في بدايات العام 2019، كان اسم إسماعيل بن ناصر يذكر الجمهور بلاعب شاب لم تكلل تجربته مع أرسنال بالنجاح، ولكن مع ختامها أصبح الحديث يدور عن أفضل لاعب في أمم إفريقيا الأخيرة، وأحد أبرز المواهب الصاعدة حول العالم.
ومن ضمن قائمة اللاعبين في "جول 25"، كان بن ناصر هو الأبرز في فئة تحت 23 عاماً بعد الإنجازات المتعددة التي حققها في السنة الماضية، وعلى الصعيدين الفردي والجماعي.
بدأ الجزائري الشاب عامه في صفوف إمبولي بالسيري آ، ورغم العروض الفنية الطيبة لمتوسط الميدان وزملائه، ولكن ترتيب الفريق لم يكن الأمثل، واستمر في دوامة الهبوط التي اجتذبت الفريق بنهاية المطاف مرة أخرى نحو الدرجة الثانية.
بن ناصر كان من أكثر اللاعبين مشاركة مع أصحاب القمصان الزرقاء برصيد 37 مباراة في الدوري، ولاقى مستواه استحساناً كبيراً من الجمهور والنقاد رغم سقوط الفريق، وبدأ الحديث عن إمكانية انتقاله لفريق أكبر.
أكمل الجزائري مشوار تألقه مع منتخب بلاده، فكون ثنائية مميزة مع عدلان قديورة في تشكيل جمال بلماضي، وكان أحد أهم الأسباب وراء تتويج ثعالب الصحراء باللقب الإفريقي الصيف الماضي في مصر بما قدم من عروض فنية رفيعة جعلته يُتوج بجائزة أفضل لاعب في أمم إفريقيا 2019.
Getty Imagesفي مصر أكد بن ناصر على تطوره الكبير فنياً وذهنياً، فهو ليس ذلك الشاب الصغير صاحب المهارة ولكن قليل الخبرات الذي كان في أرسنال، ولكن لاعب يعي طبيعة مركزه الحساس، ومتأقلم ومرتاح فيه بشكل كبير، مما فتح المزاد على اللاعب، في ظل اهتمام أكثر من نادي كبير بأوروبا.
نجح ميلان في تأمين خدمات لاعب أرسنال السابق مقابل قرابة 16 مليون يورو، وتم الاحتفاء به كأحد أهم صفقات الروسونيري الصيف الماضي، ورغم تراجع النتائج وعدم استقرار النادي، ولكن ذلك لم يؤثر على عطاء الجزائري، والذي يعد من النقاط القليلة المضيئة بموسم الفريق السلبي حتى الآن.
في سن الثانية والعشرين، يبدو المستقبل كله أمام بن ناصر لتحقيق المزيد من الإنجازات الفردية والجماعية، ورغم البداية الصعبة لمشواره في ميلانو، ولكن عامل الوقت في مصلحته، والحديث يدور حول بناء المشروع الجديد لإعادة النادي لهيبته حول الشباب المميز مثل الجزائري، ومن يعرف، لربما تكون 2020 محطة للمزيد من النجاحات له، هذه المرة بالألوان الحمراء والسوداء.