الانتقالات، لكنني لا أعرف كيف يوفرون لكل تلك الصفقات، الجميع لديه فواتير ليسددها في النهاية. هناك أربعة أندية في العالم فقط تستطيع أن تقوم بما تريده بسوق الانتقالات، ريال مدريد وبرشلونة ومانشستر سيتي وباريس سان جيرمان، نحن لا يمكننا القيام بالأمر مثله، تحقيق كل ما تتمناه ليس سهلًا".

بتلك الكلمات برر يورجن كلوب عدم دخول ليفربول لهذا السوق بقوة، أو عدم دخوله أصلاً بالأحرى.. هي كلمات صدرت عن مدرب الفريق الذي توج قبل شهرين وبضعة أيام بلقب دوري أبطال أوروبا، وحقق وصافة البريميرليج بفارق نقطة وحيدة عن المتصدر مانشستر سيتي، الذي لسوء حظ كلوب حقق 98 نقطة في الموسم الذي حقق به 97 فقط.

لنختصر الحكاية التي لا تستحق الإطالة، أشارت بعض التقارير الصحفية أن ليفربول لا ينوي القيام بصفقات أغلى من صفقة شيردان شاكيري في الموسم الماضي، والتي انتهت مقابل 13 مليون جنيه استرليني فقط، هذه سرقة، والسرقات لا تحدث طوال الوقت..

باختصار الفريق لا ينوي تدعيم صفوفه سوى باليافعين للغاية الذين سيقضوا وقتهم مع فريق الشباب، أو بالصفقات بالغة التوفير والتي أول ما يجعلها مميزة إلى تلك الدرجة، أنها لا تحدث بتلك السهولة، تلك الفرص لا تأتي كل يوم، لن يُظهر لك هال سيتي لاعباً مثل روبرتسون في كل موسم أيضاً على ذكر السرقات.

هل يبدو فعلاً الحديث عن "الفرق التي تحقق كل ما تتمناه" ذو أي أرضية من المنطق؟ هل يوجد فريق ينوي منافسة مانشستر سيتي، وكل ما يفعله هو تدعيم فرق الناشئين وضم أدريان لتعويض سيمون مينيوليه؟

صحيح أن التخلص من اللاعبين عديمي الفائدة للفريق مثل ألبرتو مورينو ودانييل ستوريدج هو أمر جيد، ولكن حتى هؤلاء يجب تعويضهم ولو بصورة رمزية لدعم عمق القائمة، في الموسم الإنجليزي المعروف بكونه الأطول والأكثر إرهاقاً بين كبار الدوريات الأوروبية.

ولكن كلوب لديه فكرة مغايرة، جو جوميز كثير الإصابات طويلة الأمد سيدعم جميع مراكز الدفاع، لأنه يجيد اللعب بها جميعاً، ولأن بديل الظهير الأيسر غير موجود أصلاً في ظل إصابة طويلة لناثانيال كلاين بديل الأيمن، يبدو أن ميلنر البالغ من العمر 33 عاماً سيظل يشغل مركز أي لاعب يُصاب في القائمة كالعادة.

ولكن بعيداً عن أزمة العمق، ما الذي كان سيضر بخزانة ليفربول إن تعاقدت مع مدافع أفضل من جويل ماتيب وديان لوفرين لكي يخفف العبء على قائده فيرجيل فان دايك؟ هل يبدو لك ليفربول كأحد الأندية التي لا تقدر على دفع 25 مليون جنيه استرليني لضم مدافع مثل توبي ألديرفايرلد؟ هذا مجرد مثال..

لا تمازحونا حقاً، فحين يتحدث كلوب عن الأندية التي تحقق كل ما تريده، نسي أن يذكر إيفرتون الموشك على إنفاق 40 مليون جنيه استرليني لضم أليكس إيوبي، إيفرتون.. صدقاً!

باختصار، كلوب وإدارة الريدز يلعبان بالنار، وتلك النار قد تسهم بتحويل موسم سابق رائع إلى موسم أقل روعة فيما يلي، لن نبالغ بالقول أن هناك كارثة في الطريق، ولكن مع تلك النواقص الواضحة، فإن بعض الإصابات ستكون مؤذية للغاية.