WWE - 2025 SummerSlamGetty Images Sport

وداعًا سينا .. الرجل الذي احترم عقولنا ولم يفعل مثل إنفانتينو!

هل تعلم عزيزي القاريء أن كاتب تلك السطور يحظى بمتابعة من حساب جون سينا الرسمي على منصة X؟ نعم، أنا من أملك 783 متابعًا من ضمنهم جون سينا صاحب ملايين المتابعين، والمضحك أنني لست من ضمن هؤلاء!

فجر الأحد قرر جون سينا كتابة الفصل الأخير في مشواره مع عالم المصارعة الحرة وتوديع هؤلاء الملايين في نزال مع النمساوي جونتر، والغريب أنه خسر مواجهته الوداعية عكس المتوقع، مشهد أحسن المعلق الشهير للمصارعة مايكل كول وصفه عندما قال: اليوم انتصرت الرياضة على فن الترفيه"، في إشارة إلى انتصار المصارع الذي دائمًا ما تبنى شخصية جدية ورافض للسيناريوهات الترفيهية الشهيرة، وخسارة أشهر من عبر عن عالم مصارعة المحترفين وما تجسده من كونها "ترفيه" وليس رياضة حقيقية.

لم يكذب أو يتجمل جون سينا طوال مسيرته مع المصارعة، منذ يومه الأول لم يحاول أن يصدر شخصية الرياضي رغم بنيته الجسدية الهائلة، ولكن هو دائمًا ذلك الممثل الذي يتقن دوره، المصارع الذي يرفع شعار "الولاء، الاحترام، والاحترام" والأمريكي المخلص لبلاده، محبوب الجمهور ومساند الأطفال المرضى في تحقيق أمانيهم الأخيرة، وحتى عندما اختار التحول إلى شرير أتقن الدور ببراعة جعلت الجمهور يبكي من التغير على الشخصية المحبوبة والودودة المعتادة، ولذا ليس مستغربًا أن سينا نجح نجاحًا ساحقًا عندما انتقل إلى هوليوود، لم يحاول أن يكون عملاقًا مثل آل باتشينو أو ليوناردو دي كابريو، ولكن عرف أنه شخص يجيد الترفيه، فحافظ على شخصيته تلك في أفلام الحركة والكوميديا، ولم ينس في نفس الوقت "شخصيته" الناجحة الأصلية التي صنعته في الحلبة وجمهورها الوفي، ولذا قرر العودة في عام كامل وجولة لتوديع هؤلاء.

عالم المصارعة دائمًا ما كان صريحًا مع نفسه، وجمهوره كذلك، الجميع متصالح مع فكرة أننا نشاهد مجموعة من الأشخاص يتظاهرون بضرب بعضهم البعض ويخلقون عداوات وهمية بينهم ونحن نحب ذلك، لنقل إن الأمر أشبه بمن يحبون المسلسلات المدبلجة رغم سخافة اللغة العربية فيها، ولكن على الأقل هم ليسوا مثل المسؤولين عن الرياضة الأكثر شعبية في العالم التي تواصل خداع جماهيرها ومحبيها في السنوات الأخيرة تحت شعار "تحسين اللعبة".

جائزة السلام للرئيس الأمريكي الذي للمفارقة ساهم في إنجاح سيناريوهات بالمصارعة الحرة أكثر من الحروب التي يتفاخر بأنها ردعها، والمبكي أن الجائزة أُعطيت له في الحفل الذي تُوج ذروة تراجع كرة القدم على يد من يديرها، حفل كان ينتظره العالم أجمع كل 4 سنوات نجحت فيفا في تحويله إلى مهرجان لا يمت للكرة بصلة بحثًا عن إرضاء المستضيف الولايات المتحدة الأمريكية ورئيسها الذي أصبح الصديق الصدوق لنظيره في الاتحاد الدولي، ومتجاهلة 47 دولة أخرى وشعوبها وملايينها كما فعلت مرارًا وتكرارًا بالسنوات الأخيرة من زيادة للمباريات وتوسعة في البطولات وتغيير في القوانين جعل اللعبة أشبه بمسرحية رديئة مل منها جمهورها وأبطالها.

لنعد لافتتاحية هذا المقال، لماذا لا أتابع سينا رغم أنني من محبي ومتابعي المصارعة؟ لأنني لم أحب يومًا شخصية سينا "المصارع"، لم تجذبني شخصية البطل الأمريكي المثالي، ولكن احترمت دومًا صراحته مع نفسه وجمهوره، شيء لم أجده مع رئيس فيفا جياني إنفانتينو الذي أتشارك معه فقط تشجيع نفس الفريق للأسف، ولكن تخيل عزيزي القاريء أن رئيس الاتحاد الدولي للعبة وشخص يكتب عنها لا يتشاركان أكثر من هذا سويًا، ولم أقل يحبها على أي منا، لأن فيفا نجحت في الأعوام الأخيرة في قتل الحماسة بخصوص اللعبة التي نعشقها، لدرجة جعلت عالم المصارعة المزيف يبدو أكثر إمتاعًا وصدقًا، ولذا شكرًا سينا ورفاقه الذين على الأقل حافظتم على وعدكم لنا بالترفيه والمتعة دون زيف وكذب، وبانتظار عودتك بعد أشهر قليلة في سيناريو سيكون أكثر إمتاعاً من مونديال 2026!

إعلان

ENJOYED THIS STORY?

Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

0