Ronaldo Cruzeiro Valladolid Goal Ar

جول إنسايدر | استثمار مالي أم عاطفي؟ إمبراطورية رونالدو الرياضية تنطلق!

"جول إنسايدر" هي سلسلة جديدة تركز على ممتلكات نجوم كرة القدم خارج عالم الساحرة المستديرة، استثمارات ومجالات مختلفة قرر نجوم الكرة التوجه لها بعيداً عن الميدان، منها ما يناسب رجال الأعمال، وأخرى غريبة ومفاجأة، وهو ما نسلط الضوء عليه.

لن تجد أكثر منه مهارة في التاريخ ربما، البعض يقول إن الإصابات منعته من تحقيق أكثر بكثير مما فعل، لكن ها هو بعد أن اعتزل الكرة لا يزال محط الاهتمام والأنظار من كل حدب وصوب.

رونالدو لويس نازاريو دي ليما المُلهم الأول لعائلة كريستيانو رونالدو لتسميه بذلك الاسم وأحد أكثر الأشخاص تأثيرًا في تاريخ كرة القدم وهو لاعب.

بعد أن اعتزل نازاريو لم يقرر التوجه للتدريب أو لتحليل المباريات، بل كان طموحه بقدر عظمته وهو لاعب كرة قدم، ووضع هدفه وبدأ في تنفيذه.

رونالدو قرر أن يدخل في مجال الاستثمار الرياضي، وأن يستمر قريبًا من كرة القدم لكن عن طريق شراء الأندية ومحاولة الاستفادة منها وتحسينها.

كيف كانت بداية نازاريو في الاستثمار الرياضي؟

لم تكن بداية رونالدو في الاستثمار الرياضي موفقة، حيث كان شريكًا بنسبة بسيطة في نادي فورت لودردايل سترايكرز الأمريكي، والذي تعرض للإفلاس في 2017.

قبل ذلك استثمر رونالدو في وكالة تسويق، وعمل كوكيل لاعبين، كما استثمر في الرياضات الإلكترونية وفي إنتاج المحتوى السمعي والبصري وجمع البيانات.

بعد فشل النادي الأمريكي لم يتعرض رونالدو لليأس، ففي سبتمبر من عام 2018 أعلن النجم البرازيلي عن استحواذه على النسبة الأكبر من أسهم نادي بلد الوليد الإسباني، حيث سيطر على 51% منها مقابل 30 مليون يورو.

وعند الإعلان عنه كمالك جديد للنادي قال رونالدو: "لقد مررت بالكثير من المراحل في كرة القدم حتى أكون جاهزًا لما أنا فيه الآن، الكرة هي شغفي، ونريد أن نبني أفضل فريق ممكن حتى ننافس، وفي الوقت نفسه نريد أن نكون إدارة ذات شفافية مع الجميع".

لم يمر الكثير من الوقت وهبط بلد الوليد في نهاية الموسم الماضي إلى الدرجة الثانية، لكن المالك الحالي ورئيس النادي لا يزال يعمل من أجل التطوير، ووصلت أسهمه التي يملكها لـ 82% من الإجمالي.

النادي الثاني ونوستالجيا كروزيرو

بعد أن أتم ثلاث سنوات في رئاسة نادي بلد الوليد بأسابيع قليلة انتشر خبر امتلاك رونالدو لنادي طفولته الذي صنع اسمه كروزيرو كالنار في الهشيم.

بعدها بأيام خرج رونالدو بنفسه وأعلن استحواذه على النسبة التي تسمح له بإدارة النادي البرازيلي مقابل حوالي 70 مليون دولار أمريكي.

لماذا اشترى رونالدو نادي كروزيرو؟

البعض يرى أن العودة لشراء ناديه الأول هو نوع من أنواع رد الجميل المغلف بمشاعر الحنين للماضي لحيث لمع اسم رونالدو للمرة الأولى.

الأمر ليس بعيدًا كل البعد عن الحقيقة، لكن شراء رونالدو لكروزيرو يتخطى مجرد مشاعر الحنين للماضي حيث ظهر للمرة الأولى في مايو 1993 بينما كان عمره 16 عامًا فقط.

النادي البرازيلي كغيره من الأندية التي تدار عن طريق مجالس منتخبة في البرازيل عانى من سوء إدارة واضح في العقد الأخير.

صحيح إنهم حققوا لقبي دوري متتاليين في 2013 و2014 ومثلهما في الكأس في 2017 و2018 إلا أن الإدارة أغرقت النادي في الديون، وهبط للمرة الأولى في تاريخه للدرجة الأدنى في 2019 بعد 100 عام في الدرجة الأولى.

الأمور تجاوزت ذلك لإعتقال مجموعة من مديري النادي بتهم غسل الأموال والفساد وجرائم أخرى ترتبط بالنادي.

De Lima embed onlyGoal/Getty

من أين أتى رونالدو بأموال الصفقة؟ وكيف تمت؟

قبل تاريخ شراء رونالدو للنادي البرازيلي كانت الحكومة هناك لا تسمح ببيع أصول الأندية، التي هي في الأساس إجتماعية، لكن بعد إقرار قانون يسمح بتشكيل شركات لكرة القدم كان كروزيرو أول من استفاد منه وشكل شركته الخاصة التي استولى رونالدو على 90% من أصولها.

الشركة تدير فريق كرة القدم بكافة تفاصيله، بينما يبقى النادي الإجتماعي تحت قيادة الإدارة المنتخبة وهو ما سمح لرونالدو بالظهور في الصورة دون الحاجة لانتخابات، كان سيفوز فيها بسهولة لو ترشح لكنه لم يفعل.

عملية الشراء جاءت عن طريق بنك استثماري، أعلن توسطه في الصفقة عن طريق شركة رونالدو الخاصة بكرة القدم والتي تدعى تارا سبورتس، في عملية مخطط للاستثمار فيها لسنوات مقبلة.

ما المنتظر من رونالدو في ناديه الأول؟

بحسب تقارير عديدة نجح رونالدو في تسديد ملايين من ديون كروزيرو ورفع من قيمة النادي بشكل ملحوظ في الأشهر القليلة الماضية بفضل إدارته.

لكن التحدي هناك أكبر من ذلك، فالنادي البرازيلي ليس بلد الوليد، وشعبيته تتخطى المحيط وتصل إلى تسعة مليون مشجع، وليس هذا فحسب، فلا تزال قضايا الفساد المتعلقة بالنادي قائمة، بالإضافة إلى ديون متراكمة كالجبال.

كل ذلك في نفس الوقت الذي تنتظر فيه الجماهير عودة النادي للمنافسة على البطولات والظهور على واجهة الأحداث.

رونالدو أراد أن يقلل من توقعات الجماهير فكتب عبر "إنستجرام": "حان وقت العودة، ليس كبطل وليس بالقوى الخارقة، لكن بالإدارة الذكية والنمو طويل الأجل، الآن نبدأ فصلًا جديدًا في تاريخ النادي، أعود لأنني مؤمن بعودة كروزيرو، ولأكون جزءًا من التغيير".

هل كانت عودة رونالدو عاطفية بحتة؟

كما تحدثنا من قبل وبوجود كل تلك المعطيات لا يمكن أبدًا أن نتخيل أن تكون العودة إلا عاطفية، لكن معطيات أخرى تقول العكس.

الصحفي البرازيلي بابلو جالفاو خرج في تصريحات وقال: "رونالدو لم يهتم أبدًا أي شعار يرتدي ولمن يلعب، كل همه كان المشاركة وكم سيكسب من المال".

صحفي أخر على قناة "SporTv" قال: "لا أعتقد أن رونالدو موجود في كروزيرو بسبب حبه للنادي الذي بدأ فيه مسيرته المهنية هو يتصرف كرجل أعمال بحت، ففي حياته تحدث قليلًا عن كروزيرو".

إذا لماذا حقًا اشترى رونالدو كروزيرو؟! وماذا يحمل المستقبل رونالدو في الاستثمار الرياضي؟

يمكن للنجم البرازيلي أن يستثمر ما يكفي من الأموال لإعادة كروزيرو إلى الدرجة الأولى، بعد ذلك الأموال ستأتي وحدها وستسد الديون نفسها.

تسعة مليون مشجع ليس بالعدد الهين، هم مصدر دخل كبير للنادي بقوتهم الشرائية وبقوة تأثيرهم على الرعاة، بعد ذلك لن يلاحق رونالدو على الأرباح التي ستأتي من نادي طفولته.

أما فيما يتعلق بالمستقبل فلا أحد يستطيع أبدًا أن يعرف ما الذي يخبئه لنا القدر، لكن خطوات رونالدو تقول أنه يسعى لتكوين إمبراطورية مثيلة لتلك التي يملكها سيتي جروب.

وفي مقابلة سابقة له أكد على رغبته في شراء عدة أندية إنجليزية كان منها تشارلتون وبرينتفورد، وكان ذلك قبل عملية شراء بلد الوليد.

إعلان