صخب الحياة في البرازيل يواجهك في كل جنباتها، مثل الاختناقات المرورية والاكتظاظ السكاني، معدلات الفقر العالية التي لا تفرق كثيرًا عن بلدان العالم الثالث، الفارق الرئيس بين هذه البلاد وغيرها هو كرة القدم!.
البرازيل هي البلد التي قدمت معايير مختلفة لكيفية لعب كرة القدم، قدموا للعالم الكثير من اللاعبين الرائعين، بيليه أحد أعظمهم على الإطلاق إن لم يكن الأعظم، وفي 1970 حين فازوا بكأس العالم امتلكوا الفريق الأفضل على الإطلاق.
القائمة لا تنتهي ببيليه، لاعبون مثل سقراط وزيكو وروماريو ورونالدو ورونالدينيو وريفالدو ومؤخرا نيمار يقدمون لك ما يعنيه إرث هذه البلاد.
لقد فازوا بكأس العالم أكثر من أي دولة أخرى وهم الفريق الوحيد الذي لعب في كل بطولات كأس العالم.
إذن، لماذا البرازيليون جيدون في كرة القدم؟ "جول" يلقي نظرة على بعض النظريات المشهورة حول هذا التساؤل.
كرة القدم في البرازيل.. دين!
Getty Imagesصحيح أن البرازيل دولة بها واحد من أكبر التعدادات السكانية في العالم، لكنها لا تزال وراء الصين والهند والولايات المتحدة وإندونيسيا.
المسألة لا تتعلق فقط بعدد السكان، البرازيل لا تزال في طليعة كرة القدم لأنها باختصار أشبه بدين في البرازيل يعتقده المواطنون، أكثر من مجرد لعبة.
البرازيل هي أرض خصبة مثالية لأولئك الذين لديهم شغف بكرة القدم لأن هناك بنية تحتية داعمة كاملة شعبية وليست نظرية فقط، ناهيك عن العديد من اللاعبين السابقين الذين أصبحوا مدربين والذين سيحسنون بالتأكيد مهارات وقدرات خلفائهم المحتملين.
كرة الصالات.. ملاعب القرى، والشواطئ
Getty Imagesكرة الصالات ذات شعبية كبيرة في البرازيل، هذه الملاعب وممارسة الكرة الخماسية بكرات ثقيلة يساعد اللاعبين الصغار على التحكم الدقيق والاستخدام المثالي للمساحات.
قال بيليه فيما مضى: "كرة الصالات تجعلك تفكر بسرعة وتلعب بسرعة، إنها تجعل الأمور أسهل عندما تتحول إلى كرة القدم الاحترافية".
شكل هذا طريقتهم في صقل مهاراتهم، والتي قام بها أيضًا العديد من الشباب هناك، حتى في القرى أو حول محيطات الشواطئ، هذا يجعلهم جيدين فيما يقومون به لأنهم يستوعبون حدًا عاليًا من معرفة تقنيات المراوغة، بالطبع لا يمكن القيام بالأمور على طريقتهم إلا بدعم من الموهبة.
كرة قدم الشوارع
Getty Imagesينتج المناخ الاستوائي في البرازيل مزيجًا من الحرارة والأمطار الغزيرة التي لا تقدم المساعدة عادة في الملاعب العشبية، لذا فإن المكان الوحيد الذي ستجده مناسبًا للمناخ هو الملاعب الكبرى في الشوارع!.
كان بيليه نفسه يلعب حافي القدمين في الشوارع مرتديًا جوارب محشوة بالورق، إنها لعبة من نوع مختلف تمامًا لأنها تُلعب على طرق غير ممهدة في البرازيل.
أكثر من ذلك، يعلم الجميع أن لاعبي كرة القدم العظماء من البرازيليين يكونون جريئين أكثر من غيرهم في فعل أي شيء على الميدان، لأنهم اعتادوا على فعل كل شيء بشجاعة على هذه الملاعب.
إحساس التنافسية
Getty Imagesيشعر لاعبو كرة القدم البرازيليون بالهدوء في خضم أي منافسة لأنهم بدؤوا بدايات صعبة للغاية في الشوارع، وكانت كرة القدم بالنسبة لهم وسيلة للخروج من أحيائهم الفقيرة والترقي في الطبقات الاجتماعية.
يتعين على اللاعبين الموهوبين محاربة بعضهم البعض من أجل جذب انتباه النادي - وهذا ليس بالأمر الهين في بلد مليء بالمواهب الشابة-.
ينتقل هذا الدافع التنافسي إلى المنافسات الشرسة بين الأندية والديربيات الشرسة في البلاد، وحتى جني الأموال الضخمة من صفقات الأندية الأجنبية يعتمد على اللاعبين المتميزين والموهوبين.
كما يتعين على المنتخب البرازيلي أن ينافس باستمرار منافسيه التقليديين في أمريكا الجنوبية، مثل الأرجنتين وأوروجواي.
إذن، قد يكون فريق السامبا مرادفًا لكرة القدم الجميلة، لكن لا يجدر نسيان الثقافة التنافسية التي أتوا منها.
وعندما تسافر كل هذه المواهب إلى أجزاء أخرى من العالم، على سبيل المثال في أوروبا أو الصين أو غيرها، يمكنك أن تراهن على أنهم عملوا بجد للوصول إلى هناك.
ثقافة الانتصار
Gettyالنجاح يولد نجاحًا بالتأكيد، لقد كبر البرازيليون وهم يشاهدون نجوم الشوارع يرتدون قمصان المنتخب الوطني ويصبحون أبطالاً، لذا فإن التوقعات عالية دائمًا لدى الشعب بمجموعه.
يتوقع المشجعون أن يفوز فريقهم وأن يبدو جيدًا دائمًا، لا يوجد شيء اسمه الدفاع و"إيقاف الحافلة" في البرازيل، هذه الطريقة هي أقرب شيء لخيانة كرة القدم بالنسبة لهم.
الأمة كلها تراهن على ثقافة الفوز من خلال أن يكونوا الأفضل بين الجميع على الإطلاق.
ختامًا، ورغم كل هذه العوامل، فمن الصعب أن نؤكد بالضبط ما الذي يجعل البرازيل جيدة في كرة القدم، لكن ما يظهر أنه ربما يكون مزيجًا من جميع العوامل المذكورة أعلاه، إلى جانب سر غير معروف من أسرار السامبا يجعلهم يستمرون دائمًا في إنتاج أجيال من لاعبي كرة القدم العظماء.
.jpg?auto=webp&format=pjpg&width=640&quality=60)