جونينيو باوليستا المدير التقني الحالي للمنتخب البرازيلي والذي كان ضمن الجيل الذي فاز مع البرازيل بمونديال 2002، واشتهر لاعباً في إنجلترا بقميص ميدلزبره الذي يعد من أفضل اللاعبين في تاريخه، بالإضافة لخوضه تجارب أخرى مع أتلتيكو مدريد، سلتيك، وعدة أندية برازيلية أبرزها ساو باولو وبالميراس.
جول دوت كوم أجرى حوارًا حصريًا مع المدير التقني للمنتخب البرازيلي على خلفية مباراة الأرجنتين الودية في السعودية للحديث عن أسباب التواجد في المنطقة العربية وأسباب تراجع الفريق بالسنوات الأخيرة ومعاناة النجوم مثل نيمار مع أنديتهم.
-سألنا جونينيو في البداية عن جولة المنتخب البرازيلي العالمية، والذي سيحط الرحال في المنطقة العربية بأبو ظبي والمملكة العربية السعودية ضمنها، هل يرى أن المنطقة العربية أصبحت مؤهلة للتظاهرات الرياضية الكبرى، خصوصاً وأنها تستضيف المونديال بقطر بعد ثلاث سنوات؟
بالتأكيد، البرازيل فريق عالمي ومعروف في كل العالم، ولذا نقوم بهذه الجولة خارج البلاد والقارة الأمريكية الجنوبية، ذهبنا إلى سنغفورة، والآن أبو ظبي والسعودية، من الجيد أن نتعرف على الوضع والطقس الذي سنواجهه في قطر إذا تأهلنا للمونديال، خصوصاً أن البطولة ستلعب بنفس التوقيت.
-اللقاء المقبل سيكون مع الأرجنتين، لقاء كلاسيكي ومنافسة كبيرة بين الفريقين، هل هذا حاضر أيضاً حتى في اللقاء القادم رغم كونه ودي؟
دائماً أقول إن لا يوجد وديات بين الفريقين، كلاهما يريد الفوز، وهي مباراة مهمة لهما، أنتظر مواجهة كبيرة وبها احترام بين البلدين، ونتمنى أن يفكرا فقط في كرة القدم، ونقدم للجمهور مباراة ممتعة ليستمتع باللاعبين الكبار الحاضرين.
-في آخر بطولتي كأس عالم، البرازيل خرجت على يد فرق أوروبية، ألمانيا في 2014، وبلجيكا في 2018، ما هي الأسباب في الفوارق على الرغم من أن لاعبي المنتخب البرازيلي معظمهم ينشط بالقارة العجوز؟
نحن نواجه صعوبات في اللعب مع الفرق الأوروبية، الاتحاد الأوروبي لا يجعل متاحاً اللعب ودياً مع فرقه، ولذا أصبح الأمر صعباً عندما نلعب معهم، ولكن لاعبو البرازيل يتطورون، والبرازيل بدأت تتحسن وتعود للعب كرة أفضل والاستحواذ واللعب للأمام، "الجوجا بونيتو" كما نسميها هنا، نحاول العودة للمباديء الأساسية في الكرة البرازيلية، ونهتم بتطوير المواهب وحثها على اللعب بأسلوبنا.
-المدرب تيتي اعتاد تغيير حامل شارة القيادة وتدويرها بين اللاعبين، ما الأسباب وراء القرار، وهل ترى أنه يخدم مصالح المنتخب؟
القائد كان نيمار، ولكنه أُصيب قبل كوبا أمريكا، لذا أصبح داني ألفيش القائد، ولكن تيتي كان يغير من أجل العثور على قائد جديد ويعطيه الشارة بشكل دائم.
بالحديث عن ألفيش، الظهير الأيمن عاد للعب في البرازيل مؤخراً، وقال إن السبب هو استهدافه التواجد مع السيليساو بمونديال قطر، هل سيكون جاهزاً للبطولة العالمية بعد ثلاث سنوات من الآن؟
أعتقد أن الأمر يجب أن يؤخذ خطوة بخطوة، هو لاعب كبير ويتدرب كثيراً ويعتني بنفسه، ولكن يجب النظر للعمر، هو حالياً في حالة ممتازة ولكن كما قلت، يجب أخذ الموضوع بالتدرج، وسنرى بالمستقبل.
نتحول بالحديث للقائد الآخر، نيمار، مؤخراً لم يكن يمر بأفضل فتراته في باريس سان جيرمان، هل ترى أن الأفضل له الاستمرار مع ناديه أم الرحيل لنادي آخر؟
من الصعب القول، نريد رؤية نيمار سعيد ويلعب كرة ممتازة، باريس سان جيرمان، برشلونة، أو الأندية الأخرى، هي كلها أندية عملاقة، من المهم أن يعود لأفضل مستوياته ويلعب جيداً مع المنتخب وناديه.
هل أثرت الإصابات التي تعرض لها مؤخراً مع البرازيل وناديه على فرصه في الفوز بالجوائز الفردية مثل الكرة الذهبية، وعطلت تنافسه مع ليونيل ميسي على كونه أفضل لاعبي العالم؟
هناك منافسة كبيرة مع ليونيل ميسي، كريستيانو رونالدو، وهازارد، هناك عدة لاعبين مميزين في جيله الحالي، ولكنه أصغر من هؤلاء، ولكن إذا أكمل في الأداء والتألق، فربما في السنوات القادمة ستكون الظروف مهيئة ليفوز بجائزة أفضل لاعب في العالم.
-جابيجول موهبة برازيلية أخرى تتألق مع فلامينجو بالدوري المحلي، ولكن فشل في تجربته الاحترافية أوروبياً مع إنتر وبنفيكا، ما السبب؟
صعب القول، بعض الأحيان تكون لاعب جيد وتتألق مع نادي ولكن الأمر لا يتكرر في نادي آخر، حدث الأمر مع عديد اللاعبين، جابي يتألق في البرازيل، ولكن لم يجد نفسه في أوروبا، ربما في المستقبل يعود، ووقتها أعتقد سينجح.
-موهبة برازيلية أخرى هي إيفرتون سواريس، نجم جريميو وهداف كوبا أمريكا الأخيرة، هل حان وقت انتقاله إلى أوروبا والاحتراف، أم لايزال الوقت مبكراً على الرحيل عن السيري آ البرازيلية؟
هو في أفضل نادي، ويقدم عروضاً جيدة ولديه مدرب ممتاز، عليه أن يقرر متى الوقت المناسبب للرحيل، المهم أين ستذهب في أوروبا، يجب أن يكون هناك مدرب يريده ويثق فيه، في جريميو الجميع يثق فيه، لا أعرف، في أوروبا يجب أن يجد فريقاً شبيهاً بجريميو يعطيه الثقة ويثق في إمكانياته.
بالعودة للماضي، والحديث عن مسيرتك كلاعب، في ميدلزبره يعتبرك الكثيرون أفضل لاعب في تاريخ النادي، هل لا تزال تتابع مسيرة النادي الإنجليزي؟ وبرأيك لماذا هبط الفريق من البريميرليج وفشل في العودة؟-
نعم أتابعه، لست على اتصال بهم بشكل كبير حالياً ولكن أتابعه، من الصعب البقاء في البريميرليج بسبب المستوى المرتفع للتنافس، تحتاج للتخطيط جيداً، ميدلزبره كان موجوداً قبل سنوات وهبط مجدداً، لا أعرف الأسباب صراحة، ربما النادي لا يملك محترفين كفاية، في وقتي كان هناك إيمرسون ورافانيلي، ربما هذا يكون الحل.
-في إسبانيا، تعرضت لتلك الإصابة الشهيرة في مباراة أتلتيكو مدريد وسلتا فيجو بعد تدخل ميشل سلجادو، وقتها كنت من أبرز المواهب البرازيلية الصاعدة، هل تظن أنك مشوارك الكروي تأثر كثيراً بسبب تلك الإصابة؟
ربما، كنت أعيش لحظة مميزة قبل مونديال 1998، كنت أقدم أفضل مستوياتي، ولكن عندما تصاب وتتعافي وتعود تفقد الكثير، فقدت فرصة لعب المونديال، لذا، نعم، أتفق معك، مشواري تعطل وتأثر بسبب تلك الإصابة.
غبت عن مونديال 1998، ولكن كنت حاضراً ضمن التشكيل الذي حقق البطولة التالية في 2002 مع رونالدو ورونالدينيو وكافو وبقية النجوم، ما هي ذكرياتك من تلك البطولة؟
Gettyدائماً أقول إن وجودي في 2002 عوضني عن الغياب بمونديال 1998، كنت أمزح دائماً مع أصدقائي حول الأمر، ذكريات رائعة، عندما تنهي مشوارك وترى مدى صعوبة لعب تلك البطولة والفوز بها، وقتها تدرك مدى عظمة الأمر، لم نكن مرشحين للفوز بسبب التصفيات السيئة وتأهلنها في آخر جولة، ولكن نحن كلاعبين كنا نعرف أننا مجموعة موهبة قادرة على الفوز بالبطولة.
جونينيو حمل قميص المنتخب في 50 لقاء وسجل خمسة أهداف، كما مثل ميدلزبره في ثلاث فترات مختلفة ولعب معه فيها 120 مباراة، بينما لعب مع أتلتيكو مدريد 55 مرة بعدما تأثر بالإصابة وخرج معاراً مرتين إلى فاسكو دا جاما حيث كون شراكته الناجحة مع جونينيو بيرنامبوكانو، وإعارة أخرى للبورو.
البرازيل تلعب مساء الجمعة الخامس عشر من نوفمبر مع الأرجنتين على ملعب "جامعة الملك سعود" بالرياض، ثم تقابل كوريا الجنوبية في التاسع عشر من نفس الشهر على ملعب "محمد بن زايد".