حسين الشحات

حسين الشحات ورونالدو وخدعة كايزر.. كيف يصطاد اللاعبون الجماهير بطُعم الانتماء


يوسف حمدي    فيسبوك      تويتر


مساء الخير، قبل أن تهم بسبي علنًا وددت أن أخبرك بأن ما ستقرأه هنا سيكون عبارة عن مواقف حدثت بالفعل، لا يتخللها تمامًا رأيي في هذا اللاعب أو ذاك، لذا فإن سبابك هنا سيكون في غير محله، لماذا؟ لأنك ستسب الشخص الخطأ وهو أنا، تخيل أن أباً يحكي لأبنائه الصغار قصة عن أحد الأشرار، فيهم أحدهم بشتم أبيه، لماذا؟ لأنه شرير، هو مثال بسيط أو تافه بالأحرى ولكن وجب الاعتماد عليه لتحذيرك من الوقوع في هذا الخطأ.

حين تتحدث عن الانتماء فأنت تتحدث عن أكثر الموضوعات حساسية لدى الجمهور، وحين تعنون قبلها بكلمة الوهم فأنت تطعن في شرف غالبية المشجعين، ذلك لأن المشجع يعتز بالنادي الذي ينتمي إليه اعتزازًا لا يقل عن ما يكنه نحو عائلته، أو ربما يزيد، هل نسيت أن أحد اللاعبين المصريين قد صرح سلفًا بأنه كان سيتبرأ من والده لو شجع ناديًا منافساً؟ هل تتذكر حينها تصفيقات فئة ما من الجماهير ــ وهي التي ستهم عليّ بالسباب ــ لتصريح مثل هذا، إذًا حاول أن تدرك حساسية الأمر قبل أن تتفوه بأي كلمة حوله.

الموضوع يُستكمل بالأسفل

بناء على ما سبق، فإن مقياس الحديث عن أي لاعب بالنسبة لغالبية الجمهور هو الانتماء، يقول آرسين فينجر أن الجماهير عادة ما تحب اللاعبين الذين لا يجيدون لعب كرة القدم، بينما تنهال بالسباب على الآخرين الذين يؤدون أصعب الأدوار، وفسر ذلك بأنه يرجع لجهل اللاعب المحبوب غالبًا بما عليه أن يفعل، لذا فإنه يتحرك في كل مكانٍ في الملعب توجد فيه الكرة، وحيث توجد الكرة تتوجه أنظار غالبية الجماهير بالطبع، لذا فإنهم يرون أن هذا اللاعب مقاتل ويفعل كل شيء من أجل الفريق، عكس الآخر الذي ربما ينفذ تعليمات خططية وتكتيكية بالوقوف في مكان ما بعيدًا عن الكرة، ولكنه دائمًا ما يتم اتهامه بالكسل وعدم التفاني في خدمة الفريق، هذه هي حكاية كرة القدم بتلخيص شديد، قليل من سيفهمها كما هي، أما الغالبية فستسير خلف العاطفة، واللاعب الذي يحب فريقي ويقاتل من أجله سأصنع له تمثالًا، ومن لا يفعل ذلك فليس له عندي إلا السباب. عزيزي القارئ الآن يمكننا أن نبدأ، وكلما شعرت برغبة في توجيه الكلمات الخادشة للحياء تجاهي، من فضلك أعد قراءة هذه المقدمة مرة أخرى.

خدعة كارلوس كايزر

إن لم تسمع عن كارلوس كايزر فحاول أن تبحث عن قصته، فهي شيقة ومتتعة للغاية، كايزر كان النصاب الأشهر في تاريخ كرة القدم، لاعب امتدت مسيرته لـ 20 عامًا دون أن يلعب أية مباراة، وفي رواية أخرى لعب 30 مباراة فقط وأصيب ــ أو ادعى الإصابة بالأحرى ــ في جميعهم، كان مهاجمًا وعلى الرغم من ذلك لم يسجل أية هدف، وكان ذلك بالطبع في عصر ما قبل التكنولوجيا، حيث لم يكن هناك من يستطيع كشف الادعاءات المماثلة.

قصة كايزر باختصار كانت أنه أراد اقتحام كرة القدم بطريقة أو بأخرى، فإن لم يكن يمتلك المهارات الكافية من أجل ذلك فلا بأس، ذهب إلى الملاهي الليلية حيث يوجد الجميع، وكون صداقات مع برانكو وروماريو وبيبيتو أشهر لاعبي البرازيل وقتها، وطلب منهم التوسط له من أجل الانضمام لأحد الأندية البرازيلية، وهو ما تحقق بالفعل، بعدها أنشأ علاقات مع عدد من الصحفيين الذين نشروا الأخبار المفبركة حوله وحول إمكانياته الجبارة، وفي الوقت ذاته، كان يحمل هاتفًا محمولًا في زمن كانت الهواتف المحمولة فيه أثمن من الألماس، ويدعي أنه يتحدث الإنجليزية مع وكلائه الذين يجلبون له عشرات العروض الأوروبية، قبل أن يفضحه أحد أطباء الفريق الذي كان يجيد الإنجليزية، حيث اكتشف أن كايرز كان يهرطق بكلمات غير مفهومة، واتضح أن الهاتف الذي يمتكله هو هاتف لعبة، محظوظ أنت يا من لم تولد في عصر التكنولوجيا.

تضمنت قصة كايزر العديد من الاحتيالات، مثل صداقته بأحد أطباء الأسنان الذي كان يدعي أن اللاعب يعاني من عدوى فموية تحتاج لأن يكون بعيدًا عن الملاعب حتى يهرب من التدريبات والمباريات، أو أنه كان يقضي لحظات التدريب بالركض مع المجموعة بشكل طبيعي، وحين يحين موعد التدريبات بالكرة يركل الأرض ويدعي الإصابة، حاول أن تقرأ القصة إن لم تكن قد قرأتها من قبل حتى ندخل في تفاصيل الموضوع الرئيسي سريعًا.

لماذا ذكرنا هذه القصة في الأساس؟ لنقتبس منها لقطة ما، كايزر لعب في صفوف أجاكسيو الفرنسي لمدة 9 سنوات كاملة، وكما ذكرنا قبل أنه لعب خلالها 30 مباراة ادعى الإصابة في جميعهم من أجل الهروب، وقيل أنه لم يشارك فيهم أصلًا، وذلك بالطبع بناء على الأخبار الكاذبة التي روجها حوله الصحفيون في البرازيل، ولكون أجاكسيو يعاني في دوري الدرجة الثانية حينها، فلا بأس من اللجوء لتلك الموهبة التي يتحدث عنها الجميع في البرازيل من أجل إنقاذ الفريق.

حان موعد تقديم كايزر أمام جماهير أجاكسيو، واحتشدت الآلاف لرؤية مهاراته، وكما أسلفنا كان كايزر بلا مهارات أصلًا، وهنا لجأ إلى حيلة جديدة، وهو أن أهدى كل الكرات للجماهير لكي يتفادى استعراض مهاراته بالكرة حتى نفذت جميع الكرات، ومن ثم قام بتقبيل شعار النادي أكثر من مرة أمام تصفيقات حارة وتحايا مدوية، وهي الحيلة التي سنتوقف عندها قليلًا، أو كثيرًا حتى لا أكون كاذبًا، خدعة تقبيل الشعار هي جزء من شيء يحدث بشكل تكراري كدلالة على الانتماء، ليبقى السؤال، هل الانتماء في كرة القدم مجرد بالونة صغيرة؟ وأنها أصبحت بهذا الحجم الموجودة عليه حاليًا بسبب نفخ الجماهير ليس إلا؟

Carlos Kaiser

الأساطير

هنا حانت لحظة السباب، لأننا ببساطة سنتعرض لبعض الأشياء التي لا تمس لدى الجماهير، ولكن بداية فلنبدأ بأقلها قدسية حتى تأتي الصدمة على مراحل، جوردان هيندرسون مثلًا يحب ليفربول ويحاول أن يجتهد بقدر ما يمتلك، لذا الجماهير في ليفربول تحبه، هو لا يلجأ لأية خدع، ولكنه لا يقدم ما يكفي في مهنته ذاتها، ذلك لأنه لا يمتلك أكثر مما يؤدي به، حتى وإن كان ما يمتلكه لا يرتقي لمستوى المنافسة المرجو هناك.

ننتقل إلى جزء آخر، كريستيانو رونالدو، الرجل الذي تغزل في ريال مدريد لـ 9 سنوات قبل أن يرحل إلى يوفنتوس، رونالدو صرح أكثر من مرة أنه سيعتزل في ريال مدريد، وأن التواجد في ريال مدريد لا يجعلك تفكر في الرحيل من الأساس لأنه لا يوجد ما هو أفضل، الفارق أن رونالدو كان يقدم الإضافة الخارقة بالفعل على الأقل قبل السنوات الثلاثة الأخيرة، لذا كان المردود يتحد مع العاطفة فيصنعان الشعبية سويًا، ولم يتوقع أحد أن أحاديث رونالدو تلك تنطلق من وراء قلبه لأنه لا دليل على ذلك، رحيله فقط هو ما جعل هذا السؤال يتردد، خاصة بعد تصريحاته بخصوص يوفنتوس، وهنا لا أقصد التصريحات الأشهر التي تتحدث عن مفهوم العائلة، فهي منطقية لأي لاعب ينضم لأي فريق جديد، ولكن ثمة أشياء لجأ إليها صاروخ ماديرا توضح مقدار ذكائه في كسب شعبية جماهير الفريق الذي يرتدي قميصه في كل مرة.

رونالدو تحدث بخصوص أكثر مبارتين عاطفيتين لدى جمهور يوفنتوس، ديربي إيطاليا أمام إنتر ميلان، وديربي تورينو أمام تورينو، تحدث رونالدو بأنه يريد التسجيل في المبارتين لأنه يعرف قيمتهما، وحكى عن عامل نظافة قابله يومًا وطلب منه تسجيل هدف في شباك تورينو، وكيف رسخ هذا الموقف بداخله قيمة هذه المباراة.  

رونالدو دعم تصريحاته تلك ببعض الحركات المثيرة للجدل، فقد حاول استفزاز جمهور إنتر في المباراة الأولى بالمبالغة في الاستعراض بداية الشوط الأول، وهو أمر غير معتاد عند رونالدو في السنوات الأخيرة، تلك السنوات التي عنوانها الحسم في المقام الأول، لم نشاهد رونالدو بالكرة في وسط الملعب يتحرك بها يمينًا ويسارًا مع هتافات الجماهير، ومن ثم يبتسم كعادته لأنه أنجز شيئًا هامًا، وفي المقابل أمام تورينو فبعدما نجح في تسجيل هدف من ركلة جزاء قام بتصرف غير مبرر، بأن ذهب في اتجاه الحارس ليصدمه بالكتف مع إشارات استفزازية لجمهور تورينو في إعادة لإنتاج الكالما كالما الشهيرة ربما.

بالطبع لا يمكن أن نجزم بأن هذه التصرفات خاطئة، ذلك لأن طبيعة المباريات التنافسية المماثلة تختلف عن غيرها، ولكن ذلك كان مثيرًا للانتباه لأنه جاء على عكس عادات رونالدو في السنوات الأخيرة، ولأنه جاء نتيجة لتصريحات حاول أن يبرز فيها رغبته في سحق تورينو وإنتر خاصة دونًا عن غيرهم، وبعد عامين بالضبط من إطلاق تصريحاته الرومانسية الأشهر تجاه ريال مدريد، ما يعطي تلخيصًا حول ذكاء رونالدو وقدرته على كسب ود الجماهير سريعًا، تمامًا كما كان لديه القدرة على كسب البطولات وتسجيل الأهداف حتى لا تعنون هذه الكلمات بطريقة خاطئة، أو يفسرها البعض كمحاولات للتقليل من كريستيانو اللاعب أو مسيرته.

Cristiano Ronaldo Juventus 2018-19

في هذا الصدد أيضًا هناك أليساندرو ديل بييرو، لم يكن سارقًا ولا مدعيًا، وكان منتميًا ليوفنتوس ويمتلك حبًا حقيقيًا للسيدة العجوز، ولكن تصريحات لوتشيانو مودجي بشأن أليساندور لفتت الانتباه إلى شيء هام، مودجي قال في كتابه ــ الكرة التي أحملها ــ حول ديل بييرو:  "ديل بييرو لاعب كبير ولكنه بالنسبة لي ليس راية، أعلم أن هذا الكلام سيغضب جمهور يوفنتوس، لكن الرايات في كرة القدم لا يحصلون على أكوام اليوروهات ثم يطالبون بما هو أكثر، مفاوضات تجديد عقد أليساندرو دائمًا ما كانت أشبه بالحرب، كان يطالب النادي بتحمل نفقات لا يستطيع تحملها، ولكنه كان فتى جيد، ويعرف كيفية الحفاظ على صورته والظهور بشكل جيد أمام الجماهير"

هنا أظهر مودجي شيئًا يخفى على الكثيرين، وهو أنه أحيانًا ما يحدث داخل الغرف المغلقة يكون على عكس ما تراه الجماهير، ديل بييرو كان لاعبًا محترفًا، وكان منتميًا ليوفنتوس بدليل أنه لم يرحل عنه حين هبط للدرجة الثانية، ولكنه في نفس الوقت لم يهب النادي حياته كما تتصور الجماهير، وأنه كثيرًا ما هدد بالرحيل ضمنيًا للحصول على الراتب الذي يريده في أحلك لحظات السيدة العجوز ماديًا، على الرغم من أن النادي كان يعطيه راتبًا يفوق ميزانيته في الأصل، ولكنه كان محترفًا كما أشرنا، ويبحث عن مصلحته كأي إنسان ولا عيب في ذلك، فقط ينظر إليه كعيب لأنه يتنافى مع بعض المعتقدات الموجودة لدى الجماهير، الجدير بالذكر أن فئة من جمهور يوفنتوس اتهمت مودجي بالسرقة والرشوة وذكرته بماضيه كرجل فاسد بعد هذه التصريحات، على الرغم من أنها قضت سنوات تدافع عن شرف الرجل أمام هذه الاتهامات، ونصبته بطلًا مغوارًا مدافعًا عن السيدة العجوز في قضية الكالتشيوبولي الشهيرة، وربنا نسوا أنهم باتهاماتهم له يجردون يوفنتوس ضمنيًا من لقبي الدوري المسلوبين منه، ولكنني نسيت إخبارك بداية أن جمهور الكرة يستطيع تغيير رأيه كليًا في يوم وليلة لجعله يتناسب مع انتماءاته، حتى وإن لم يتناسب مع أشياء كررها مرارًا لسنوات.

Alessandro Del Piero Luiz Nazario da Lima Ronaldo Juventus Inter Serie A 10251998Getty Images

وما علاقة ذلك بحسين الشحات؟

لأن واقعة انضمامه أو اقتراب انضمامه للأهلي تشابه ما سبق ذكره، أو بالأحرى تشابه في التعامل الجماهيري التعامل مع ما سبق ذكره، لسنا هنا لنجزم إذا كان حسين أهلاويًا صميمًا أو أنه يدعي ذلك، ببساطة لأن كونه أهلاويًا منذ طفولته ليس دليلًا على أي شيء، وكونه كان يحلم باللعب للأهلي أيضًا لا يمكنه أن يكون مقياسًا، ذلك لأن العب للأهلي أو للزمالك هو حلم جميع الأطفال تقريبًا، ومن ثم يصبح حلمًا لجميع اللاعبين المصريين، تمامًا كاللعب لأي من الكبار في أي بلد ما بالنسبة لأي لاعب ما.

فقط كما ذكرنا بعض الأشياء التي تعمدها رونالدو مع انتقاله ليوفنتوس ــ دون المساس به كلاعب ــ وجب أن نذكر أشياء يقوم بها حسين الشحات، وهي التي روجت لها جماهير الأهلي كثيرًا، أولها أنه صرح منذ عامين بأنه مستعد للعب في الزمالك، وذلك تصريح ينم عن كونه محترفًا، لأنه يشجع الأهلي بالطبع كما قال وكما أظهرت المواقف، ولكنه في نفس الوقت لا يمانع في أن يكون لاعبًا للزمالك، ولو مانع أحد بأن ينتقل لأحد الكبيرين في مصر بدلًا من أن تضيع مسيرته في صفوف أندية الشركات والمؤسسات، فإنه يقدم شهادة رسمية تثبت أن لديه خللًا في قواه العقلية.

حسين تألق مع مصر المقاصة، ومنها إلى العين الإماراتي، هناك اختلفت مسيرته لأنه أصبح مطلوبًا في أكثر من جهة، وأصبح الأهلي هو من يحتاجه أكثر من احتياجه للأهلي، فهنا انقلبت الحسابات، وأصبح حسين هو من عليه أن يتنازل لينضم إلى الأهلي وليس العكس، وذلك نظرًا لكونه مملوكًا لنادي العين الإماراتي، الفريق الذي لديه الحق في الموافقة على العرض أو رفضه.

بالطبع قيمة الشحات المادية أيام مصر المقاصة لا تقارن إطلاقًا بقيمته حاليًا، لاعب انضم إلى صفوف العين الإماراتي مقابل 4 مليون دولار، ومن ثم أصبح نجمًا فوق العادة، من البديهي أن تتضاعف هذه القيمة، وبتحصيل فارق العملة ستجد أن الأهلي عليه أن يخصص ميزانيته كاملة ربما من أجل تغطية نفقات الصفقة، حسين حضر مباراة سابقة بقميص أحمر في مدرجات الأهلي، ومن ثم أشار للاعبي الترجي بالرقم ثلاثة في كأس العالم للأندية في لقطة أخذتها الجماهير كرد اعتبار للمارد الأحمر من هزيمته أمام الترجي في نهائي دوري أبطال أفريقيا، والشحات يعلم جيدًا أن الجماهير ستتعامل معها بهذا المنطق ولم يفعلها فقط للاستفزاز، كما تعلم أنت وأعلم أنا ويعلم الجميع.

الشحات واصل سعيه إلى دخول قلوب جماهير الأهلي، بعد مئات التصريحات تقريبًا حول أنه لن يلعب سوى للأهلي في مصر، وعن رغبته في العودة إلى مصر من أجل الانضمام للأهلي، حمل معه قميصأ ادعى أنه القميص الذي هزم العين به الترجي بثلاثية، على الرغم من كون اسم اللاعب مكتوبًا تحت الرقم على عكس قمصان كأس العالم للأندية، حسين كان ذكيًا كرونالدو وكايزر وديل بييرو والبقية، حمل معه قميصًا هزم به الترجي الذي هزم الأهلي وأظهره على الهواء في حوار تابعه كل مشجعي كرة القدم في مصر، وأخبرنا يا مودجي عن بعض الأمور التي تحدث داخل الغرف المغلقة.

في النهاية هذا ليس اتهامًا لحسين الشحات بأنه نصاب مثل كارلوس كايزر، وليس طعنًا في انتمائه للأهلي، وليس جزمًا بأن هذه التصرفات لا أساس عاطفي لها، ولكنه فقط إلقاء للضوء على مفهوم الانتماء بشكل عام، وعلى تقديس الجماهير لبعض الأشياء التي لا تستحق التقديس، ديل بييرو كان رمزًا من رموز يوفنتوس، والشحات قد يصبح رمزًا من رموز الأهلي، وكلاهما لا يمكن اتهامه بالكذب سواء لكون ديل بييرو قريبًا من اللعب في ميلان قبل الانتقال إلى يوفنتوس، أو لكون الشحات قد صرح من قبل بأنه لا مشكلة لديه في الانضمام للزمالك، فقط عليك أن تتذكر أن قبلة على شعار أجاكسيو صنعت لأحد النصابين مسيرة لمدة 9 سنوات مع النادي، فكر في هذه الجملة فقط وتخيل إلى أي مدى يمكن صيد الجمهور بطعم الانتماء، وإلى أي مدى بنيت بعض الأساطير على لقطات كتلك، وإذا وجدت نفسك في حاجة للاعتراض عقب كل ذلك، فأرجوك افعل كما أخبرتك، وأعد قراءة المقدمة مرة أخرى.

إعلان